تخفيضات الأنترنت تسبب في مقاطعة شركات الاتصالات

[Mary Naeem]

تخفيضات الأنترنت تسبب في مقاطعة شركات الاتصالات



«الوضع على ما هو عليه».. لم تكن لمماطلة شركات الاتصالات والإنترنت في مصر جدوى مع ثورة الشباب الذين ضاق بهم الحال من تدني مستوى الخدمة، على الرغم من ارتفاع الأسعار المبالغ فيه، وفرض سياسة الاستخدام العادل من طرف واحد دون الطرف الآخر.

فما كان لذلك الشباب بعد ثورتهم ضد الإنترنت وخدمته إلا بتدشين مليونية لمقاطعة شركات الاتصالات، التي تنطلق في الخامسة من مساء الغد، وذلك عقب الوعد الذي قطعه الجهاز القومي للاتصالات على نفسه بتحسين مستوى الخدمة، إلا أن وعودهم «كانت صرحًا من خيالٍ فهوى».

مواصفات الخدمة
«ارتفاع الأسعار، بطيء، سوء خدمة العملاء، انقطاع متكرر، استغلال شركات» هي كلها مواصفات شركات الاتصالات والإنترنت، التي تعاني من فشل ذريع في إدارة المنظومة، فالربح عندهم يتوقف عند حدود أبوابهم ولا يتخطاها للمستهلك الذي هو أساس ربحهم، إلى جانب الإعلانات والدعاية المبالغ فيها، من خلال التمويل الضخم الذي لا يعود بالفائدة على أحد إلا القنوات الفضائية التي تعرض تلك الإعلانات، وما للمستخدم شأن بتلك الدعاية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

مقاطعة الغلاء بالاستغناء
كانت كل هذه عوامل دفعت الشباب لتدشين حملتهم من خلال صفحة «ثورة الإنترنت» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، تحت هاشتاج «مليونية مقاطعة شركات الاتصالات»؛ حيث تدعو الحملة جميع الشعب المصري إلى غلق هواتفهم النقالة بدءًا من الساعة الخامسة مساءً وحتى العاشرة، ما يتسبب في خسائر فادحة للشركات.

وجاء بيان الحملة يقول: «فكرنا نعمل حاجة زي الدول المتقدمة تخسر الشركات محترفة النصب والسرقة دي، فاخترنا أننا نقفل موبايلاتنا خمس ساعات بس في يوم واحد كشيء من الاعتراض على سوء الخدمة وارتفاع الأسعار وبرده هنخسرهم فلوس.. احسبها كدا لو قدرنا نحشد عدد كبير من الناس في خمس ساعات، لو كل شخص بيتكلم بـ1ج فقط شوف هنقدر نخسرهم فلوس قد أيه، وصوتنا هيوصل كل حتة وبطريقة سلمية من غير ما حد ييجي يقول علينا بنخرب البلد".

وأكد أحمد عبد النبي، مؤسس صفحة "ثورة الإنترنت"، أن عدد المشاركين في الحملة تخطى الـ500 ألف في غضون ساعات، مشيرًا إلى أن الحملة ستتسبب في خسائر فادحة للشركات، رافعًا شعار "فلنقاطع الغلاء بالاستغناء"، وقد تضامنت عدة حركات مع المقاطعة، كان أبرزها حركة شباب ٦ إبريل، التي أعلنت مشاركتها في الحملة ودعمها بكل طاقتهم.

قلق الشركات
على جانب آخر، أكدت مصادر مطلعة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن هناك حالة من القلق الكبير تعم شركات الاتصالات العاملة في مصر، مشيرًا إلى أن الشركات تنتظر بقلق عما ستسفر عنه نتائج الحملة التصعيدية التي سيبدأها شباب ثورة الإنترنت غدًا.

فلو فرضنا استجابة 100 ألف مستخدم بكل شركة، فهذا يعني أن هناك خسارة 500 ألف جنيه لكل شركة خلال ساعات، وفقًا لعدم الاتصال أو الاستقبال، فالإجمالي سيكون مليون ونصف جنيه".

وقال طلعت عمر، خبير الاتصالات: إن الحملة لن تغير شيئا من الواقع والوضع الراهن، فشركات الاتصالات ستبقى تنفذ سياساتها تجاه المستخدمين، والحملة لن تؤثر بالشكل المتوقع الذي يجعل الشركات تتراجع عن أفعالها.

وزير الاتصالات
أما وزير الاتصالات المهندس خالد نجم، فلم يعلق على الحملة إلا من خلال مداخلة هاتفية في برنامج "لازم نفهم"؛ حيث أكد في مداخلته، أن الوزارة تقوم حاليًا بمعالجة خدمة الإنترنت وتحسينها، واعدًا الشباب بتحسين السرعة وخفض الأسعار في أقرب وقت، ونفى نجم وجود حركة احتكار للاتصالات، قائلًا: «شركة الاتصالات المصرية هي الشركة الأولى في تقديم خدمات الإنترنت»، داعيًا جميع شركات الإنترنت والاتصالات لتخفيض أسعارهم؛ لتتناسب مع الخدمة وتتواءم مع أسعار المصرية للاتصالات.


نقلا عن فيتو