رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأمين شامل تزايد الاهتمام بالتأمين حتى اصبح في مقدمة الموضوعات التي تشغل الاذهان على مستوى الدول ومستوى الافراد ايضا ً . فالدول تهتم بنشر مظلة التأمينات لتشمل اكبر عدد ممكن من ابنائها . وكذلك الافراد من جانبهم يسعون لتأمين كل ما يعتزون به ضد جميع الاخطار المحتملة ، وتتناسب تكاليف التأمين مع قيمة المؤمن عليه ومدى احتمال تعرضه للخطر . لذلك فالتأمين الشامل يُعد ضربا ً من المستحيل لأن التأمين على حياة شخص وجميع من له وما له من الاشياء التي يعتز بها يكلف تكاليفا ً باهظة تنوء بها دخول الافراد وإن كانوا من الاثرياء ، ومع هذا فلا سلام للنفس بأقل من التأمين الشامل لأن التأمين اذا اغفل ناحية واحدة فقط فلا بد ان القلق سيجد طريقة من خلالها ليسلب الانسان طمأنينيته وسعادته . لذا فليس سوى الله وحده في اقتداره مدفوعا ً بمحبته ِ يستطيع أن يهبك تأمينا ً شاملا ً ومن ثم َّ تتمتع بالأمان المطلق . ولعل داود كان قد انتبه الى هذه الحقيقة عندما كتب في المزمور 4 : 8 " بِسَلاَمَةٍ أَضْطَجعُ بَلْ أَيْضًا أَنَامُ ، لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ مُنْفَرِدًا فِي طُمَأْنِينَةٍ تُسَكِّنُنِي." إن مهمة شركات التأمين تقتصر على دفع التعويض المتفق عليه اذا اصاب المؤمّن عليه ضرر معين ، ولكنها لا تحاول ولعلها لا تقدر أن تحميه من الاضرار قبل ان تلم به . أما اسلوب التأمين الالهي فانه يختلف لأن الله يؤمننا بوقايتنا من الخطر اصلا ً حتى لا يصيبنا ، فيقول في سفر اشعياء 43: 2 " إِذَا اجْتَزْتَ فِي الْمِيَاهِ فَأَنَا مَعَكَ ، وَفِي الأَنْهَارِ فَلاَ تَغْمُرُكَ. إِذَا مَشَيْتَ فِي النَّارِ فَلاَ تُلْذَعُ ، وَاللَّهِيبُ لاَ يُحْرِقُكَ. " وفي سفر المزامير : " لأَنَّهُ يُنَجِّيكَ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِ وَمِنَ الْوَبَإِ الْخَطِرِ." ( مزمور 91 : 3 ) اما اذا سمح الله في حكمته العلوية ومحبته الابوية أن تصيبنا بعض المخاطر فان وعوده ُ تضمن لنا تعويضا ً كاملا ً ، فيرد لك ما فقدت وربما في صورة ٍ افضل . فاذا اصابك المرض مثلا ً فانه يشفيك ويرد لك الصحة ، وحتى اذا جائك الموت نفسه فانه يقيمك ويهبك الحياة حسب قوله الصادق في انجيل يوحنا 11 : 25 " مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا " حتى الذين يعيشون في الهموم والضيقات فانه يعوضهم تعويضا ً سخيا ً في التعزية وقوة الاحتمال ، وفي ذلك شهد النبي داود في المزمور 94 : 19 فقال " عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فِي دَاخِلِي ، تَعْزِيَاتُكَ تُلَذِّذُ نَفْسِي ." أما بولس فقد اختبر قوله المبارك : " تَكْفِيكَ نِعْمَتِي ، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ " ( 2 كورنثوس 12 : 9 ) إن الله لا يقدم لك ما لا تقدمه أية وثيقة تأمين لأنه يقدم لك تأمينا ً ضد العقوبات الجنائية ، نعم ان لا يضمن لك النجاة من العقوبات الدنيوية ولكنه يضمن لك ما هو اخطر : من العقاب الابدي . فالمسيح المصلوب " مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا ، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا." ( اشعياء 53 : 5 ) لذلك يستطيع ان يهتف كل المؤمنين به هتاف اليقين " إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ " ( رومية 8 : 1 ) . في الختام : هيا الى مظلة التأمين الالهية ، مهما كانت الاخطار التي تحل بك لتسمع قوله المطمئن : " اَلسَّاكِنُ فِي سِتْرِ الْعَلِيِّ ، فِي ظِلِّ الْقَدِيرِ يَبِيتُ " ( مزمور 91 : 1 ) فتنعم بالأمان الحقيقي لأنه مبني على التأمين الشامل |
|