|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بروتيرويوس الأسقف الخلقيدونى المعين من الإمبراطور مرقيان والوالى يضطهدان شعب مصر محاولة إخضاع مصر دينياً للإمبراطورة البيزنطية كانت مصر تتمتع بحرية جزئية تحت الحكم البيزنطى قبل مجمع خلقيدونية ، وكانت المدن الثلاث الإسكندرية والقسطنطينية وروما تتصارع فى الأولوية على كنائس العالم حتى أتفقت القطسطنطينية مع روما على إقصاء الإسكندرية وجعلها مجرد كرسى تابع للقسطنطينية ولكن إصطدم الأباطرة مع شعب مصر الذى كان بدفاعه لحماية حريته كان يدافع ضد التدخل البيزنطى فى كنيسته القبطية المصرية الوطنية ، والتى يمارس فيها حريته ، وظنوا أنهم بمجرد عزل البابا القبطى ديسقوروس أن البلاد قد دانت للمستعمر البيزنطى ، وقد كان الإمبراطور مرقيان يعتقد انه بمجرد تعيين اسقف فقد دانت له مصر الإمبراطور يعيين بروتيرويوس اسقفاً ورسالة تهديد للشعب المصرى ووصل رسول الأمبراطور مرقيان إلى الإسكندرية يخبر الشعب بالحكم الذى صدر على البابا ديسقوروس وبتعيين قس من ألأسكندرية أسمه بروتيرويوس بدلاً منه ، وكان رسول الإمبراطور يحمل رسالة اخرى من الإمبراطور يهدد فيها كل من يجرؤ على العصيان - أيا كان - باشد العقوبات .. وكان يصحب بروتيرويوس شرذمة من الجند مكلفة بمعاقبة مخالفى الأوامر الإمبراطورية (2) ثورة الشعب المصرى ، ومجمع محلى بالأسكندرية وأدى هذا التعسف بإستخدام القوة الغاشمة ضد الشعب وضد كل من تسول له نفسه الأعتراض على أوامر الأمبراطور أنه بدلاً من أن يستكين المصريين ويتقبلوا أوامر تجليس البطريرك الملكى الدخيل على الكنيسة المصرية خوفاً وجبناً اضرموا نار الثورة فى الإسكندرية وعلى أثر ذلك إندلعت نار الإضطهاد وتجدد الإستشهاد فى العصر المسيحى فى وادى النيل (3) حضر أساقفة مصر مجمع خلقيدونية وقد رفض أكثريتهم الوضع الشاذ الذى عزل فيه باباهم فى هذا المجمع المشئوم وعندما عادوا إلى مصر أخبروا الشعب بقرارات مجمع خلقيدونية الظالمة ، وعندما حضر مندوب الإمبراطور ومعه أمر بتعيين بروتيرويوس رئيس أساقفة عليهم بدلاً من البابا ديسقوروس ، ولما كان التقليد فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يقضى بأن يختار البابا وينتخب من شعب وأساقفة الكنيسة القبطية فقد رفض آباء الكنيسة أن يخضعوا لأسقفاً معيناً من الإمبراطور وأطلقوا عليه إسم " الأسقف الدخيل " ورفضوا الإعتراف بسلطته التى إستمدها بقوة الجند وسلطان إمبراطورى خاصة وان البابا ديسقوروس كان وقتها على قيد الحياة وهذا أيضاً كان سبباً آخراً من الأسباب التى كانت تقف حائلاً أمام بروتيرويوس ليكون رئيس أساقفة الكنيسة المصرية هذا ايضاً غير إعتبار القسطنطينية أن كرسى مصر تابعاً لها وانها الكنيسة الجامعة ... إلى آخره من الأسباب وفى خطوة شجاعة فريدة من نوعها أعلنوا إستقلالهم الكنسى ، فعقدوا مجمعاً محلى أيدوا فيه الأنبا ديسقوروس تأييداً تاماً إجماعياً وأعلنوا إستقلال الكنيسة المصرية وعدم قبولها مجمع خلقيدونية المشئوم ، وحرموا لاون ألأول وطومسه وكل من وقع على قرارات مجمع خلقيدونية . محاولة الوالى البيزنطي الفاشلة - موت لأنبا مكارى أسقف أدكو - ثورة أهل الإسكندرية وكانت مصر إحدى ولايات الإمبراطورية البيزنطية التى عاصمتها القسطنطينية ، وكانت القسطنطينية ترسل والياً أو حاكما عليها ، وكان إختيار الولاة يتم على أساس التدرب والتدرج الوظيفى والولاء والممارسات السياسية التى ما زالت تستخدم حتى يومنا هذا ، وقد أمر جنده بأ يستدعون كل أسقف على حدة ويطلبوا غليه أن يوقع على قرارات مجمع خلقيدون ، فالإنسان بمفردة غالباً ما يسلك مسلكاً نختلفاً عن مسلكه وهو ضمن الجماعة ، كما أنهم يمكن أن يقنعوه بما يريدون أو يهددونه أو إلى ما غير ذلك من الممارسات .. إلا أن هذا الوالى قد اخطأ الظن إذ أن ولاء أساقفة مصر للمسيح فقط كما انهم كانوا قد حضروا مجمع خلقيدون وعرفوا ما دار فيه وكانوا متأكدين من إيمان البابا ديسقوروس المستقيم والذى ليس فيه إعوجاج ، فسلك جميع اساقفة مصر وهم فرادى لم يختلف عن سلوكهم عندما يجتمعون ، فالشجاعة التى كمنت فى قلوبهم لم يستمدوها من بنى البشر ولكنهم إستمدوها من الذى بذل دمه على الصليب . وقصد الجند الأنبا مكارى أسقف أدكو الذى كان قد صحب الأنبا ديسقوروس إلى مجمع خلقيدون وكان يريد أن يشارك الأنبا ديسقوروس مرارة النفى عن مصر ، ورجل بهذه الصفات عندما يعرض عليه الجند وثيقة مجمع خلقيدون سواء بالترغيب أو الترهيب ، فرفض التوقيع على الوثيقة رفض الأنبا مكارى أسقف أدكو فطعنه أحدهم طعنة قاتلة ( قصة الكنيسة القبطية -أيريس حبيب المصرى - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية - الكتاب الثانى ص 75) فلم يلبث أن إستودع روحه الطاهرة بين يدى الآب السمائى . وقصدوا لبقية الأساقفة فرفضوا جميعهم فنفوا بعضهم وهرب بعضهم وشردوا فى البلاد وضغطوا على الشعب القبطى المصرى فثار الشعب الإسكندرى وأصر على الحيلولة دون إعتلاء بروتيرويوس الكرسى المرقسى وسدوا كل الطرق التى تؤدى إلى الكنيسة ، وتم لهم ما أرادوا إذ عجز الدخيل عن الوصول إلى الكنيسة التى ستتم بها مراسم التجليس والتسليم . ولم تكن ثورة الإسكندرية بلا ثمن فقد كانت النتيجة الحتمية أن أذاق الأسقف بروتيرويوس الدخيل المعين من قبل الأمبراطور مرقيان ومعه الوالى أصناف من العذاب وواجهوا العقاب بشجاعة ، وأمر الأثنيين بإغلاق جميع الكنائس فى مدن مصر وقراها وترك النذر اليسير مفتوحاً وإغتصبها لنفسه بقوة الجنود وكان يرتادها طبقة الحكام وأعوانهم ومن كان متزوجاً من المصريين منهم ، وأغتصب أيضاً الكنيسة التى كانت تضم جسد القديس مرقس التى كانت قائمة على شاطئ البحر وأصبحت هذه الكنيسة مركز لرئاسة الملكيين الخلقيدونيين ، أما الكنيسة التى كانت تضم رأس القديس فقد ظلت فى أيدى المصريين الذين حافظوا عليها بكل حرص وبالرغم من أن الأسقف بروتيرويوس الملكى الدخيل كان مصرياً إلا أنه إغتصب الكنائس فقط كما أنه لم يكن مغتصباً فقط إلا أنه كان لصاً أيضاً ، وهكذا تميز أول أسقف خلقيدونى بانه كان دخيلاً مغتصباً لكرسى مار مرقس ومغتصباً للكنائس ولصاً ايضاً ، فقد سلب الكنائس التى مكنه قوة الجند من الإستيلاء عليها وكذلك الكنوز التى كانت فى الكنائس المغلقة ، فقد كان يعرف أنه أخذ السقفية ولم يكن يستحقها ويعرف أن هذه الكنائس سوف تعود لأصحابها يوما ما ، فرأى أن ينتهز الفرصة ويسلب كل ما فيها حتى ما إذا عادت لأصحابها وجدوها قاعاً صفصفاً ، هذا بالأضافة إلى أموال الجزية والقمح الذى كان يهبه الإمبراطور لأسقف مصر . لاون أسقف روما يطلب رسالة عيد القيامة السنوية من الأسقف بروتيرويوس الملكى الدخيل المغتصب لكرسى الإسكندرية وكان من عادة بطاركة مصر أن يرسلوا رسالة سنوية إلى المسكونة ( إلى جميع أساقفة العالم المسيحى ) ليحدد ميعاد عيد القيامة طبقاً لقرارات مجمع نيقية ، ودنا عيد القيامة المجيد لسنة 447 ش ( أو سنة 455م غربية ) فأرسل لاون الأول أسقف روما إلى الأسقف بروتيرويوس الملكى الدخيل يطلب خطاباً يحدد فيه موحد الإحتفاء بالقيامة المجيدة ولا نعرف سبب هذا الطلب الغريب فإما إنه تأخرت الرسالة السنوية نظراً لعدم معرفة بروتيرويوس بهذا التقليد أو كما يقول المؤرخ جيتى : " لم يكن طلب الأسقف الرومانى غير تملق للأسقف المعين من الأمبراطور (4) ** وظل الشعب المصرى يقاوم السلطة الكنسية الممثلة فى الأسقف بروتيرويوس الخلقيدونى المفروض عليهم بالتعيين وإستخدم السلطة المدنية فى قمعهم وإرهابهم ، وكانت الأخبار تصل إلى البابا ديسقوروس فى منفاه بجزيرة غنغرا فأحس أن الكنيسة المصرية قادة وشعباً قد وضعوا تحت نير الإضطهاد من أخوتهم المسيحيين وقالت المؤرخة أيريس حبيب المصرى أن البابا ديسقوروس : " كان يكاتب شعبه كلما سنحت له الفرصة إذ كان بعض التجار - فى ذهابهم وإيابهم يرسون عند جزيرة غنغرا ليقفوا على أخباره فى المنفى ، فيحملون الرسائل منه إلى شعبه وإليه من شعبه ، وأحياناً كان يحملها بعض الرهبان الذين كانوا يقصدون الجزيرة ليطئنوا عليه ويشعروه بابوته لهم ، فكان الشعب يترقب هذه الرسائل ويتقبلها بفرح " (5) مـــــــــــــــــراجع (1) راجع الأنبا إيسيذوروس فى الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ج1 ص 525- 527 (2) مجمع خلقيدون ترجمه إلى العربية عن الأصل اللاتينى المحفوظ بمكتبة الفاتيكان الراهب فرنيسي ماريا ، وصادق عليه ثلاثة كرادلة - طبع فى روما سنة 1694م ص 212 - 213 (3) راجع تاريخ الكنيسة (باللغة الفرنسية ) للأرشيمندريت جيتى جـ 5 ص 30 السنكسار الأثيوبى ترجمه للأسكندرية واليس بردج جـ 4 ص 1238 - 1240 .. كانت الأراضى المقدسة وأورشليم مسرحاً آخر للثورة ضد مجمع خلقيدونية حين هاج سكانها حين أراد يو بيناليوس أسقفهم أن يقرأ عليهم قرارات مجمع خلقيدون .. وقدر الذين راحوا ضحية الإضطهاد فى انحاء الأمبراطورية البيزنطية بحوالى 30 ألفا (4) راجع تاريخ الكنيسة (باللغة الفرنسية ) للأرشيمندريت جيتى جـ 5 ص 35 (5) أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية - الكتاب الثانى ص 77 |
|