إليكم مجموعة من الأمور تساعد مرضى السرطان على التخلّص من مرضهم فعلاً
يمكن أن يكون سرطان الأطفال متواضعا جدّا، كما مؤلما أيضا. فيُذكّرنا بأنّ هذا المرض القاتل لا حدود له، ويجعلنا أيضا معجبين بالكامل بهؤلاء الصغار الذين يُكافحون بشجاعة من أجل حياتهم، حتّى قبل أن يحصلوا على فرصة تقدير ما قدّمتها لهم. وبعيدا عن آثار المرض الجسدي، قليل ما يتمّ التحدّث عن الشقّ النفسي للمصابين.
هذه كانت حال إيليتا ماكفارلان البالغة من العمر 12 عاما والتي اكتشفت قبل سنتين بأنّها تُعاني من ورم سرطاني بعدما شعرت بألم في جانبها. وأظهر مسح بسيط بأنها مصابة بسرطان الخلايا الكلوية وهو نوع من أنواع سرطان الكلى. لذا، كان عليها إجراء عملية جراحية لنزع الكلى اليمنى وبعض الغدد الكظرية والغدد الليمفاوية. وبعد 6 أسابيع، عادت ماكفارلان إلى المدرسة في اسكتلند.
وعلى الرغم من أنّه تمّت مُعالجتها من المرض بسرعة وفعالية، إلا أنّ ماكفارلان كشفت بأنّها لم تعد تثق بنفسها أبدا. وتقول: “كان علي أن أحذر دائما لكي أحافظ على الكلى. فقد تبقّى لي واحدة فقط… كان عليّ إجراء مسح كل شهرين. حتّى إنّي الآن أشعر بعدم الارتياح خوفا من معاودة ظهور المرض من جديد”. وهكذا اندثرت أيّام الطفولة تلك- فلم تعد تشعر بمتعة لعب كرة القدم لأنها بحاجة إلى الانتباه على نفسها مرارا.
لحسن الحظ، أعطت رحلة الإبحار على مدى 4 أيام قبالة الساحل الاسكتلندي لماكفارلان أملا جديدا بالحياة. وكعضو في الطاقم، كان على البحّارة الشباب القيام بنشاطات مختلفة؛ منها رفع الأشرعة والطبخ وقضاء الأوقات الممتعة مع المجموعة التي تعافت من السرطان. وأتاحت الرحلة التي تتطلب مجهودا جسديا والتي نظّمتها مؤسسة إيلين ماكآرثر، لماكفارلان فرصة الإدراك بأنّها لا تزال قادرة على مواجهة تحديات جديدة، والاستيعاب أنّ الحياة هي للتمتّع. وأوضحت: “لم أكن أعتقد أنّني أستطيع القيام بهذه الأمور أبدا، ولكن تبيّن لي العكس”؛ “لقد اكتسبت من جديد ثقة قوية في نفسي بعد هذه الرحلة”.
وساعدت رحلات الإبحار التي نظّمتها المؤسسة مئات الشباب الناجين من السرطان لاستعادة ثقتهم وأملهم بالمستقبل بعدما شعروا بأنّهم “فقدوا ذلك”، مذ أن أسستها إيلين ماكآرثر العام 2003. حقيقة أن يقوم الشباب الذين بالكاد يملكون القدرة الجسدية اللازمة للإبحار حول السواحل المتجمدة في اسكتلندا هو دليل على تصميمهم، ومهاراتهم، وشجاعتهم.
ويعطي الإبحار فرصة التألّق لهؤلاء الأطفال، “للقيام بأمور ربما لم يقم بها أصداؤهم مُسبقا فيذهبون إليهم للقول: لقد أبحرنا، ووجهنا القارب”.
أقامت ماكفارلين صداقات جديدة على متن القارب، وتتحدّث عن العزلة التي يعيشها المريض وأهميّة التكلّم مع زملائه المُصابين بالسرطان: “تشعر بالارتياح عندما تناقش معهم المرض لأنّهم يمرّون به ويعانون مثلك، فيفهمون وضعك أكثر”؛ “من المهم رؤية الكبار الذين عانوا من المرض لسنوات وتعافوا ويعيشون الآن حياتهم”.