رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“دوغري” والنفاق! وهنا علينا أن نَحَذر من أمرين قد يفقدانا استقامتنا الروحية والأخلاقية، التي يريدها لنا الله؛ الأمر الأول هو النفاق. والمنافق ليس فقط الإنسان الذي يُظهِر غير ما يبطن (فهذا هو المرائي)، ولكنه أيضًا يزيد بأنه يمكن أن يغيِّر كلامه أو سلوكه، تحقيقًا لمصلحةٍ مادية أو معنوية. ولهذا يكثر المنافقون بجوار أصحاب السلطة والمال، أملاً في شهرةٍ أو ثروةٍ أو صيتٍ أو جاه. ولكن إذا استطاع المنافقون، في المجتمع، أن يشغلوا أعلى المناصب، ويقفوا على أعظم المنابر؛ فإنه لا مجال للمنافقين في أمور الله الروحية، «فَإِنَّ طُرُقَ الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ، وَالأَبْرَارَ يَسْلُكُونَ فِيهَا، وَأَمَّا الْمُنَافِقُون فَيَعْثُرُونَ فِيهَا» (هوشع14: 9). ومثالاً لهؤلاء؛ سيمون (أعمال8)، والذي كانت له مصلحة معنوية في أن يجمع الناس كبارًا وصغارًا ليندهشوا من أعماله السحرية، وكانت له مصلحة مادية في أن تمتلئ جيوبه من أموالهم، لكن جاء فيلبس للسامرة؛ فانفضَّ عنه الناس، فطمع في أي وسيلة (ولو كانت روحية) لكي يحقق مصالحه اللئيمة. «وَلَمَّا رَأَى سِيمُونُ أَنَّهُ بِوَضْعِ أَيْدِي الرُّسُلِ يُعْطَى الرُّوحُ الْقُدُسُ قَدَّمَ لَهُمَا دَرَاهِمَ، قَائِلاً: “أَعْطِيَانِي أَنَا أَيْضًا هذَا السُّلْطَانَ، حَتَّى أَيُّ مَنْ وَضَعْتُ عَلَيْهِ يَدَيَّ يَقْبَلُ الرُّوحَ الْقُدُسَ”»، فكان الرد الفوري من بطرس «لِتَكُنْ فِضَّتُكَ مَعَكَ لِلْهَلاَكِ، لأَنَّكَ ظَنَنْتَ أَنْ تَقْتَنِيَ مَوْهِبَةَ اللهِ بِدَرَاهِمَ! لَيْسَ لَكَ نَصِيبٌ وَلاَ قُرْعَةٌ فِي هذَا الأَمْرِ، لأَنَّ قَلْبَكَ لَيْسَ مُسْتَقِيمًا أَمَامَ اللهِ»، فأمور الله لا يمكن أن تحكمها مصالح البشر المنافقين، ولكن تحكمها مشيئة الله!! ولهذا فعلينا أن نحذر من أن يتسرب النفاق إلينا، فنطلب أمورًا روحية سامية، ونشترك في خدمات وأنشطة ذات أهداف نبيلة، ولكن قلوبنا تكون غير مستقيمة، وتبغي مصلحة جانبية، غير أهداف ومشيئة الله الأصلية؛ فإلهنا مستقيم، ويجب أن تكون قلوبنا ودوافعنا أمامه مستقيمة و“دوغري”!! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
“دوغري” والالتواء |
“دوغري” والإله! |
إن الله يأمرنا بالسلام والوفاق والاتحاد في بيته |
عيشها دوغري |
التواضع والنفاق |