يظل الإنسان مخفيا ، غير معروفة دواخله ، غير معروفة حقيقة نفسه ، إلى أن يدخل فى محك الخبرة العملية ، فتكشفه 00
ولا نقصد خبرة سنوات طويلة ، وإنما يحدث حادث واحد يكشفه ، فمثلما حدث مع أبينا آدم وأمنا حواء
أو يدخل شئ جديد على حياته ، فيظهر كل ما فى داخله 0
1- يغتنى مثلا ، فيكشفه المال ، ويبين صفات فيه لم تكن واضحة من قبل 0 وكما قال الشاعر :
لما صديقى صار من أهل الغنى أيقنت أنى قد فقدت صديقى
قد يكشف المال إن كان فى هذا الإنسان بخل أو إسراف ، أو شهوات 0 أو إن كان فيه كرم ، أو حب للخير ، أو عطف على الفقراء 0 وقد يكشف المال إن كانت فيه محاولة للسيطرة عن طريق المال 00
2- وهذا الإنسان أيضا قد تكشفه المناصب أو السلطة 00
تكشف إن كانت فيه كبرياء أو خيلاء ، أو تسلط أو اعتداد بالذات ، أو قسوة عنف ، أو محاباة أو ظلم كل ذلك تكشفه المناصب والسلطة 00
كذلك تكشف إن كانت له كفاءة أو عبقرية أو استخدام السلطة للخير والنفع العام ومحبة الناس 0
وأيضا إن كان فى هذا الإنسان عجز ، أو سوء تصرف ، أو سوء إدارة ، فإنه يظهر أيضا 0
3- الكلام أيضا يكشف الإنسان من حيث عقليته ومعلوماته :
إنسان صامت ، لا تعرف حقيقته 0 فإن تكلم يكشفه الكلام 0 لغته تظهره 0 وهكذا يقول الكتاب : إن صمت الجاهل يحسب حكيما 0
4- المشاكل أيضا تكشف طبيعة الذى يتعرض لها :
مشكلة واحدة يتعرض لها شخص ، وتظهر حقيقته إن كان قوى النفس يحتمل ، وإن كان ذكيا يحسن التصرف ، أو إن كان سريع الاضطراب والانزعاج ، يخاف ويقلق وييأس بسرعة أو ينهار 00
5- إنسان آخر يكشفه الزواج أو التعامل عموما 0
خارج التعامل ما كان يعرفه الناس على حقيقته 0 ولكنهم عرفوه بعد تعامله مع الناس ، أو مع زوجته وحماه وحياة عائلية 0
6 – ربما إنسان يتكلم نظريا عن المبادئ والقيم 0 فإن أعطيت له فرصة عملية لتطبيق ما يؤمن به ، حينئذ تظهر حقيقته