لم تكن شجاعة إيليا عادية، فبالرغم من كونه إنسانًا تحت الآلام مثلنا، ضعيف في ذاته، إلا أنه كان قويًا بالله، فكان له السلطان أن يغلق كوى السماء. وهناك ثلاثة أسباب لقوة إيليا:
أولاً: صلاته: لنلاحظ أن النبي لم يبدأ في طلبه المُلِحّ بعد ظهوره أمام أخآب، بل قبل ذلك بفترة، هذا هو سر قوة ثباته وجرأته أمام الملك. فالصلاة في السر مصدر القوة في العَلَن، لذلك كان بإمكانه الوقوف بلا تزعزع في محضر الملك الشرير لأنه ركع باتضاع أمام الله القدير. لكن لنلاحظ أيضًا أنه «صَلَّى صَلاَةً» ( يع 5: 17 )، فلم تكن صلاة محفوظة، ولم يكن تكريسه مظهريًا لا يسفِر عنه شيء، بل كان تكريسه قلبيًا فعالاً.