بدعة اللاطائفية
إنها طائفة جديدة تحمل خداعاً كبيراً جداً بدعوى ان الكل مسيحين وتحمل شعار الوحدة المسيحية لبث سمومها فى عقول البسطاء.
فبدعة اللاطائفية هي نوع من الثعالب الصغار التي يمكن أن تفسد الكرم.
خطورة اللاطائفية:
1- ترك العقائد الإيمانية الهامة جداً في إيماننا الارثوذكسي, مثل الإيمان بالفداء والثالوث, والمعمودية, والأسرار. ومعنى اللاطائفية هو ترك هذه العقائد, واهمال الحديث عنها, مثل من يقوم بالدعاية لأحد المنتجات بحيث نرى الاعلان عنها في كل مكان, ودون أن ندري نترك المنتج الآخر الذي أهملنا الحديث عنه. فالطفل الذي يذهب إلى مكان لا طائفي, لا يرى فيه شورية, ولا قربان, ولا أيقونة, ولاكاهن, كيف يرتبط بالارثوذكسية.
2- من بين خطورة اللاطائفية الاهمال في التراث المسلم لنا من الآباء القديسين, مثل تراث القديسين وتراث أقوال الآباء, وتفسيراتهم, وتراث الكنيسة بكل ما تحمله لنا من بركات, مثل الاستشهاد والحياة النسكية, وتاريخ الكنيسة وخصوصاً القرون الخمس الأولى. ولا شك أن اللاطائفية تنسي أولادنا التراث الذي تسلمناه.
3- الأرثوذكسية تزرع فينا الانتماء, بينما اللاطائفية تقود إلى عدم الانتماء الكنسي, حيث يصير الإنسان بلا هوية. لأن اللاطائفية معناها ذوبان الكل. فالكنيسة الارثوذكسية هي الكنيسة الأم, وهي الكنيسة الوطنية, بينما الارساليات الأجنبية حضرت إلى مصر في ظروف خاصة في القرن ال19. ومن الأمور المهمة أن ينتمي أولادنا إلى التراث القبطي الارثوذكسي. ولولا دماء الشهداء, ولولا جهاد مدرسة الاسكندرية من أجل الايمان ما كنا مسيحيين .
4- فكر اللاطائفية هو لخداع البسطاء من المسيحيين, بإدعاء أننا كلنا واحد في المسيح وأن هذه الجمعيات اللاطائفية مثل جمعية خلاص النفوس, تدعي أنها ترعى النفوس من جميع الطوائف بدلاً من هلاك هذه النفوس. كما أن خداع هذه النفوس يأتي أيضاً من نشر احصائيات مبالغ فيها عن أعداد غير حقيقية لا تمثل الواقع إرتدوا عن الايمان المسيحي, ولذا فإن الجمعيات اللاطائفية تقوم بالعمل الرعوي بدلاً من هلاك هذه النفوس.
5- من خطورة اللاطائفية, أنها تجعل الإنسان يعرج بين الفرقتين. لأن كثير من أبنائنا يحضرون إلى الكنيسة ويذهبون أيضاً إلى تلك الجمعيات اللاطائفية, أو الأماكن البروتستانتية لسماع عظة مشبعة. إن المبدأ الانجيلي واضح وهو أن الانسان لا يمكن أن يعرج بين الفرقتين. واللاطائفية نوع من التعريج بين الفرقتين. فالانسان يحضر غلى الكنيسة ويتعلم الصلاة بالأجبية والتشفع بالقديسين ثم يذهب إلى الجماعات البروتستانتية ويصلي بالطريقة الخمسينية!!
6- اللاطائفية تنسينا الاهتمام بالفكر اللاهوتي, فيدخل إلينا الكثير من الهرطقات التي تنسينا الايمان المسيحي. وما هو الحال لو دخلت الاطائفية في وقت آريوس؟ وهل يمكن أن يخلص الأريوسين أو شهود يهوه أو السبتين؟ وهل يمكن أن نقول كلنا واحد في المسيح ونرفض الحديث عن يسوع المسيح الفادي المخلص؟ ولو لم يوجد أثناسيوس لسادت الأريوسية!! وكيف لا نتحدث عن جهاد أثناسيوس ضد الأريوسية؟
7- اللاطائفية تعتمد على العواطف, والعواطف تتغير من وقت إلى آخر ومن مؤثر إلى مؤثر, بينما العقيدة لا تتغير في الوقت الذي تتغير فيه العواطف بتغير المكان والزمان والظروف. ولذلك يجب أن يبني السلوك على العقيدة التي لا تتغير.
8- اللاطائفية تدخل مسميات كثيرة بدعوى التمسك بحقوق الانسان والاساس هو منطق بشري وليس أساس لاهوتي, وذلك مثل موضوع كهنوت المرأة الذي يعتمد على حقوق الانسان وليس على أساس الفكر اللاهوتي حيث لم تكن العذراء لها كهنوت.
9- اللاطائفية تفتت المجتمعات المسيحية وتفقدها وحدة الايمان, ووحدة العقيدة, وتتجاهل الكثير من نصوص الكتاب المقدس (الخاصة بالتناول والمعمودية والأسرار). إن ربنا يسوع يتعامل بحزم وقوة مع من يرفض نصوص الكتاب (من لا يتناول من جسده ودمه فليس له حياة, ومن لا يعتمد من الماء والروح لا يدخل ملكوت السموات).
وإذا ما نحن أردنا أن ننقذ أولادنا من خداع اللاطائفية فنحن أمام محاور ثلاث:
1- العظة المؤثرة:
يجب إدخال عظة في كل قداس. وأن تكون العظة معدة إعداداً جيداً, وأن تكون مشبعة ومفيدة ومؤثرة. لأن كثير من أبنائنا يذهبون إلى الطوائف بدعوى سماع عظة مشبعة. ولذلك يجب أن تشمل العظة البعد اللاهوتي والبعد الروحي والبعد التأثيري خلال الاطار الارثوذكسي, ولنا مثال وقدوة في ذلك عظات قداسة البابا شنودة الثالث, أدام الله حياته.
2- الترنيمة المؤثرة:
الترانيم حلوة ومشبعة ومريحة للانسان, وتسد احتياجات الانسان, وتعبر عن المشاعر الداخلية. ولذلك يجب أن نعطي إهتماماً للترانيم المؤثرة في الاجتماعات الروحية, وفي المؤتمرات, وفي اللقاءات الروحية, وأن تكون الترنيمة أرثوذكسية, بمعنى أنها تحوي ما تؤمن به الأرثوذكسية.
3- الرعاية المؤثرة:
كثير من أبنائنا ترك الكنيسة بسبب ضعف الرعاية أو إنعدامها. ولذلك يجب أن تكون الرعاية مؤثرة في أبعادها الثلاث: الرعاية الروحية والرعاية الاجتماعية والرعاية المادية. أو في شمولها لكل أحد وفي كل الأعمار وفي كل مكان وكل شارع وكل حارة وكل قرية.
ولا شك أن الرعاية المؤثرة تبحث عن الخروف الضال وتسترده, وتهتم بكل أحد لتخلصه. ولذلك الحاجة ماسة إلى التركيز الرعوي الشديد جداً!!
وفي النهاية نقول أن البنيان الروحي والفضائل المسيحية لابد أن تبنى على أساس العقيدة, ومعروف أن الكنائس الارثوذكسية التي تأسست على اساس العقيدة هي الكنائس التي ثبتت ودامت بعكس الطوائف التي تحررت من العقيدة.
والكنيسة مملوءه بالطاقات والمواهب التي يجب أن نستغلها لنذهب ونكرز ونرعى ونخدم كل نفس في كل مكان. ولكن يجب تقديم الأسرار, والخدمات الكنسية, بطريقة تأثيرية في إطار الطابع الأرثوذكسي.
وهاهي وصية الانجيل لنا لمواجهة خطر اللاطائفية التي تجاهلت الكثير من نصوص الكتاب المقدس:
+أما أنت فاثبت على ما تعلمت وايقنت عارفاً ممن تعلمت (2تي14: 3) .
+يا تيموثاوس احفظ الوديعة معرضاً عن الكلام الباطل الدنس ومخالفات العلم الكاذب الاسم (1تي20: 6) .
+ لكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن أنا ثيما (أي محروماً) (غل8: 1)
+ كل من تعدى ولم يثبت في تعليم المسيح فليس له الله. ومن يثبت في تعليم المسيح فهذا له الآب والابن جميعاً. إن كان أحد يأتيكم ولا يجئ بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام. (2يو9-10).