|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الكنيسة المسيحية والصعود المجيد: قبل صعود يسوع المسيح إلى السماوات قال لتلاميذه: «فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ»(مت28/19). وما ميز هذه الفترة أن التلاميذ والرسل والمؤمنين أنهم ارتبطوا بشخص يسوع المسيح، وتتمحور حياتهم بالمسيح القائم من بين الأموات والحياة الجزرية بالإنجيل، والرغبة في إتباع المسيح والإقتداء بأقواله وأعماله، وتنقسم هذه الحقبة إلى ثلاث: أ- العالم: وجدت آنذاك فئات من المجتمع منهم من يعيش على ضفاف البحر الميت، وهي رهبنة جماعة قمران التي كانت حياتهم صلاة وتأمل في الكتب المقدسة، وتمهيد لمجيء ملكوت الله. والفريسيون الذين أرادوا منذ عزرا، أن يعيدوا بناء الأمّة على قيم روحية وتمسكوا بالشريعة وممارسة أحكامها، وكانوا ينفصلون عن الخطيئة، فكانوا حريصين قبل كلّ شيء على قداسة الله وعلى التأمل في شريعته وبفضل تقواهم العميقة وتضلّعهم في الكتب المقدسة سيصبحون ضمير اليهودية، وكانوا يصومون مرتين في الأسبوع، ويعطوا الفقراء عشر أموالهم، ولهم تأثير قوي في عامة الشعب الذي كان يعجب بهم وهذا التأثير يرجع لقداستهم. والصدوقيون فيبدوا أنهم لا يعترفون بشريعة غير التوراة ولا يؤمنون بالقيامة ولا الملائكة وسيعاملون معاملة ليسوع المسيح قاسية، والمسيحية في نشأتها. والكتبة كانوا متخصصين في الشريعة الموساوية، وكان بعضهم كهنة ولكن معظمهم علمانيون وفريسيون ونجد أشهرهم هلّيل وشمّايّ وجمليئيل أستاذ القدّيس بولس الرسول ويوحان بن زكاي رئيس مدرسة يبنة، وقد أحاطوا الشريعة بسياج من الأحكام، وأرسوا قواعد الطهارة المحصورة في الكهنة على كل الشعب حتى قرّبت جميع الناس لدي الله، كذلك العشارون وهم جباة الضرائب لحساب المحتل الروماني، وكانوا يميلون إلى زيادة الضرائب لحسابهم الخاص، لذلك كانوا يُعدّون خاطئين علنًا، ونجد أيضًا حركات معمدانية 150 قبل الميلاد حتى 30 بعد الميلاد، وتهتم بالمعمودية كرتبة قبول أو غفران ويرفضوا الذبيحة الدموية. وينقسم العالم في أعين الدين اليهودي، إلى قسمين اليهود الذين يقبلون كلّ ما في الشريعة اليهودية الإيمان، وحتى الختان وسائر الممارسات. والوثنيون هم عباد الله أو متقو الله يقبلون الإيمان اليهودي لا الختان فيبقون وثنيين، والإمبراطورية الرومانية هي الإمبراطور والحاكم والعدل. ب- الكنيسة: بدأت الكنيسة في أورشليم في السنة الثلاثين في يوم العنصرة، واكتمل الجسد الرسولي للكنيسة بالاثني عشر رسولاً، وكانوا كلّهم أخوة معًا، ويسرد لنا أعمال الرسل المؤمنين وهم مجتمعون معا في مكان واحد، بقلب واحد، يجتمع معهم بعض النسوة ومريم أم يسوع ويواظبون على الصلاة ويعيشون بطريقة منظمة، وكانوا يجعلون كل شيء مشترك بينهم. ت- الوجهات الكبرى لحياتهم: ما يميز المسيحيون آنذاك وضعهم داخل العالم وأسلوب حياتهم، فإن إيمانهم المسيحي كان يُعاش داخل العالم، ويقول لنا كاتب الرسالة إلى ديوغنيطس: “كانوا يحبون جميع الناس والجميع يضطهدونهم ويجهلونهم ويدينوهم، يُقتلون فيكسبون الحياة، هم فقراء، ويغنون كثيرون، ينقصهم كلّ شيء، وكلّ شيء يزاد لهم، يحتقرون فيجدون افتخارهم في هذا الاحتقار، يفترون عليهم فيتبرّرون. يهينونهم فيباركون بكلمة، فالمسيحيون في العالم كالروح في الجسد، الروح منتشرة في كلّ أعضاء الجسد كالمسيحيين في كل مدن العالم، الروح تعيش في الجسد، لكنها ليست من الجسد، والمسيحيون إذ يضطهدون يتزايد عددهم يوما بعد يوم، فالمكانة التي خصهم بها الله هي من الكرامة ما لا يسمح لهم بالتخلي عنها، وإنهم ألفوا شعبا جديدًا مولودًا من المعمودية، وكان الكل يجتمع للصلاة، والصلاة الأساسية هي الصلاة الربية. نشأوا في عالم يسوده الفساد والانحطاط، وإنهم خميرة ضمن هذا العالم، وإنهم يعيشون في عالم لم يفهمهم ويتهمهم كبري.. كانوا متهمين بأنهم ملحدون لأنهم لا يشتركون في العبادات التقليدية وعبادة الإمبراطور، والعبادات الخاصة بالديانات الشرقية. في أيام الرسل قام أشخاص وجماعات كثيرة لتقرير حياة نموذجية تعيش في عزلة قريبًا من البلاد، ولم يكن هناك منهج معين يعيشوا عليه، لذلك نجد من النادر أن يستمر الإنسان في سلوكه الروحاني العالي، ونجد كثير منهم قبل النسك عليه، وارتجت حياتهم وارتدوا، كما إننا نجد الكثير بتأثير الحرارة الروحية العالية والارتباط الوثيق بالمسيح انطلقوا إلى البراري والجبال، وعاشوا حياة توحدية كاملة، ومارسوا النسك والتقشف في أعلى درجاته وصوره. |
|