رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مشروع الله هو أن نصير آلهة إنّ تفكيرنا في مسألة الشرّ ينطلق من مشروع الله كما يصفه الكتاب المقدّس. وما هو هذا المشروع؟ إنّه دعوة كائنات إلى أن يصيروا مثله.أي أنّ الله يريد كائنات قادرة على المشاركة في العلاقة الثالوثيّة. وهذه العلاقة هي علاقة حريّة ومحبّة صرفة. نحن لا نشترك في عهدٍ كهذا بالقوة ولا بطريقةٍ تلقائيّة. فقبول الإنسان لما يعرضه الله قبولاً حرّاً شرط أساسيّ لإقامة هذه العلاقة. نحن نعلم من الخبرة أنّه ما من محبّة صادقة بدون حريّة. كان الله يستطيع أن يخلق "حيواناتٍ راقية" لديها قدرات تشبه قدراتنا، وأن يبرمجها لتسلك سلوكاً لا خلل فيه بحسب مخططٍ حكيم مدوّن في كيانها. فتكون كائنات بغريزةٍ مضبوطة كغرائز الحيوانات، لكنها لا تتمتع بالحريّة، ولا تتساءل في مسألة الخير والشّر، وبالتالي، لن تفعل الفظائع التّي نحن قادرون على فعلها، ولن تفتش على طرائق تأنسها. إلاّ أنّ كائنات كهذه لن تتألّه كما يريد الله. وستكون فائقة التنظيم، لكنّها ستظلّ كما هي أبداً دائماً. فالنمو هو قدرة على التغيير، والتغيير يتطلّب حريّة. والحريّة تعني القدرة على رفض النمو أو قبوله، فعل الشرّ أو الامتناع عنه. إنّها كما يقول القديّس أوغسطينس،"القدرة على التألّه". لقد خلق الله متألهّين على صورته كمثاله (تك1/26-27) ودعاهم إلى أن يكونوا قدّيسين مثله (1ح19/2) كاملين مثله (متّى5/48) رحماء مثله (لو6/36) وهو يريد أن يهبهم الحياة الأبديّة (يو17/2-3) في مسكن الأب (يو14/2-3). ولأنّ الإنسان قادر على الألوهة capax Dei ، لم يُخلَق كاملاً. وكماله في الله يتمّ في علاقة محبّة ويتطلّب تعاونه الحر، لقد خلق الله الإنسان على مرحلتين: أولاً في ظروفٍ مؤقتة من عدم الكمال والتوق إلى المطلق، أي إلى الله. في أثناء هذه المرحلة - وهي حياتنا الأرضية- هناك تعاون دائم وسرّيّ بين الله وقلب كلّ واحد كي ينجح المشروع. فروح الله ينضمّ إلى أرواحنا (روم8/16) لينيرنا ويغيرّنا. ويُضاف إلى هذا العمل الخفيّ تدخّل مرئيّ لله في تاريخ شعبه. ويبلغ هذا التدخّل ذروته في التجسّد والسّر الفصحيّ. إنّه الرباط الأصليّ الذيّ يوحّدنا به (را. قور1/15-20) والّذي أصبح جزءاً من تاريخنا وينيرنا إلى الأبد. كلّ هذا مدعوّ إلى أن يبلغ تمامه في الفترة الثانية، وهي الفترة النهائية، فيها يكون الله كلاًّ في الكل (1قو15/28). فصورة الله أُعطيت لنا منذ ولادتنا، لكنّها أعطيت كرسمٍ تخطيطيّ (كروكي). وتشابهنا معه يتحقّق من خلال مسار تألّه. فالتشبّه بالله هو أولاً هبة من الله وثانياً استجابة من الإنسان. إنّ الفارق الشديد بين حالتنا في البداية - حالة غير مكتملة ? ودعوتنا إلى أن نصير مثل الله يخلق مسافةً تكون فيها الخطيئة ممكنة. فالإنسان غير المكتمل هشّ. ويبدو أنّ احتمال ظهور الشرّ مسجّل في البنية الأدبيّة للخليقة. وبما أنّ الإنسان هش، فإنّ رفضه للنظام ليس مجرّد ثورة ثانويّة سطحيّة سببها فساد الخطيئة البشرية، بل على العكس، يظهر هذا الرفض وكأنّه أمر لازم لخليقة هشة وضعيفة في جوهرها. ففي المساحة التي ترعى فيها الخطيئة، تفيض النعمة أيضاً (روم5/20). حين نجعل أنفسنا في منظار مخطّط الله، لا يُبَرّر الشرّ الذي نرتكبه بل يمكننا أن ندركه بطريقة واضحة انطلاقاً من إيماننا. فهو لم يعد لغزاً غامضاً، لأننا بدأنا نفهمه بنور الوحي الإلهيّ. ويندرج في هذا المنظار أيضاً الشرّ الّذي يصدر من الطبيعة. فالعالم أيضاً خليقة لم تكتمل بعد. أي أنّه لا يعمل تلقائياً لصالحنا. فقد سلّمنا الله إيّاه كي نحوّله إلى مكان إقامة هانئ آمن بتعلّمنا ماهيّة الطبيعة وسيطرتنا عليها وتوقّع أخطارها، ومعالجة أمراضها. وبفعلنا هذا، نستثمر طاقاتنا في صراعٍ يبني العالم ويبنينا: إنّه جهد جماعيّ تتقدّم الإنسانية بفضله تدريجيّاً نحو كمالها. إنّ الصراع من أجل أنسنة العالم يجب أن يرافقه صراع ضدّ الخطيئة. فنحن لن ننجح إلاّ معاً. هذا يعني أنّه علينا تخطّي أنانيّاتنا وكبريائنا كي نقيم بيننا، على مستوى الكرة الأرضيّة، روابط تعاون وعدالة ومحبّة |
26 - 08 - 2014, 06:00 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: مشروع الله هو أن نصير آلهة
ربنا يعوض تعب خدمتك
|
||||
26 - 08 - 2014, 10:01 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مشروع الله هو أن نصير آلهة
شكرا على المرور
|
||||
|