فى البداية اود ان اسأل سؤال
ماهو السبب وراء الغزو – الفتح – الاسلامى لمصر ؟
وقبل ان نخوض يجب ان نعرف ان الاحتلال والاضطهاد العربى لمصر لم يكن مثل ما سبقوه حيث انه كان اضطهاد مركب فى الدين وفى المال واللغة حيث اُخذ من الاقباط دينهم ومالهم ولغتهم ...
كما ان طول فترة الاحتلال ساعدت على طمث الهوية القبطية
ارضها ذهب ونيلها عجب وخيرها جلب ونساؤها لعب و مالها رغب وفي اهلها صخب وطاعتهم رهب وسلامهم شغب وحروبهم حرب وهم مع من غلب . هذا ما قاله عمرو بن العاص عند فتح مصر ... لن اخوض فالكلام لا يحتاج الى شرح وان شرح فيطول شرحه
لن اهتم بالحوادث الفردية الذى حدثت للاقباط مع الغزو العربى لمصر ...
ولكن ساقول ان فى هذه الحوادث قصص يقشعر لها الابدان كما ان هناك قصص بالفعل تجعلك تفخر بأنك قبطى ... و تعرف لماذا انت قبطى الى الان ....
لان اجدادنا كانوا مؤمنين عاشوا وماتوا فداء للسيد المسيح
بداية من عصر عمرو بن العاص:-
يعد عصر عمرو من افضل العصور الذى عاشها الاقباط !!!
ولكن فرض على الاقباط ان لا يلبسوا نفس لبس المسلمين
وان يضعوا الزنانير حول وسطهم حتى لا يتشبهوا بالمسلمين
وهذا ليس فكر عمرو بن العاص ولكنه من الوثيقة العمرية الذى
امر بها الخليفة- العادل – عمر بن الخطاب ...
نعم لكم دينكم ولى دين ولكن لن احترمك ما دمت على دينك !!!
لا احد يستطيع ان يستهون بموضوع الملبس فهو إذلال ...
وحتى تهرب من الذل الى الاسلام .
"وعن هشام بن أبي رقية اللخميّ: أن عمرو بن العاص لما فتح مصر قال لقبط مصر:
إن من كتمني كنزًا عنده فقدرت عليه قتلته وإنّ قبطيًا من أرض الصعيد يقال له: بطرس ذكر لعمرو: إن عنده كنزًا فأرسل إليه فسأله فأنكر وجحد فحبسه في السجن
وعمرو يسأل عنه: هل تسمعونه يسأل عن أحد فقالوا:
لا إنما سمعناه يسأل عن راهب في الطور فأرسل عمرو إلى بطرس
فنزع خاتمه ثم كتب إلى ذلك الراهب: أن ابعث إليّ بما عندك
وختمه بخاتمه فجاء الرسول بقُلَّة شامية مختومة بالرصاص ففتحها
عمرو فوجد فيها صحيفة مكتوب فيها: ما لكمَ تحت الفسقية الكبيرة
فأرسل عمرو إلى الفسقية فحبس عنها الماء ثم قلع البلاط الذي تحتها
فوجد فيها اثنين وخمسين أردبًا ذهبًا مصريًا مضروبة فضرب
عمرو رأسه عند باب المسجد فأخرج القبط كنوزهم شفقًا
أن يبغي على أحد منهم فيقتل كما قتل بطرس.
وقال هشام بن أبي رقية اللخمي: قدم صاحب أخنا على عمرو بن العاص رضي اللّه عنه
فقال له:أخبرنا ما على أحدنا من الجزية فنصير لها.
فقال عمرووهو يشير إلى ركن كنيسة: لو أعطيتني من الأرض إلى السقف ما أخبرتك ما عليك إنما أنتم خزانة لنا إن كثر علينا كثرنا عليكم وإن خفف عنا خففنا عنكم
ومن ذهب إلى هذا الحديث ذهب إلى أن مصر فتحت عنوة .
هذا مجرد فتح نفس قبل الخوض فى الماسى بعد ذلك ....
ما رايكم فى افضل العصور الاسلامية للاقباط .
وللحق لم يضطهد عمرو الرهبان والبطاركة وكانوا معفيين من الجزية.
وندخل الى الدولة الاموية : (وهم ينتمي الأمويون إلى عبد مناف الجد الأكبر لمحمد نبي الإسلام, لذا شعروا أن حقهم في الخلافة قائم على هذا الأساس وهذا النسب, لذا تزعم معاوية بن أبي سفيان حركة التمرد ضد علي بن أبي طالب حتى وصل للخلافة فحول مقرها من المدينة النورة إلى دمشق معلناً قيام دولة الأمويين, والتي استمرت حتى مقتل آخر خلفاء الدولة الأموية مروان الثاني على يد العباسيين عام 750.)
وتبدل الحال بعد تحكم الأمويين من أولاد مروان بن الحكم،
ووصل الاضطهاد إلى البطاركة الأقباط والرهبان أنفسهم..
تحول المسيحيين إلى الإسلام هرباً من الضرائب:-
كان التعسف في الاستيلاء على أموال المسيحيين بدعوى أنها ضرائب واجبة سبباً في ضعف ولاء الأقباط لمسيحيتهم, فأنكروها ليفوزوا بالإعفاءات الممنوحة للمتحولين للاسلام.
في عهد الدولة الأموية شعر المسلمون نتيجة فتوحاتهم بتفوقهم على سائر الشعوب المغلوبة فتغيرت سياسة المهادنة التي اتبعوها في بداية فتوحاتهم إلى سياسة تحقير تجاه هذه الشعوب, فيذكر المقريزي عن معاوية بن أبي سفيان قوله "وجدت اهل مصر ثلاثة اصناف, فثلث ناس, وثلث يشبه الناس, وثلث لا ناس, فاما الثلث الذين هم ناس العرب, والثلث الذي يشبهون الناس فالموالي والثلث الذين لا ناس المسالمة يعني القبط".
الحرب على الصور والصلبان:-
أمر الخليفة يزيد بن عبد الملك (101ـ105ھ) عام 104ھ بأن تكسر الصلبان وتمحى الصور في كل ربوع الخلافة الإسلامية, كذلك التماثيل التي بالكنائس؛ فتحطم عدد كبير من الإيقونات في مصر وكذلك الصلبان وشملت هذه الحرب أيضاً العديد من الأثار الفرعونية.
البابا أغاثو البطريرك ال39 (662ـ689):-
معاصراً لمعاوية بن أبي سفيان, اشتهر بشراء العبيد المسيحيين المسبيين من صقلية وباقي بقاع التوسع العربي, ثم تحريرهم وإكالهم لأسر مسيحية لتربيتهم حتى لا يجبرهم المسلمون على ترك الإيمان المسيحي.
وفى ولاية عبد العزيز بن مروان على مصر صودر البطرك مرتين، وأمر عبد العزيز- وهو بالمناسبة والد الخليفة عمر بن عبد العزيز- بإحصاء الرهبان وأخذ منهم الجزية، وهى أول جزية أخذت من الرهبان.
وتولى مصر عبد الله ابن الخليفة عبد الملك بن مروان فاشتد على النصارى،
واقتدى به الوالى التالى قرة بن شريك فأنزل بالنصارى شدائد لم يبتلوا بمثلها من قبل على حد قول المقريزى.
وأقام الأمويون مذبحة للأقباط سنة 107 هجرية حين ثاروا فى شرق الدلتا بسبب جشع الوالى عبد الله بن الحبحاب..
وفى خلافة يزيد بن عبد الملك تطرف الوالى أسامة بن زيد التنوخى فى اضطهاد الأقباط،
فصادر أموالهم ووشم أيدى الرهبان بحلقة من حديد، وكل من وجده منهم بغير وشم قطع يده،
وفرض غرامات على الأقباط، وصادر الأموال من الأديرة، وهدم الكنائس وكسر الصلبان.
وفى خلافة هشام بن عبد الملك تشدد الوالى حنطلة بن صفوانفى زيادة الخراج، وأحصى الأقباط وجعل على كل نصرانى وشماً فيه صورة أسد ومن وجده بلا وشم على يده قطع يده.
وثار العرب المسلمون سنة 117 بسبب قيام الأقباط ببناء كنيسة يوحنا، وكان ذلك فى ولاية الوليد بن رفاعة
وأدت زيادة المظالم إلى قيام الأقباط بثورة عارمة فى
الصعيد سنة 121 هجرية، وانتقلت الثورة إلى سمنود سنة 132
وإلى رشيد فى نفس العام وتولى الأمويون إخمادها بالعنف الشديد،
وفى هذا العام انهزم مروان بن محمد آخر خليفة أموى أمام العباسيين
فهرب إلى مصر فوجدها ثائرة على مظالم الأمويين،
ومع ظروفه السيئة إلا أن الخليفة الأموى الهارب استنفذ ما بقى من قوته
وعدته فى القضاء على ثورات الأقباط حتى قضى عليها، ثم واصل
هروبه فى مصر أمام الجيش العباسى إلى أن لقى حتفه فى أبو صير،
وكان يحتجز عنده البطريرك القبطى ومجموعة من كبار الرهبان
وزعماء الأقباط فأفرج عنهم الجيش العباسى .
لا اظن ان فى حقبة الامويين كان هناك اى نوع من التسامح او المحبة واظن ان نقوم بعمل تمثال لكل قبطى ظل على كينونته حتى انتهى العصر الاموى
_________________________________________________
بعد القضاء على الدوله الاموية جائت الدوله العباسية ...
وفى هذه الفترة واصل الأقباط ثوراتهم على ظلم الولاة العباسيين،
وكان الاضطهاد فى أغلبه رسمياً من السلطة الحاكمة
التى تريد اعتصار الضرائب بالقسوة، والعنف فلا يجد الأقباط
طريقة إلا الثورة التى تنتهى بالهزيمة والمذابح او ان ضعاف الايمان يتركون المسيح
في خلافة أبي جعفر المنصور العباسي وولاية يزيد بن حاتم بن الهلب بن أبي صفرة على مصر (762ـ769), قام الوالي بإضطهاد البطريرك مينا الأول إضطهادً شديداً, فساء ذلك في عيون الأقباط عامة وسكان رشيد وسخا خاصة
فى سنة 150 هجرية ثار الأقباط فى سخا
إضغط هنا لمشاهدة الصوره بحجمها الأصلي 720x471px.
وطردوا ولاة الضرائب فأرسل لهم العباسيون جيشاً يقوده يزيد بن حاتم، وهاجم الأقباط الجيش ليلاً وقتلوا بعض أفراده وهزموا بعض فصائله،
إلا أن الإمدادات العباسية تلاحقت وحاصرت الأقباط وهزمتهم، وامتد الانتقام إلى حرق الكنائس
واضطر الأقباط إلى دفع غرامة قدرها خمسون ألف دينار
للوالى العباسى سليمان بن على كى يكف عن حرق الكنائس إلا أنه أبى..
حيث انها فرصه ذهبية للقضاء على الكنائس التى تعكر صفوهم .
وقعت أحداثها في ولاية الليث بن الفضل (799ـ803), حيث تظلم أهل الحوف من المساحين لعدم دقتهم, فلم يستجب الوالي لتظلمهم, فتجمهروا أقباط وأعراب وساروا نحو الفسطاط, فلما خرج الوالي لمحاربتهم هزموه في الجولة الأولى,
لكنه أعاد الكرة وتمكن من هزيمتهم في المرة الثانية, فقتل منهم عدداً كبيراً, وذبح زعمائهم, وحمل معه رؤوسهم وعلقها على أسوار الفسطاط, ليكونوا عبرة للأقباط وليلقي الرعب في قلب كل من يفكر في الثورة, لكن هذه القسوة دفعت عدداً من الأقباط في اماكن مختلفة للمجاهرة بالثورة.
وإحقاقاً للحق :
تولى بعده الوالى موسى بن عيسى العباسى فاستمع إلى نصيحة الأئمة المستنيرين من الفقهاء المشهورين بمصر مثل الليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة، وقد أفتوا له بأن بناء الكنائس من عمارة البلد، فأذن الوالى بإعادة بناء الكنائس، ولكن ظلت المظالم على حالها...!!
إضغط هنا لمشاهدة الصوره بحجمها الأصلي 595x376px.
في خلافة المأمون العباسي (813ـ833) كثرت المظالم والتحقير الأدبي ضد الأقباط, فامتنع أقباط الوجه البحري عن دفع الخراج, وشاركهم في ذلك الأعراب, فقامت بينهم وبين الولاة حروباً كثيرة, في نفس الوقت كان المأمون مشغولاً فيحربه ضد الروم, فحاول تهدئة سكان سكان مصر عن طريق الرسائل لكنه لم يفلح. فور انتهاء حربه ضد الروم قصد مصرو التي كان واليها آنذاك عيسى بن منصور (831ـ832), والذي عنفه الخليفة وحقره وأمر بنزع ملابسه الخارجية كعقاب له على ما وصلت إليه البلاد.
وسط المأمون البطريرك الأنبا يوساب (830ـ849) البطريرك 52 ان يكتب للأقباط يحثهم على الهدؤ مقابل أن ينظر الخليفة في مظالمهم, وبالفعل استجاب الأقباط لنداء البطريرك, عدا البشموريين.
من هم البشموريين؟؟؟
كان يعيش أهل البشمور في المنطقة الرملية على ساحل الدلتا
بين فرعى رشيد ودمياط، حيث كانت تحيط بها المستنقعات والأحراش
التي تعيق حركة جنود الفاتحين والذين لم تكن لهم الدراية بطبيعة المنطقة،
مما ساعد أبطال البشموريين على إعطاء جنود الغزاة درسا
خلده التاريخ وسيظل راسخاً فى الاذهان الى الابد .
اضطر الخليفة المأمون ان يزحف بنفسه على راس جيش
من بغداد الى مصر لاخماد الثورة وكاد الثوار ان يفتكوا بجيش المأمون
لولا الخيانة واليهوذات الذين يظهروا من وقت الى اخر عن طريق عدو الخير .
قام الخليفة العباسي باللجوء إلى أخبث الطرق والغير شريفة
للقضاء على الثائرين، وذلك أنه استدعى الأنبا ديـونيـسيـوس
البطريرك الإنطاكي واستدعى معه الأنبا يوساب الأول بطريرك الأقباط
وطلب منهما تحت التهديد أن يتعاونا معه في إخماد ثورة الأقباط،
وقد أجابا بكل أسف طلب المأمون وحررا للثوار رسالة بها نصائح
ومواعظ يحُثا فيها الثوار أن يلقوا بسلاحهم ويسلموا أنفسهم لولاة الأمير.
وفي الوقت الذي كان الثوار في أمس الحاجة للمعونة المادية
والمعـنـويـة حتى يتمكنوا من التخلص من الظلم والاستبداد
الأجنبي إذ بالقادة الروحيين ينخدعوا فيدعوهم إلى الاستسلام.
ولا شك إن هذا الموقف من طرف القادة الروحيين كان له أثره
البالغ على الأقباط أكثر من كل جحافل المأمون وطاغيته.
ولكن على الرغم من كل هذا فقد رفض آباؤنا الأقباط في إباء وشمم
هذه النصائح الاستسلامية وفضلوا أن يعطوا أرواحهم فداء لمصر .
وبالطبع بعد قتلت عزيمتهم دخل الجيش بلاد البشمور وحرق مدنها
ودمر كنائسها وقتل صغارها وسبى نساءها وأجلى الخليفة رجالها إلى
جزر الروم الخاضعة له وإلى بغداد
وأما تقي الدين المقريزى فيقول في اختصار:
” انتفض القبط فأوقع بهم "الأفشين" على حكم أمير المؤمنين عبد الله المأمون فحكم فيهم بقتل الرجال وبيع النساء والذرية، فبيعوا وسُبى أكثرهم، حينئذ ذلت القبط فى جميع أرض مصر"
وعلى الرغم من كل ذلك فقد كانت الثورات القبطية تعبيرا صادقا عن الحركات القومية الوطنية، والتي تُمثل بعدا أساسيا في الشخصية القبطية، إذ كلما زاد التنكيل والاضطهاد كلما زادت الثورة
________________________________________________
الأقباط وتطبيق الشريعة الاسلامية عليهم:-
- لما وضع عمرو بن العاص نظاماً للقضاء في مصر, احترم شريعة الأقباط, بأن جعلهم يحاكمون أمام قضاة من جنسهم ودينهم’ فيما عدا الحوادث الجنائية, لكن لما تولى معاوية بن أبي سفيان الخلافة (644) أمر أن يعين إلى جانب القاضي القبطي قاضياً مسلماً.
- في عام 745 قرر حفص بن الوليد توزيع ميراث الذميين حسب تعاليم الشريعة الاسلامية لا حسب شرائعهم.
- في خلافة عمر بن عبد العزيز قرر أنه إذا قتل مسلم ذمياً, لا يحكم عليه بالإعدام, ولكن يلزم فقط بدفع الفدية, والتي حددها بأقل من فدية المسلم
وشهد عصر الخليفة المتوكل ظاهرة جديدة هى انتصار الفكر
الحنبلى المتشدد وهزيمة الفكر المعتزلى العقلانى، وقد استمال السلفيون
من أصحاب ابن حنبل ورواة الأحاديث الخليفة المتوكل إليهم،
وبتأثيرهم دخلت الدولة العباسية فى اضطهاد مخالفيها فى المذهب والدين،
فحوكم شيوخ التصوف وطورد الشيعة وهدم ضريح الحسين فى كربلاء،
وصدرت قرارات لاضطهاد اليهود والنصارى، وانتشرت الروايات
والفتاوى التى تضع الإطار التشريعى لتلك الممارسات، ومنها الحديث المشهور
"من رأى منكم منكراً فليغيره بيده "
الذى اخترع لتنفيذ المخطط الخرابى فى شتى المجالات
ومن هنا بدات مرحله جديده وهى انتقال الاضطهاد للأقباط
من دائرة الحكم والسياسة إلى الشارع والعوام، وساعدت الروايات
والفتاوى وجهود الفقهاء والقصاصين وأهل الحديث فى شخن الأفراد
العاديين بالكراهية ضد مخالفيهم فى المذهب سواء كانوا صوفية أو شيعة
أو كانوا مخالفين لهم فى الدين أى من اليهود أو من النصارى..
وبالتالى تحول الاضطهاد الرسمى العنصرى للأقباط إلى اضطهاد
دينى يشارك فيه المصرى المسلم ضد أخيه المصرى القبطى..
تولى بعد ذللك الخليفة المتوكل العباسى الذى وقع
تحت سطوة الفقهاء المتزمتين الذين سموا أنفسهم بأهل السنة
واستمرت سطوتهم فى عصر من جاء بعده من الخلفاء حتى أصبحت سياسة متبعة
ونعود إلى التطور الجديد فى اضطهاد الأقباط فى هذه الفترة.
فى سنة 235 هجرية أصدر الخليفة المتوكل مرسوماً
يهدف إلى تحقير (أهل الذمة)فى كل الامبراطورية العباسية،
وذلك بإلزامهم:
- بارتداء زى معين ومظهر معين،
- مع هدم الكنائس المحدثة بعد دخول المسلمين
- وتحصيل الضرائب والعشر من منازلهم وتحويلها إلى مساجد أو للمنفعة العامة
-وأن يجعل على أبواب بيوتهم صوراً للشياطين،
ونهى المرسوم عن توظيفهم وتعليمهم عند المسلمين،
وتسوية قبورهم بالأرض وألا يحملوا الصليب فى أعيادهم وألا يشعلوا
المصابيح فى احتفالاتهم وألا يركبوا الخيول.. وقد طبق الولاة ذلك
على أقباط مصر وأصبحت سنة متبعة
ومفهوم تلك القرارات أن يشارك الناس فى إلزام الأقباط بها،
ومن هنا بدأ انغماس العوام فى اضطهاد الأقباط..
وتعلموا أن ذلك يعنى إظهار الإخلاص للإسلام،
وانتقل ذلك الفهم الخاطىء لبعض الولاة المتدينين
مثل أحمد بن طولون الذى استقل بمصر ذاتياً فى إطار الخلافة العباسية،
وكان معروفاً بتدينه وجرأته على سفك الدماء لصالح سلطانه،
ولم يكن الأقباط يشكلون خطراً على نفوذه،
بل كان يستعين بهم فى دواوينه وأعماله ومع ذلك
فقد قام بعمليات اضطهاد ضد الأقباط كأفراد ومنشآت دينية..
هذا مجرد فكره بسيطة من الفتح الاسلامى حتى قيام الدولة الطولونية وهذا دليل على الاذلال
الذى لاحق الاقباط منذ دخول العرب مصر فلم يكونوا رحماء بهم كما ذكر التاريخ ...
فارجوكم اقراوا التاريخ واقراوا هذه الحقائق
وانتم تعرفون ان تاريخنا كاذب كاذب ...
ونستكمل فى المقال القادم