منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 12 - 2022, 06:12 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

مزمور 65| لك التسبيح أيها المعتني بنا






لك التسبيح أيها المعتني بنا

تُسَبِّح النفس مُخلِّصها الذي يهبها غفرانًا لخطاياها، ويفتح لها أبواب السماء، بيت الله كبيت تمارس فيه عبادتها. كما تُسبِّح الخالق الذي أبدع في حبه للإنسان فقدَّم له كل احتياجاته، وأشبع أعماقه الداخلية كما جسده أيضًا. والآن تسبح الله الذي يعتني بها، لا على مستوى الجسد وحده، وإنما يقدم لها روحه القدوس ليقيم منها جنة مقدسة، وفردوسًا روحيًا، وملكوتًا له على مستوى سماوي.
تَعَهَّدْتَ الأَرْضَ وَجَعَلْتَهَا تَفِيضُ.
تُغْنِيهَا جِدًّا.
سَوَاقِي اللهِ مَلآنَةٌ مَاءً.
تُهَيِّئُ طَعَامَهُمْ لأَنَّكَ هَكَذَا تُعِدُّهَا [9].

كان الشرق الأوسط يعتز بالأنهار مثل نهر النيل ونهر الأردن ونهري دجلة والفرات، كما يعتز بالينابيع، وذلك بسبب قلة الأمطار. فكما يفيض النهر بالخصوبة على شاطئيه، ويجعل من الأراضي جنات مملوءة بالثمار، هكذا يفتقد الرب الأرض ويرويها بمياهه الإلهية.
يصوِّر المرتّل الله المعتني بكل البشرية وهو يفتقد الأرض من أقاصيها إلى أقاصيها، يُوَجِّه السحاب هنا وهناك، ويبعث بالأمطار، ويهتم بالأنهار والينابيع، حتى لا يحتاج البشر إلى شيء.
جاء السيد المسيح إلى عالمنا، لكي يُفَجِّر في داخلنا ينابيع مياه حية، وكما يقول يوحنا الإنجيلي: وفي اليوم الأخير من العيد، وقف يسوع ونادى قائلًا: "إن عطش أحد فليُقبِل إليَّ ويشرب. من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حيّ. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه، لأن الروح القدس لم يكن قد أُعطي بعد" (يو 7: 37-39).
قبلًا كان لله شعب واحد، الآن نعمة الله تعمل في الشعوب فتصير أنهار الله المملوءة بمياه روحه القدوس حسب وعده الإلهي (يو 7: 37-39).
* "تعهدت الأرض، وجعلتها تسكر". ترسل سحابك، تمطر بالكرازة بالحق، وتسكر الأرض. تغنيها جدًا. كيف؟ "أنهار الله ملآنة ماء. ما هو نهر الله؟ إنه شعب الله.
القديس أغسطينوس
يرى الآب أنثيموس الأورشليمي أن نهر الله هنا يشير إلى خيرات الله التي يفيض بها علينا، كما يشير إلى الإنجيل المقدس المملوء بالوعود الإلهية، وأيضًا إلى نعمة الروح القدس التي يفيض بها على المؤمنين، أما الطعام فهو الخبز المحيي النازل من السماء الذي هو ربنا يسوع المسيح.
إن كنا نُقدِّم كلمة الله للآخرين، فإن الله نفسه هو الذي يُعِد هذا الطعام بنفسه، يُقدِّمه لبنًا للأطفال، وطعامًا قويًا للبالغين.


أَرْوِ أَتْلاَمَهَا.
مَهِّدْ أَخَادِيدَهَا.
بِالْغُيُوثِ تُحَلِّلُهَا.
تُبَارِكُ غَلَّتَهَا [10].

يتطلع المرتل إلى الله بكونه المُزارِع الفريد، الذي يتعهد النفس ليقيم منها فردوسًا مثمرًا. فالفلاح العادي مهما كانت محبته لحقله أو كرمه فلن تتعدى سوى أن يحرث الأرض ويفلحها ويلقي بالبذور ويهتم بالسماد، ويرويها بطريقة أو أخرى، ثم يعود إلى بيته وينام. أما هذا المُزارِع العجيب المشغول بحقله، فيبذل كل حياته من أجل الحقل، ويرويه بروحه القدوس، ويسمِّد بجسده ودمه المبذولين عن العالم، ويكرس كل شيء من أجله، ويرسل ملائكته لحراسته. إنه يناجي حقله ويفيض ببركته عليه!
هذا هو عمل الله الدائم بغنى نعمته في حياة الإنسان
"تبارك غلتها"، إذ تثمر الكرازة بقبول شخصٍ ما الإيمان، يجذب معه أيضًا آخر.


كَلَّلْتَ السَّنَةَ بِجُودِك،َ
وَآثَارُكَ تَقْطُرُ دَسَمًا [11].

تتغنى الكنيسة بهذه العبارة في ليتورجية عيد النيروز (بدء السنة القبطية)، حين تعترف بفضل الله وإحسانته، هذا الذي يملأ الكنيسة- حقله المحبوب لديه جدًا- بصلاحه، ويفيض عليه بروح الفرح والتسبيح. إنها تسبحة شكر لأجل أعماله عبر السنة الماضية، وتوسُّل منها أن يقبلها كحقله الخاص، يهبها صلاحه وبِرَّه وفرحه بروحه القدوس.
لا يتوقف الله عن زرع كلمته خلال الكارزين والشعب، ولا يتوقف عدو الخير عن زرع الزوان كما في ظلمة الليل (مت 13: 25). وقد طلب السيد ألا نضطرب، ولا نقلع الزوان بالعنف بل ندعه مع الحنطة ينميان معًا. (مت 13: 30). أما سرّ النصرة فهو بركة الرب العاملة طوال العام ويكلله بصلاحه.
يرى العلامة أوريجينوس أن السنة التي يكللها الله بجوده هي التي قيل عنها في إشعياء: "أكرز بسنة الرب المقبولة"، وهي خاصة بالمدة التي عاشها السيد المسيح بالجسد في هذا العالم.
يرى القديس أثناسيوس الرسولي أن بقاع الله التي تكثر من الخصب هي نفوس الصديقين.


تَقْطُرُ مَرَاعِي الْبَرِّيَّة،
وَتَتَنَطَّقُ الآكَامُ بِالْبَهْجَةِ [12].

هنا يتطلع المرتل إلى حكمة الله وحبه، فإن كان يحوِّل بعض البراري إلى جنات بمياه روحه القدوس، فإنه يزين بعض البراري والتلال بمراعٍ تعيش فيها قطعان الغنم والبقر وغيرها، كما في جوٍ بهيج ومفرح.
لمسات حنو الله ومحبته تسكب روح الفرح في كل موضع، وفي حياة كل أحد. فالحقول بالثمار والتلال والجبال بمراعيها، الكل يُسَبِّح بهتاف!
يقصد بالسهول والتلال والأودية البشر.
* يُدعَى الصديقون سهولًا من أجل مساواتهم، وتِلالًا من أجل رفعهم، فإن الله يرفع فيه المتواضعين. ونهاية البرية هي كل الأمم... إنهم برية لأنهم لم يُرسل لهم نبي، إنهم مثل صحراء لم يَعبُر بها أحد. لم تُرسَل كلمة الله للأمم، إنما أُرسل الأنبياء لإسرائيل وحدها... لقد وجد حصاد أول، وسيحدث حصاد آخر في نهاية الزمن. الحصاد الأول من اليهود، إذ أُرسل لهم الأنبياء يعلنون عن مجيء المخلص. لذلك قال المخلص لتلاميذه: "انظروا الحقول إنها قد ابيضَّت للحصاد" (يو 4: 35)، الأراضي تعني اليهودية... في الحصاد الثاني يتعب الرسل. وفي النهاية يرسل الله ملائكته للحصاد.
القديس أغسطينوس


اكْتَسَتِ الْمُرُوجُ غَنَمًا،
وَالأَوْدِيَةُ تَتَعَطَّفُ بُرًّا.
تَهْتِفُ وَأَيْضًا تُغَنِّي [13].
يقدم المرتل الطبيعة نفسها كلوحة حية لخورس متهلل يقدم سيمفونية فرح وشكر. كل شيء يغني! الكل يفرح ويتهلل!
يقول الأب أنثيموس الأورشليمي إنه إن كان السبي قد حوَّل أورشليم إلى خراب فإن النبي يطلب من الله أن يرد شعبه إلى أورشليم فتصير براريها وأريافها خصبة، وأوديتها تمتلئ من الحنطة، ومواشيها يكثر صوفها بكثرة أعشاب المراعي.
أما التفسير الرمزي فهو أنه بعمل السيد المسيح الخلاصي، تتحول الأمم التي كانت أشبه بالبراري الجافة إلى جنات خلال مياه المعمودية. أما الآكام التي تنطق بالبهجة فهي شرفاء الأمم وعظماؤهم الذين كانوا قبلًا يُقدّمون الذبائح للأصنام على التلال والآكام فاختاروا السيرة الملائكية وصار منهم سواحًا في الجبال والبراري فأبهجوا البراري بسكناهم فيها. صار الكل يُسبِّحون الله.
التسبيح لله والتهليل والهتاف بفرح يُشبِعُ النفسَ كما بحنطة سماوية.
* إن صرختم بتجديف، فإنكم تنتجون شوكًا. وإن صرختم بتسبيح فإنكم تفيضون بالحنطة.
القديس أغسطينوس

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يا ليت كل أيامنا تمتلئ مِن التسبيح لربنا المعبود
مزمور 65| لك التسبيح أيها الخالق
مزمور 65| لك التسبيح أيها المخلص
مزمور 56 - التسبيح لله في بيت الرب
مزمور 52 - التسبيح لله


الساعة الآن 08:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024