رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وظيفة الوجود الإلهي البشري للمسيح أي الاتحاد الأقنومي للطبيعتين (اللاهوت والناسوت) أنشا علاقة، وشركه خاصة بينهما وهي:
هذا الإعلان التبادلي لخواص الطبيعة الإلهية والإنسانية (اللاهوت والناسوت)، من جانب شخص المسيح الواحد، أنشأ تعبيرات لاهوتية نسبت خواص الطبيعة الإلهية مثل عدم الموت، والمجد للطبيعة البشرية. هكذا نستطيع أن نقول على سبيل المثال: «في شخص المسيح، صار الناسوت عديم الموت وجلس على يمين الله». أيضا، خواص الطبيعة البشرية، مثل الجوع والعطش والدم والموت نسبت أيضا للطبيعة الإلهية، على سبيل المثال «جاع المسيح، عطش المسيح»، «الكلمة صار جسدا»، «وتجسد الله»، «تألم الله». حيث يقول القديس اثانسيوس في كتابه ضد الأريوسيين: إن الأعمال الخاصة بالكلمة ذاته مثل إقامة الموتى، وإعادة البصر إلى العميان، وشفاء المرأة نازفة الدم، قد فعلها بواسطة جسده، والكلمة حمل ضعفات الجسد كما لو كانت له، لأن الجسد كان جسده، والجسد خدم أعمال اللاهوت، لأن اللاهوت كان في الجسد، ولأن الجسد كان جسد الله). هنا جوهر رد القديس أثناسيوس على الارتباك الأريوسي بين لاهوت وناسوت المسيح. فالكلمة لم يكن «خارج» ناسوته الذي أخذه. بالحري حين خدم الابن المتجسد، فإن اللاهوت والناسوت كانا معا يعملان في وحدة لا تنفصم، هكذا ركز القديس أثناسيوس على إيضاح حقيقة أن المسيح يعمل لاهوتيا وناسوتيًا معا من خلال جسده الذي أخذه. وحين يعمل بقوة ويشفي المرضى ويقيم الموتى، ندرك نحن لاهوته في الفعل. وحين يكون متعبا فإننا نرى مظاهر الناسوت الأصيل والحقيقي الذي أخذه… (فقرة ٢٩-ص٦٠,٦٣,٦٤) ويقول القديس غريغوريوس اللاهوتي عن هذا الإعلان التبادلي لخواص اللاهوت والناسوت قائلا: «يا له من اقتران من نوع جديد! يا له من اتصال مدهش عجيب! فهوذا «الكائن بذاته» يصير «جسدًا» (يو ١: ١٤)، وغير المخلوق يأخذ صفة المخلوق، وغير المحوى يدخل إلى حدود (الزمان والمكان)، ومعطي الغنى يجعل نفسه فقيرًا (٢كو٩:٨) إنه يفتقر بأخذ جسدي، لكي أغتني أنا بلاهوته» …… لا امتزاج ولا تغيير بين اللاهوت والناسوت، بينما من جهة، كان يوجد تبادل وشركة لخواص اللاهوت والناسوت في شخص المسيح، من جهة أخرى، هذه الخواص في حد ذاتها ظلت بلا امتزاج أو تغيير. يقول القديس كيرلس: «إنه حقا الخالق، والإله، وهو المحيي، لأنه هو الحياة، وهو أيضا يوحد معا الخواص البشرية وتلك التي تفوق الطبيعة البشرية في واحد، لأنه الوسيط بين الله والبشر وفقا للكتب المقدسة (راجع ١تيمو ٢: ٥). فمن جهة أخرى، هو حقا إنسان ولكنه ليس مجرد إنسان عادي مثلنا، بل ظل ما كان عليه حتى بعد ما صار جسدا. لأنه مكتوب: «يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم إلى الأبد» (عب١٣: ٨) …… إذا المسيح هو شخص واحد وليس اثنين كما نادى النساطرة، لذا السجود الذي تقدمه الكنيسة لشخصه هو سجود واحد. إذ واحد هو شخص المسيح، إله كامل وإنسان كامل نسجد له مع الآب والروح القدس. هكذا نقول: «نسجد لجسدك المقدس». وحين يعلق القديس كيرلس على اعتراف بطرس في قيصرية فيلبس: «أنت هو المسيح ابن الله» يقول: «ورغم ذلك فالمسيح واحد فقط بالطبيعة قبل الجسد وبعد الجسد وليس اثنين، مثلما يعترض البعض غير مدركين عمق السر، فلهذا السبب هو غير قابل للانقسام بعد الاتحاد وهو ليس منقسما إلى شخصين». |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما هو هذا الاتحاد الأقنومي، ومع من يتم |
نتائج الاتحاد الأقنومي |
الاتحاد الأقنومي |
معنى الاتحاد الأقنومي |
الاتحاد الأقنومي |