رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ولَكِن إِذا أَقَمتَ مَأَدُبَة فادعُ الفُقَراءَ والكُسْحانَ والعُرْجانَ والعُمْيان "فادعُ الفُقَراءَ والكُسْحانَ والعُرْجانَ والعُمْيان" فتشير إلى نصيحة يسوع التي تعارض العادات المألوفة، وبالتحديد هي أنَّ الأغنياء ينتقون جلساءهم من نفس الطبقة الاجتماعية؛ لانَّ المجتمع كان ينبذ الفقراء ويمنع بعضهم من المشاركة في شعائر العبادة. والواقع، فإن نصوص التلمود المتأخرة تنص في قواعدها على استبعاد عن جماعة الله الفقراء والمساكين والكسحان والعرجان والعميان والبرص، وتُبعدهم شريعة موسى عن الخدمة الكهنوتية. فدعوة الإنجيل هي الانفتاح نحو الجميع، دون تمييز في المستوى الاجتماعي (لوقا 14: 12-14)، ودون تمييز في العِرق كما جاء في تعليم بولس الرسول " فَلا فَرْقَ بَينَ اليَهودِيِّ واليُونانِيّ، فالرَّبُّ رَبُّهم جَميعًا يَجودُ على جَميعِ الَّذينَ يَدعونَه" (رومة 10: 12)، ودون استثناء الخطأة (لوقا 7: 36-50). ويقدَّم العلامة أوريجانوس التفسير الرمزي لهذه الآية "فيرى في الوليمة، المائدة الروحيَّة حيث يليق بنا أن نطرد عنا المجد الباطل ونستضيف الفقراء أو المساكين أي الجهلاء الذين تعوزهم الحكمة، لكي يجدوا في مائدتنا السيِّد المسيح الذي يُغني الكل. ونستضيف الضعفاء الذين يقاومون الضمير الداخلي لكي يُبْرَئوا داخليًا. كما نستضيف العرج، أي الذين ضلّوا عن السلوك في الحق لكي يجدوا الطرق المستقيمة في الرب؛ ونستضيف العُميان الذين ليس لهم بصيرة روحيَّة لإدراك الحق لكي يتمتعوا بالنور الحقيقي. هؤلاء ليس لهم ما يكافؤننا به، إذ لا يجدوا ما يُجيبون به علينا أمام الكرازة المملوءة حبًا ". إن إكرام المساكين له مكافأته لأن المسيح يضع نفسه مكان المسكين والفقير والمريض والمحتاج كما صرَّح:" جُعتُ فأَطعَمتُموني، وعَطِشتُ فسَقَيتُموني، وكُنتُ غَريباً فآويتُموني، وعُرياناً فَكسَوتُموني، ومَريضاً فعُدتُموني، وسَجيناً فجِئتُم إِلَيَّ. الحَقَّ أَقولُ لَكم: كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه" (متى31:25-46) |
|