صدمة قضية رشاوى استضافة كأس العالم 2022 تهز الحكومة القطرية

[Mary Naeem]

.. الدوحة تقرر إعادة جدولة 15% من مشاريع البناء للأعوام القادمة .. والعفو الدولية تهاجم اللجنة المنظمة لانتهاك حقوق العمال الأجانب

يبدو أن فوز قطر بتنظيم بطولة كأس العالم عام 2022 كشف العديد من الملفات المغلقة التى أقدمت حكومة الدوحة على إخفائها عن العالم من انتهاك لحقوق العمال وتورط مسؤوليها فى تقديم رشوة مقابل تسهيل تنازلات وأخر تلك الفضائح كشفتها صحيفة الديلى تليجراف التى ذكرت أن المطالب بسحب حق استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022 من الدوحة، بات أقوى ومتزايد بعد الكشف عن فضائح رشوى وراء فوز البلد الخليجى الغنى، بتنظيم البطولة.

وأضافت الصحيفة البريطانية ، أن فى أعقاب الكشف عن تلقى النائب السابق لرئيس الفيفا جاك وارنر ، ونجليه وأحد موظفى شركته الخاصة، أكثر من 2 مليون دولار، فى أعقاب فوز قطر بحق استضافة البطولة، من شركة "بيميكو" المملوكة لمحمد بن همام، العضو السابق بالجنة التنفيذية للفيفا، والمسئول عن المساعى القطرية.

ويدعو نواب بريطانيون الفيفا للتحقيق فى القضية والنظر فى إعلان سحب البطولة من قطر. وقال كليف إيفورد، النائب العمالى ووزير الرياضة فى حكومة الظل البريطانى: "على الفيفا أن تجرى تحقيقا كاملا، يبدو أن هناك فساد خطير فى الأمر وهذا يثير مخاوف جديد حول إرسال نهائيات كأس العالم إلى قطر".

وأشار جون وايتنجدال، رئيس اللجنة البرلمانية للرياضة والإعلام والثقافة، أن العملية برمتها لاختيار قطر كمضيف للبطولة، كان مشكوك فيها، وهذه المدفوعات ربما تظهر المزيد من الأدلة.


وقالت مصادر مطلعة على سياسة الحكومة القطرية، إنه من المرجح أن تعمد قطر إلى إعادة جدولة نحو 15% من مشاريع البناء المزمعة للأعوام القادمة، وأن تتجاوز الإنفاق المقرر فى الميزانية فى إطار جهود للانتهاء من تجهيزات استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022.

وبعد أن فازت عام 2010 بحق استضافة البطولة أعلنت قطر التى يبلغ عدد سكانها نحو 2.1 مليون نسمة عن خطط لمشاريع ستحدث تطورًا جذريًا فى البلاد على مدى 15 عامًا، ويشمل ذلك مطارًا جديدًا وطرقًا ومرافئ بحرية وسككًا حديدية وملاعب وبنى تحتية أخرى.


وقد أصدرت منظمة العفو الدولية بيان دعت فيه الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) للتعامل مع مشكلة انتهاكات حقوق العمال المهاجرين في قطر.

وتزايدت الضغوط على قطر التي ستستضيف كأس العالم 2022 عقب تقرير نشر في صحيفة الجارديان البريطانية في سبتمبر الماضي كشف ان العشرات من عمال البناء من نيبال توفوا وان العمال لا يحصلون على ما يكفي من الطعام والمياه.

وقالت منظمة العفو الدولية "رغم الوعود السابقة للفيفا بالتعامل مع الوضع 'غير المقبول' للعمال المهاجرين في قطر خرج علينا جيروم فالك الأمين العام للاتحاد الدولي الاسبوع الماضي ليقول: الفيفا ليس الأمم المتحدة. الفيفا مهتم بشؤون الرياضة."

ودعت المنظمة التي تتخذ من لندن مقرا لها الفيفا لتوضيح موقفه ووضع حد لمسألة توجيه رسائل متباينة بشأن دوره في التعامل مع الانتهاكات بحق المهاجرين في قطاع البناء بقطر.

وقال جيمس لينش الباحث في شؤون العمالة المهاجرة في الخليج بمنظمة العفو الدولية " عندما منح الفيفا حق استضافة كأس العالم 2022 لقطر فانه يتحمل بذلك مسئولية تتعلق بتأثير هذا القرار على حقوق الانسان. الاتحاد الدولي معني بهذا الامر سواء أراد ام لا."


ومن أجل مواجهة تحدي استكمال أعمال البناء الكبيرة ومشروعات البنية الاساسية قبل كأس العالم زاد عدد من يعملون في مشروعات لها صلة بكأس العالم من بين الأجانب الذين يعملون في البلاد ويقدر عددهم بنحو 1.8 مليون شخص.

وتتعرض قطر منذ مدة لانتقادات من قبل منظمات حقوقية بخصوص ظروف عمل واقامة العمال الوافدين الذي سيشاركون في المشاريع الضخمة استعدادا لاستضافة مونديال 2022.
وكشف العديد من التقارير الحقوقية أن آلاف العمال تعرضوا للإيذاء، وأن مئات منهم قد فقدوا حياتهم.

وتوقع الاتحاد الكنفدرالي للتجارة الدولية أنه إن لم يتم التدخل العاجل لمعالجة الموقف، فسيموت قرابة 4 آلاف عامل قبل ضربة البداية لمونديال 2022.

وفي تقرير صادم نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية مؤخرا، أوضحت فيه مدى السوء الذي وصلت إليه معاملة عمال البناء النيباليين من قبل أرباب العمل القطريين. وجاء في التقرير أن القمع الذي يواجهه هؤلاء العمال تخطى مرحلة حرمانهم من الماء، إلى منعهم من السفر إلى بلدانهم.

وذكر التقرير أن 44 عاملا لقوا مصرعهم الصيف الماضي نتيجة لأزمات قلبية، في واحد من بين أضخم المشاريع وأكثرها رفاهة، لم يتلقوا رواتبهم لمدة زادت عن 18 شهرا، وأنهم يقتربون من الموت جوعا.