أن الفريسيين لم يستطيعوا مقاومة السيد المسيح مباشرة فهاجموه في شخص تلاميذه لعدم صومهم، ولم يُدرك هؤلاء الفريسيون أنهم يصومون ظاهريًا أمَّا قلوبهم فمملوءة شرًا، بينما كان التلاميذ يمارسون صوم القلب الداخلي ليصوموا أيضًا بالجسد في الوقت المناسب. ويعلق القديس كيرلس "أيها اليهود، فإنكم تجهلون ماهية الصوم ومع ذلك تلومون التلاميذ لأنهم لا يصومون على شاكلكم. ولننظر نحن إلى الصوم من ناحية أخرى، فأولئك الذين استناروا بحكمة المسيح يصومون صومًا ذهنيًا، وذلك بتواضعهم أمام الحضرة الإلهية، وتأديب أنفسهم طوعًا لا كرهًا بالعمل والتقشف، فإن هذا لمدعاة إلى غفران ذنوبهم أو نيل نعمة روحية جديدة أو قتل ناموس الخطيئة الذي يسود أعضاء الجسد اللحمية.
ومثلك يهمل أيها الفريسي هذا الصنف من الصوم، لأنك رفضت قبول العريس السماوي غارس الفضائل ومعلمها يسوع المسيح المخلص والفادي".