|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يبدأ أيوب في هذا الحديث الختامي بالإعلان عن الله الخالق بكونه وحده الكلي الحكمة، وأن خليقته تكشف عن سمو حكمته، وأن دور الإنسان في الحكمة هو أن يخاف الرب، ويحيد عن الشر. تختلف نغمة هذا الأصحاح تمامًا عن نغمة سائر الإصحاحات الأخرى، حيث نرى قدرًا كبيرًا من الفلسفة الطبيعية والفلسفة الأدبية. يُعتبر هذا الأصحاح أقدم وثيقة عن التاريخ الطبيعي في العالم. هنا نراه يبين الآتي: 1- كيف يسعى بنو البشر وراء الثروة العالمية، ويكدون ويتعبون في البحث عنها. فالإنسان يبحث عن الكنوز المخفية تحت الأرض في المناجم. يبحث عما لا تستطيع الطيور والوحوش البلوغ إليه. 2- فيما يختص بالحكمة يقول إن الحكمة بصفة عامة ثمنها عظيم، وقيمتها لا تُقدر، ومكانها خفي جدًا. توجد حكمة خاصة بالله لا يعلم مكانها أحد سواه، وتوجد حكمة معلنة لبني البشر. علينا ألا نبحث عن الأولى، بل نجتهد في طلب الثانية، لأن هذا من اختصاصنا. الحكمة موهبة ثمينة للغاية، من يحصل على الحكمة يصير أكثر غنى وسعادة ممن يحصل على الذهب والحجارة الكريمة. يستطيع الإنسان بواسطة الطاعة لله والتمتع بمخافة الرب الحصول على الحكمة اللازمة للتمييز بين الخير والشر، ورؤية ما هو حق وصحيح، والعبادة لله والاتكال عليه، فإن مخافة الرب هي الحكمة، والحيدان عن الشر هو الفهم (أي 28:28). هذه هي الحكمة التي جعلها الله من نصيب الإنسان. |
|