رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إجابة الله عليه: 26 ثُمَّ صَارَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى إِرْمِيَا قَائِلَةً: 27 «هأَنَذَا الرَّبُّ إِلهُ كُلِّ ذِي جَسَدٍ. هَلْ يَعْسُرُ عَلَيَّ أَمْرٌ مَا؟ 28 لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَدْفَعُ هذِهِ الْمَدِينَةَ لِيَدِ الْكَلْدَانِيِّينَ وَلِيَدِ نَبُوخَذْرَاصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ فَيَأْخُذُهَا. 29 فَيَأْتِي الْكَلْدَانِيُّونَ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ هذِهِ الْمَدِينَةَ، فَيُشْعِلُونَ هذِهِ الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ، وَيُحْرِقُونَهَا وَالْبُيُوتَ الَّتِي بَخَّرُوا عَلَى سُطُوحِهَا لِلْبَعْلِ وَسَكَبُوا سَكَائِبَ لآلِهَةٍ أُخْرَى لِيُغِيظُونِي. 30 لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَنِي يَهُوذَا إِنَّمَا صَنَعُوا الشَّرَّ فِي عَيْنَيَّ مُنْذُ صِبَاهُمْ. لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنَّمَا أَغَاظُونِي بِعَمَلِ أَيْدِيهِمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. 31 لأَنَّ هذِهِ الْمَدِينَةَ قَدْ صَارَتْ لِي لِغَضَبِي وَلِغَيْظِي مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ بَنَوْهَا إِلَى هذَا الْيَوْمِ، لأَنْزِعَهَا مِنْ أَمَامِ وَجْهِي 32 مِنْ أَجْلِ كُلِّ شَرِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَنِي يَهُوذَا الَّذِي عَمِلُوهُ لِيُغِيظُونِي بِهِ، هُمْ وَمُلُوكُهُمْ وَرُؤَسَاؤُهُمْ وَكَهَنَتُهُمْ وَأَنْبِيَاؤُهُمْ وَرِجَالُ يَهُوذَا وَسُكَّانُ أُورُشَلِيمَ. 33 وَقَدْ حَوَّلُوا لِي الْقَفَا لاَ الْوَجْهَ. وَقَدْ عَلَّمْتُهُمْ مُبَكِّرًا وَمُعَلِّمًا، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا لِيَقْبَلُوا أَدَبًا. 34 بَلْ وَضَعُوا مَكْرُهَاتِهِمْ فِي الْبَيْتِ الَّذِي دُعِيَ بِاسْمِي، لِيُنَجِّسُوهُ. 35 وَبَنَوْا الْمُرْتَفِعَاتِ لِلْبَعْلِ الَّتِي فِي وَادِي ابْنِ هِنُّومَ، لِيُجِيزُوا بَنِيهِمْ وَبَنَاتِهِمْ فِي النَّارِ لِمُولَكَ، الأَمْرَ الَّذِي لَمْ أُوصِهِمْ بِهِ، وَلاَ صَعِدَ عَلَى قَلْبِي، لِيَعْمَلُوا هذَا الرِّجْسَ، لِيَجْعَلُوا يَهُوذَا يُخْطِئُ. [26-35]. أولًا: يحدثنا عن خطايا إسرائيل السبع: أ. يمارسون الشر منذ صباهم [30]، أي نشأوا فيها أبًا عن جدٍ، متأصلون فيها. ب. يثيرون غضب الله بعمل أيديهم (الأصنام)، أي مصممون على الشر بإقامتهم آلهة وثنية. ج. يعطون الله القفا لا الوجه [33]، أي لا يحملون حبًا لله بل كراهية. د. لا يصغون لتعاليم الله، متجاهلين الوصية الإلهية. ه. يقيمون رجاساتهم في بيت الله ويدنسونه [34]، فيخلطون عبادة الله بالأوثان والحياة التعبدية بالرجاسات. إذ قدمت أورشليم محرقات للأوثان سمح لها أن تحترق على أيدي الكلدانيين. و. يبنون مرتفعات للبعل [35]. ز. يجيزون أبناءهم وبناتهم في النار للإله مولك في وادي ابن هنوم. يضحون من أجلها حتى بأبنائهم فيلقون بهم في النار كذبائحٍ بشريةٍ، متجاهلين أبسط المشاعر الإنسانية أو حتى الحيوانية! نجد هنا تركيزًا على شرورهم المستمرة طوال تاريخهم. تمثل أورشليم الأمة كلها التي كانت في أيام ما قبل داود النبي مسرحًا لوثنية اليبوسيين، وكان الفساد الذي أُدخل تحت حكم سليمان بداية لدخول العبادات الغريبة إلى جانب عبادة الله، والارتداد بصورة شبه مستمرة. وفي عصر إرميا كان ذلك هو الطابع السائد للحياة حتى أن إصلاحات يوشيا لم يكن لها تأثير دائم، وقد أضاف المواطنون لتلك العبادات إساءة وإغاظة برفضهم عهد النعمة، والارتباط بالعبادة الوثنية (إر 7: 31) وتقديم ذبائح بشرية (إر 19: 5؛ لا 18: 21). وكانت عبادة الأوثان على السطوح (انظر 19: 13) من أكثر الأخطاء الذميمة للشعب المختار. بمعنى آخر احتلت الخطية كل كيانهم: تأصلت فيهم منذ الصبا، فأفسدت سلوكهم (ممارسة الشر) وقلوبهم (إعطاء الله القفا)، وإرادتهم (لا يصغون للتعاليم الإلهية)، وعبادتهم (تدنيس بيت الله)، وطاقاتهم (يصنعون التماثيل ويبنون المرتفعات للبعل)، حتى عواطفهم وعلاقاتهم الأسرية (يجيزون أولادهم في النار). هذا وقد تسللت الخطية إلى الجميع، لم تقتصر على أسباط معينة ولا على فئات معينة بل انخرط فيها أبناء إسرائيل كما أبناء يهوذا [30]؛ سقطت فيها كل الأمة: الملوك ورجال الدولة والكهنة والأنبياء والشعب، فقد صنعوا شرورًا جماعية كثيرة [31-32] لذا استحقوا تأديبًا جماعيًا! لقد كسروا العهد مع الله [33-35]، وأقاموا عهودهم مع البعل والإله مولك. ثانيا: نفذ إرميا النبي الأمر الإلهي الخاص بشراء الحقل في ظروف غير طبيعية، بالرغم من تأكده من تسليم أورشليم في أيدي الكلدانيين. إذ سبَّح إرميا الله القدير مؤكدًا أنه ليس شيء غير مستطاع لديه، أجاب الله أنه إله كل جسد [27]. إله كل البشرية، يعمل في الكل بخطته الفائقة. يستخدم الله نفس كلمات إرميا [17] ليؤكد له أنه لا شيء يعسر على الخالق. |
|