كيف أن الآب والابن والروح القدس واحد؟
النار يوجد بها لهب؛ واللهب يخرج منه نور وحرارة. فاللهب يسمى نار، والنور يسمى نار، والحرارة تسمى نار، والدليل على ذلك من الممكن أن نقول إننا نوقد النار، أو إننا نوقد اللهب، أحيانًا نقول نحن نستنير بالنار أو نحن نستدفئ على الحرارة أو نحن نستدفئ على النار.
فاللهب والنور والحرارة الخارجة منه شيء واحد أي نار واحدة وليسوا ثلاثة نيران. ولكن اللهب غير النور غير الحرارة. ومع أن اللهب غير النور غير الحرارة ولكن اللهب إن لم يلد نورًا ويشع حرارة لا يكون نارًا على الإطلاق. فاللهب بنوره وحرارته يكون نارًا حقيقية.
هكذا إذا تأملنا في الثالوث القدوس نفهم أن الآب هو الله، والابن هو الله، والروح القدس هو الله.
مثل اللهب نار، والنور نار، والحرارة نار، فالآب هو الله الآب، والابن هو الله الابن، والروح القدس هو الله الروح القدس، ويمكن أن يُقال الله فقط بدون الآب. كما نقول أن اللهب هو نار فالتسمية ليست مشكلة ولكن إذا لم يوجد الابن لا يوجد الله.
لأنه لا يوجد آب بغير ابن ولا توجد نار بغير حرارة؛ حتى لو كان هناك لهب.
لأن اللهب بدون حرارة ليس له قيمة، وكذلك أيضًا العقل بدون فكر ليس له قيمة، فالمولد يلد كهرباء، والنور يلد شعاع، والعقل يلد فكر، والزهور تلد رائحة، والمغناطيس يلد مجال مغناطيسي، والنبات يلد براعم، ولا يوجد شيء في الوجود كله لا يلد غير الحجر والجماد الأصم.
فالله أعلن لنا أنه كإله واحد هو آب وابن وروح قدس.