زوادة اليوم:
قصة حقيقية عن الأنفس المطهرية
(هذه القصة روتها راهبة من "أخوات يسوع المصلوب")
"في إحدى الليالي بينما كنّا في الدير نتلو صلاة المسبحة الوردية و نتأمل في أسرارها ، و حين بدأنا بأسرار الحزن وضعنا أمامنا جمجمة ( الجمجمة موجودة في الدير لكي يتذكر كل من يراها أن الإنسان من تراب و إلى التراب يعود) ، و من خلالها رحنا نتأمل بمرارة الحزن ، و بقساوة الألم ، و رهبة الموت .
و حينها وقفت دقيقة صمت أُحدِّق في هذه الجمجمة و أتسائل في نفسي : " يا ترى لمن تعود هذه الجمجمة ؟ هل هذه النفس خلُصَت أم هلكَت ؟ هل تنعم في السماء الآن مع الملائكة و القديسين أم هي في المطهر تتنقّى ، تصرخ ، تتألم تكفيراً عن الخطايا التي إقترفتها دون توبة ؟
و بعد دقيقة صمت و تأمل في هذه الجمجمة ، إنتابني شعور الشفقة و العطف و بدأت أتلو واحدة ( أبانا، السلام ،و المجد ) عن راحة هذه النفس لمساعدتها أينما كان مكانها وكيفما كان حالها .
و في اليوم التالي شاهدت في حلم شاباً يرتدي لباساً أبيض بهيّ المنظر ، و يبتسم لي قائلاً :
"أيتها الأخت أشكرك من أعماق نفسي . إنتظرَت نفسي الرب ، نعم إنتظَرت زماناً طويلاً ، لقد إنتظرت 1000سنة لمن يقدم لي واحدة ، واحدة فقط (أبانا ، السلام و المجد ) كي تأتيني مراحم الرب و أحظى أخيراً بالراحة الأبدية ".
و في الصباح الباكر ، و لرهبة ما شاهدت في الحلم صرخت الى الله صلاة هذا المزمور :
"من الأعماق صرخت إليك يا رب يا رب إستمع صلاتي و صراخي إليك يأتي ، لتكن أذناك مصغيتين الى صوت تضرعي ، إن كنت للآثام راصداً يا رب ، يا رب من يثبت ، فإنَّ من عندك المغفرة و الرحمة و الإكرام .
إنتظرت الرب ، إنتظرته نفسي و رجوت كلمته ، إنتظار نفسي للرب أشدّ من انتظار الرقباء للصبح و الساهرين للفجر .
الراحة الدائمة أعطهم يا رب
و نورك الأبدي فليضئ لهم
فلتسترح أنفس الموتى المؤمنين
برحمة الله و السلام ". آمين
* العبرة
صلوا للأنفس المطهرية دائما، وكلما سنحت لكم الفرصة للصلاة فليكونوا دوما على رأس قائمة النوايا. إن صلاة ربانية واحدة أو السلام الملائكي تخلص نفس مطهرية محجوزة منذ آلاف السنين ومنسية في عذاباتها.
وتصبح هذه النفس رفيقة لكم تساعدكم على الدوام وشفيعة لكم أمام العرش الإلهي حتى تأتي ساعتكم.
والله معكم.