منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم يوم أمس, 12:09 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,466

أَنْتَ اقْتَنَيْتَ كُلْيَتَيَّ


لأَنَّكَ أَنْتَ اقْتَنَيْتَ كُلْيَتَيَّ.
نَسَجْتَنِي فِي بَطْنِ أُمِّي [13].


خلال المعاملات مع الله أدرك المرتل أن الله ليس فقط عالم بكل شيءٍ، وحاضر في كل مكانٍ، وإنما أيضًا كلي القدرة، بقدرته خلق الإنسان وخلال محبته اللانهائية يود أن يعمل دومًا لبنيان مخلوقه المحبوب.
كثيرًا ما يقف رجال الله في دهشة أمام الخالق العجيب في عمله حتى في الحَبَل بالإنسان وتكوين الجنين حتى يوم ميلاده، الأمور التي لم يكن العلم قد أمكنه تصوير تكوين الجنين ونموه، وحتى مع تقدم العلم تبقى معرفة الإنسان ورؤيته لهذا الأمر محدودة.
ما كان يدهش له رجال العهد القديم كما عبَّروا عن ذلك، يتناغم مع الحكمة التي يكتشفها العلم باستمرار، والتي تمجد الخالق الكلي القدرة (راجع مز 22: 9-10؛ 71: 5-6؛ أي 10: 8-11؛ إش 49: 2؛ إر 1: 5).
تشير الكلية إلى الشهوة، فاقتناء الرب لكليتي معناه إخضاع شهوتي مع أفكاري.
ينتقل المرتل من الحديث عن الله بكونه الحاضر في كل مكانٍ إلى اهتمامه بالإنسان منذ بدء تكوينه في الرحم.
كان "القلب" عند اليهود يشير إلى الأفكار، أما "الكليتان" فيشيران إلى العواطف والشهوات سواء المقدسة أو الشريرة.
إن كان الحبل بالإنسان وتكوين الجنين ونموه تُعتبر أمورًا تفوق الفكر البشري مهما بلغ تقدم العلم، فكم بالأكثر الحبل بالمؤمن وتكوينه في مياه المعمودية، لكي ما يولد كابن لله الآب، وعضو في جسد المسيح، وهيكل للروح القدس!
* المقتني (الله) في الداخل. إنه لا يشغل القلب وحده، بل والكليتين؛ ليس فقط الأفكار، بل وإلى المباهج.
القديس أغسطينوس
* قد يقول شخص غبي: "وماذا يفيدني إن كان (الله) عظيمًا وصاحب سلطان وعالم بالغيب؟ أظهر لي أي نفع نناله من هذا؟" لذا يضيف: "لأنك تقود إنساني الداخلي يا رب"، مشيرًا إلى الشخص ككل بذكره للجزء (الكُلْية). إنه ليس بالأمر التافه الثقة في عنايته الإلهية، إننا نحن مِلكْ الله: فإن المالك يهتم ويعين. ولكي يشير إلى هذا يضيف الكلمات التالية: "اقتنيتني من بطن أمي". بمعنى أنك حفظتني في كل الأوقات، واهتممت بي، وجعلتني في أمانٍ منذ السنوات الأولى، وأنا في المهد، بالعمل علمتني ما أقوله.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* يقول داود: إذا نظرت إلى تكويني وطبيعتي كإنسان فإنني أتسأل ما هو مزيج القوى التي تحركني؟ (مز 139: 13-16).
كيف يمتزج الخالد بالفاني؟
كيف أنحدر إلى أسفل، ومع ذلك أُرفع إلى فوق؟
ماذا يسبب عدم استقرار النفس؟ لماذا تعطي النفس (الروح) الحياة، ومع ذلك تشترك في الألم؟
كيف يكون العقل محدودًا وغير محدود في نفس الوقت، ويكون داخلنا ويطوف الكون بحركة سريعة؟
كيف يُنقل العقل عن طريق الكلام؟ كيف يتحرك في الهواء ويدخل مع الأشياء؟ كيف يشارك في الحس وفي نفس الوقت يعزل نفسه عن الحواس؟
وتوجد أسئلة أهم من ذلك. ماذا كانت أول مرحلة في عملية تشكيلنا وتجميعنا في مصنع الطبيعة؟ وما هي المرحلة النهائية في التشكيل؟
ما هو الدافع للحصول على الطعام والتزود به؟ ما هي الغريزة التي تهدينا إلى أول ينابيع ومواد الحياة (صدور الأمهات)؟ كيف يتغذى الجسم بالطعام، أما النفس فتتغذى بالكلمة؟
ما هي الجاذبية الطبيعية التي تربط الآباء والأبناء معًا؟
كيف تنتج اختلافات ثابتة في المظهر نتيجة لعدد كبير غير محدود من العوامل الخاصة؟
كيف يكون نفس الكائن الحي فانيًا وخالدًا معًا؟ يجعله تغيير حالته يموت وتجعله الولادة خالدًا، يموت ويرحل ثم يعود مرة أخرى، مثل مجرى النهر دائم التدفق.
وتوجد الكثير من النواحي التي يمكن أن نفكر فيها من ناحية أطرافنا وأعضاء أجسامنا، وكيفية توافقها معًا وتناسقها، كيف تتباعد، ولكن تعمل معًا كعضوٍ واحدٍ، وكيف يحتوي بعضها على البعض الآخر، وكل ذلك بتنسيق داخلي في طبيعتها.
ويوجد الكثير من الحقائق عن الكلام والسمع، كيفية إخراج الأصوات بواسطة الأحبال الصوتية واستقبالها بواسطة الأذن. وانتقال الأصوات للآذان عن طريق الهواء الممتد بين مصدر الصوت والأذن.
كما أنه يوجد الكثير من الحقائق عن البصر، واتصاله الغامض بالأشياء، فإن البصر لا يتم توجيهه إلا بالإرادة. وكما يتحرك البصر مع الإرادة يحدث نفس الشيء مع العقل، فإن البصر يقع على المنظورات بنفس السرعة التي يمتزج بها العقل بالأفكار.
وتوجد حقائق كثيرة عن باقي الحواس التي تستقبل مؤثرات خارجية لا تراها عين العقل،
توجد حقائق عن الراحة في النوم وعن عمل الخيال في الأحلام، وعن الذاكرة والذكريات، والغضب والرغبة.
باختصار عن كل ما يُسيِّر أمور هذا العالم الصغير الذي نسميه الإنسان.
القديس غريغوريوس النزينزي
* يعيننا الربُ حينما يخلقنا، فهو يعضدنا حينما يأمر بولادتنا. ومن ثم يقول البار: "عضدتني من بطن أمي" (مز 139: 13LXX)، أي من الرحمِ. ماذا يقصد "قبلما صورتُك في البطن عرفتك" (إر 1: 5)، فالذين يخلقهم الربُ يعينهم أيضًا. يعينهم حتى في ميلادهم، "وقبلما خرجتَ من الرحم قدستُك" (إر 1: 5). هو معيننا، لأنه عضدَنَا بيديه. ويُدعى معينًا كخالق للجنسِ البشرى. وهو معيننا، لأنه عضدَنَا بافتقادِه، ليحمينا. وعلى هذا الأساس، يقول المرتل نفسه في نصٍ لاحق "الساكنُ في سِتر العلى، يقول للرب: أنت معيني وملجأي (حصني)" (مز 91 :1). فأول عونٍ هو في عمل اللهِ فينا. والثاني في حمايتنا. اسمعوا حقًا موسى يقول: "باسطًا جناحيه قبلهم، وأعانهم على كتفيه". (تث 32: 11 LXX). أعانهم كالنسر المعتادِ على فحص نسله ليحفظه ويأتي بمن لاحظ أنهم يملكون مزايا لنسلٍ حقيقي، وهبة العهد الصحيح، ويرفض الذين يجد فيهم ضعفًا في أصلِ سلالتهم في سنهم المبكرة.

القديس أمبروسيوس
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
جَرِّبْنِي يَا رَبُّ وَامْتَحِنِّي. صَفِّ كُلْيَتَيَّ وَقَلْبِي
أَنَّكَ أَنْتَ اقْتَنَيْتَ كُلْيَتَيَّ
لأَنَّهُ تَمَرْمَرَ قَلْبِي وَانْتَخَسْتُ فِي كُلْيَتَيَّ
لأَنَّكَ أَنْتَ اقْتَنَيْتَ كُلْيَتَيَّ . نَسَجْتَنِي فِي بَطْنِ أُمِّي . (سفر المزامير 139: 13)
لأَنَّكَ أَنْتَ اقْتَنَيْتَ كُلْيَتَيَّ . نَسَجْتَنِي فِي بَطْنِ أُمِّي . (سفر المزامير 139: 13)


الساعة الآن 09:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024