منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 06 - 2013, 08:23 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

انسيمس العبد الهارب

انسيمس العبد الهارب
سار أنسيمس من كولوسى إلى روما فى رحلة ألف ميل ، وسنتابع مشاعره وأحاسيسه ، وهو ينطلق إلى المدينة الكبيرة روما ، ... ولعله فى حياته القديمة يبدو أمامناً أولا : العبد الحاقد ، وقد خلا من كل مشاعر المودة والحب تجاه سيده فليمون ، بل تجاه الدنيا بأكملها التى صنعت منه عبداً يعانى الضيق والتعب والمشقة والاستعباد شأنه شأن كل العبيد ، ومع أننا نثق أن معاملة فليمون المسيحى له كانت معاملة طيبة متميزة ، .. إلا أن العداوات الضارية بين الأحرار والعبيد، والتفرقة القائمة بينهما تجعل من الطبيعى أن تنمو عاطفة الكراهية والحقد والبغضاء وتترعرع فى القلوب ، ... ومع أن العالم ألغى الرق ، إلا أن التفرقة العنصرية بأسبابها المختلفة ما تزال إلى اليوم واحدة من أهم أسباب الكراهية بين الناس ، .. جلست سيدة مسيحية أرستقراطية مع عدة سيدات ثريات ، وكن يتحدثن عن الخدم ومشاركهم ومتاعبهم ، وأنهم لا يمكن أن يستقروا بهدوء وسلام فى البيوت فترة طويلة ، .. وقالت السيدة : ولكن الخادم التى عندى لها فى بيتى أربعة عشر عاماً ، وصاحت الأخريات : هل هى بيضاء أم زنجية ، وأجابت السيدة الكريمة بأنها صاحبة قلب أبيض !! .. ولقد تحدثنا فى مواطن كثيرة سابقة عن المعاناة والمتاعب والأحقاد المتسببة عن مثل هذه الأوضاع فى الأرض ، .. منذ سنوات قليلة نجحت جراحة القلب ، وحدثت المعجزة فى نقل قلب إنسان إلى آخر ، وبدأت هذه الجراحة فى جنوب أفريقيا حيث التفرقة العنصرية ، وحيث يبدو الرجل الأبيض يحمل قلباً قاسياً عنيفاً أشد فحمة من سواد الليل ، ولكنها الخطية التى فعلت كل هذا فى الأرض ، وقد سئل أحد الأطباء المشهورين فى جراحة القلب عن أنسب قلب حيوانى للإنسان ، وكان إجابته : قلب الخنزير ، وقد صدق الرجل وهو لا يدرى أن قلب الإنسان المتمرغ فى الخطية ، هو قلب الخنزيرة المغتسلة عندما تعود إلى مراغة الحمأة .
وذهب أنسيمس - ثانياً - فى رحلة الانحراف ، .. فهو شخص منحرف خرج من بيت سيده سارقاً أو ظالماً ، وهو يمثل الإنسان الخاطئ الذى تنحرف به الخطية عن خط الحياة المستقيم، والخطية دائماً تفعل هكذا، لأن الكلمة خطية في أصلها اللغوى تعنى القصور أو الانحراف ، فإذا رمى الإنسان سهماً نحو هدف لا يبلغه فهو مقصر ، ومن ثم قال الوحى : « من يعرف أن يعمل حسناً ولا يعمل فذلك خطية له » !! .. ( يع 4 : 17 ) خطية التقصير أو القصور أو عدم الوصول إلى الهدف من الحياة !! .. أما إذا انحرف السهم فى هذا الجانب أو ذاك فقد انحرف وأخطأ الهدف ، وقد انحرف أنسيمس بما سرق أو فعل من شر ، وهو صورة للمنحرفين فى الأرض !! .. بل صورة البشر لأن « الجميع زاغوا وفسدوا معاً . ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحــــد » !! .. ( رو 3 : 12 ) .
وذهب - ثالثاً - فى رحلة الانحدار ، لقد قطع ما يقرب من ألف ميل بين كولوسى وروما ، ولنا أن نتأكد أنه فى كل ميل من الرحلة كان يزداد سوءاً وانحداراً ، .. والخطية تدفع أبناءها دائماً إلى الكورة البعيدة ، .. كانت الكاتبة المشهورة جورج اليوت فى بدء طريقها مع الحياة ، رقيقة العواطف ، مترعة المشاعر ، حساسة القلب ، وعندما كانت تكتب عن الإيمان أو عن غيره من الصور الكريمة فى الحياة ، كانت تبلل كتاباتها بالدموع ، .. لكنها وقد سارت إلى الكورة البعيدة، لم تظل على الصورة القديمة الجليلة ، لأنها استقرت هناك فى الكورة البعيدة ، . والشاعر مايثور أرنولدز وهو ينحنى على إيمانه الضائع يبكيه ، كان صورة للإنسان الذى يسير فى طريق الانحدار فى الرحلة القاسية مع الخطية فى الأرض !!..
وذهب - رابعاً - فى رحلة الضياع . إن الاسم « أنسيمس » يعنى « نافع » وهذا هو الأمل الذى راود من أسماه بهذا الاسم ، سواء أكان أبوه أم سيده ، ولكن الحقد والانحراف والانحدار جعلته كما قال بولس غير نافع ، وربما سخط عليه فليمون مرات ، وقال له : أنت غير نافع بالمرة ، والحيوان أفضل منك لأنه نافع ، وهكذا تفعل الخطية فى حياة الإنسان ، إذ تهوى به لتجعله أحط من الحيوان وأقل فائدة ، .. لقد خلق اللّه كل واحد منا ليكون نافعاً صالحاً معيناً ، ولكن الخطية تدفعه فى الخط العكسى تماماً ، فتجعله يعيش لنفسه ، يؤذى بدلا من أن ينفع ، يحطم بدلا من أن يعاون ، وما أكثر الناس الذين لا يرتفعون حتى إلى مستوى الحيوان الذى ينفع ويقدم مقابل ما يأخذ دون أن يفسد ويؤذى ويضر !!
وذهب - خامساً - فى رحلة الاختفاء .. لقد قصد روما بالذات ، وقطع هذه الرحلة الطويلة ، لأن روما كانت مدينة الاختفاء ، والذاهب إليها - كما يقولون - مفقود ، ... والخاطئ فى العادة يود أن يعيش فى الظلام كقول السيد : « وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة » ( يو 3 : 19 ) .. وما الكبت - كما يقول علماء النفس - إلا محاولة طرد الإنسان الكثير من عقله الواعى إلى عقله الباطن ، حتى لا يتأمله أو يذكره ، ولكننا نعلم أن هذه المحاولة تنتهى عند حد ما ، عندما يثور العقل الباطن وينفجر ، لكثرة ما يختزن من إثم وفساد ، وكثيراً ما أصيب الناس بالجنون لأنهم أرادوا أن يخبئوا كل شئ فعجزوا عن ذلك !! ..
وكانت الرحلة أخيراً رحلة الفزع والخوف العذاب ، ولا شبهة فى أنه عاش فى روما خائفاً معذباً ، وهو يتصور عند أقل حركة من إنسان ، أنه اكتشف ، وأنهم جاءوا ليقبضوا عليه ، إنه مجرم هارب ينتظره حكم الموت والإعدام ، والخطية دائماً تترك صاحبها معذباً ، لو علم الذين يرتكبون الخطية أنها لا يمكن أن تتركهم فى راحة ، لترددوا آلاف المرات قبل الإسراع إليها ، والانكباب على شهوتها الفاسدة المحرمة !! ولا فرق فى ذلك غنى أو فقير ، بين متعلم أو جاهل، بين قوى أو ضعيف .. عندما ذهب مودى فى رحلته التبشيرية إلى بلاد الإنجليز .. قال له أحدهم: يامستر مودى أرجو أن تفعل شيئاً من أجل الفقراء المعذبين .. فأنصت مودى قليلا وقال : وأرجو أيضاً من أجل الأغنياء المعذبين .. إن الخطية دائمة مفزعة بالنســــبة للفقــــير والغنى على حد سواء !! ..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
اسكتش انسيمس (العبد الهارب)
فيلم العبد الهارب القديس انسيمس
فيلم العبد الهارب القديس انسيمس للموبايل
انسيمس العبد النافع
انسيمس العبد المذنب


الساعة الآن 08:24 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024