رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«وَأَتَى مَلاَكُ الرَّبِّ (الرب نفسه) وَجَلَسَ تَحْتَ الْبُطْمَةِ الَّتِي فِي عَفْرَةَ الَّتِي لِيُوآشَ الأَبِيعَزَرِيِّ. وَابْنُهُ جِدْعُونُ كَانَ يَخْبِطُ حِنْطَةً فِي الْمِعْصَرَةِ لِكَيْ يُهَرِّبَهَا مِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ» (ع11). إن عيني الرب تجولان في كل الأرض ليتشدد مع الذين قلوبهم كاملة نحوه : (2أخبار16: 9). “البطمة” تعني القوة، و“عفرة” تعني تراب وترمز إلى الضعف، “يوآش” معناه يائس، و“أبيعزر” معناه “أبي عوني”. البطمة إن قطعت لها ساق تعود فتنمو، وهي رمز لشعب الرب : (إشعياء 6). كأن جدعون وهو تحت البطمة يتأمل في حالة الشعب وما وصلت إليه، ويقول للرب: «أَلاَ تَعُودُ أَنْتَ فَتُحْيِينَا، فَيَفْرَحُ بِكَ شَعْبُكَ؟» (مزمور85: 6). البطمة في عفرة تعني القوة في الضعف، وحتى لو وصلت الحالة إلى اليأس (يوآش) فهناك المعونة الإلهية التي ستأتينا (أبيعزر). “جدعون” معناه قاطع أو حازم، مع نفسه ومع الآخرين. وهذه خصائص الرجل الذي يستخدمه الرب. كان في التراب متضعًا، لكنه كان يخبط حنطة في المعصرة لكي يهربها لإخوته من المديانيين. والحنطة ترمز إلى شخص المسيح المُقام والممجَّد. فهو شخص يدرك الحالة، متضع، يتغذى بالمسيح، ويفكر في إخوته الجائعين. إلى هذا المكان المتضع، وصل ملاك الرب ليتقابل مع جدعون. قال له: «الرَّبُّ مَعَكَ يَا جَبَّارَ الْبَأْسِ» (ع12). وماذا كان وقع هذا الكلام على جدعون ذي القلب المنكسر؟ إنها كلمات تتضمن تقديرًا وتعزية وتشجيعًا له. «فَقَالَ لَهُ جِدْعُونُ: أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي، إِذَا كَانَ الرَّبُّ مَعَنَا فَلِمَاذَا أَصَابَتْنَا كُلُّ هذِهِ؟ وَأَيْنَ كُلُّ عَجَائِبِهِ الَّتِي أَخْبَرَنَا بِهَا آبَاؤُنَا قَائِلِينَ: أَلَمْ يُصْعِدْنَا الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ؟ وَالآنَ قَدْ رَفَضَنَا الرَّبُّ وَجَعَلَنَا فِي كَفِّ مِدْيَانَ» (ع13). |
|