رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"رفعت ونظرت فإذا برجلٍ لابسٍ كتانًا وحقواه متنطِّقان بذهب أُوفاز. وجسمه كالزبرجد، ووجهه كمنظر البرق، وعيناه كمصباحيّ نار، وذراعاه ورجلاه كعين النحاس المصقول، وصوت كلامه كصوت جمهور" [5-6]. شاهد دانيال النبي شخصًا أوصافه تطابق ما ورد عن السيِّد المسيح في رؤيا القديس يوحنا اللاهوتي (رؤ 1: 13-15). يرى البعض أنه نظر ملاكًا قديرًا، بينما يرى آخرون أنه كلمة الله قبل التجسد(249). فإنه إذ كان نائحًا على خطايا شعبه ظهر له ذاك الذي يحمل خطايا العالم كله. * يقول: "رفعت (عيني) ونظرت فإذا برجل لابسٍ كتانًا" [5]. في الرؤيا الأولى يقول: "أنظر، قد أُرسل الملاك جبرائيل"، أما هنا فالأمر مختلف، إذ يرى الرب ليس إنسانًا كاملًا وإنما في شكل إنسانٍ... ارتداؤه لباسًا مختلف الألوان يُشير رمزيًا إلى تنوُّع النعم التي لدعوتنا. لقد صُنع اللباس الكهنوتي من ألوان مختلفة، لأن أممًا متنوِّعة تنتظر مجيء المسيح لكي نصير (جسدًا واحدًا) بألوان متباينة. يقول "وحقواه متنطقتان بذهب أوفاز" [5]. كلمة "أوفاز" انتقلت عن العبرية إلى اليونانية لتعني ذهبًا نقيًا. لقد تمنطق حول حقويه بمنطقة طاهرة. كان على "الكلمة" أن يحملنا ويربطنا به كمنطقة حول جسده بحبّه الخاص، الجسد الكامل، أما نحن فأعضاء جسده المتحد معًا، ونقوم بالكلمة نفسه. "وجسمه مثل Tharses (كالزبرجد)". كلمة Tharses تُفسر "إثيوبيِّين". أو "من الصعب التعرُّف عليه". هكذا أعلن النبي مقدمًا، مؤكدًا أن الجسد سيُعلن في العالم، لكن كثيرين يجدون صعوبة في التعرُّف عليه. "ووجهه كمنظر البرق وعيناه كمصباحيّ نار". فإنه يليق بقوة الكلمة الناري والقضاء أن يُعلن مقدمًا عن ممارسته لنار (دينونته)، فيضيء بالعدل على الأشرار ويهلكهم. يضيف أيضًا هذه الكلمات: "وذراعاه وقدماه مثل نحاس لامع" ليظهر الدعوة الأولى والثانية للبشر، أي للأمم. "فإن الآخرين يكونون كالأولين"؛ إذ أُقيم حكّامك كما في البداية. "وكان صوته كصوت جماهير كثيرة" (إش 1: 26، رؤ 19: 6). فإننا نحن جميعًا ننطق بأمور مُتنبأ عنها، ننطق بفمه عن الأمور التي عينها هو. القديس هيبوليتس الروماني |
|