رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عظة لنيافة الآنبا ميخائيل مطران أسيوط بعنوان:حياة القيامة والمجد ألقيت بفمة الطاهر عشية عيد القيامة المجيد بكاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل بتاريخ 23/4/1995 الثلاثاء 22 ابريل 2014 بسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين † بألامس كنا فى موكب النصر موكب الصلب والان نصل الى قمة المجد مجد القيامة . فمسيحنا قام منتصرا .. ونحن المسيحين نؤمن بأله ظهر فى الجسد مولود من مريم العذراء .. ثم عاش فترة من الزمن بيننا كأنسان .. الهنا الذى ظهر فى الجسد دعى ابن الانسان و صلب بأرادتة ودفن فى قبرا داخل بستان أذ لم يكن للموت سلطان علية فداس الموت وكسر شوكتة وفى هتاف النصر يقول .. (اين شوكتك ياموت!. اين غلبتَُكِ ياهاوية! ) † ومكتوب فى الانجيل عن القيامة بأن يسوع قام واقامنا معة واجلسنا معة فى السماويات .. فان كان انسان فى المسيح فهو خليقةُُ جديدة الاشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً .. ويحق لكل مؤمن ان يقول مطمئناً " لى الحياة هى المسيح والموت هو ربح الموت " قديماً قبل مجئ المسيح كانت نهاية ( أى أنسان ) مظلمة لاتبعث على الرجاء .. فجماعة الانبياء والاتقياء قد ماتوا على الرجاء .. اين هم !؟ فى موقع الانتظار.. فالفردوس بعد خطية ادم لايمكن دخولة .. لقد اوثق الباب ووقف حارس لة ..ملاك يحمل سيفاً متقدا بالنار .... والرجاء كان يتركز فى مجئ المخلص الذى تحدثت عنة النبوات اين هو المخلص ؟ متى يجئ؟ لقد طال ليل العهد القديم .. والكل يتسأل: ياحارس مامن الليل .. يا حارس من الليل ؟ يا ترى كم من الوقت مضى ؟ وكم تبقى ؟ وقد قطعت البشرية شوطاً طويلا تنتظر من ينقذها ؟ † فى الزمن الذى رأتة الحكمة الالهية انة وقت الانقاذ ..الزمن الملائم حسب علم اللة السابق وقصدة الالهى .. وفى ملء الزمان ولد يسوع وحل بيننا ورأينا مجدة مجداً كما لوحيد من الاب .. اجرى المعجزات ، القى عظات ، كلم الناس بما يريحهم ويعزيهم ، وساهم فى احزانهم ، شفاهم من امراضهم ، كلمهم عن شريعة العهد الجديد ... "طوبى للمساكين بالروح لان لهم ملكوت السموات .. طوبى لانقياء القلب لانهم يعاينون الله " † أرسى يسوع قواعد دستور مملكتة الجديدة القائمة على البر والرحمة مملكة السموات .. وملكوت السموات ـ ليس خيالا ـ ففى تعليم المسيح ووعودة الصادقة يقول : ها ملكوت السموات داخلكم .. يعنى ملكوت السموات يبقىفى قلبى متحداً بالمسيح .. ولما يتحد بالمسيح كل شئ احسة فى اعماقى ، ادرك ان الرب يسوع هو الذى ملأنى بية ، ملأنى سلام ، وفرح ، وقوة ، ونصرة .. والموت انتهى مفعولة ، لا خوف اطلاقاً ، لانه الحياة هى المسيح والموت هو ربح .. اسير فى الطريق .. لان يسوع هو الطريق والحق والحياة .. ولما تنتهى المسيره المرئية الارضية لنا نحن البشر .. عند محطة معينة يحدث التغير ( الموت ) فالموت الذى خاف منة اباءنا قبل مجئ المسيح اصبح ربح ، وفرح .. تنتهى به هموم الحياة ، تنتهى به مضايقات الشيطان ، تنتهى به اغراءات البشر والدنيا .. فقط علىّ ان اكون امينً " كن امينً الى الموت فساعطيك اكليل الحياة " . "جاهدت الجهاد الحسن اكملت السعى حفظت الايمان بعد كدة وأخيراً وضع لى اكليل البر" . † الليلة نحن فى مسيرة المجد ( مجد القيامة ) طلما اننا نضع نصب اعيننا ان ايماننا بأمسيح هو الايمان الحقيقى .. الايمان الذى وهب لنا ولن نتخلى عنه .. " ولقد وهب لكم ان لا تأمنوا بية فقط بل ان تتألموا لاجلة ايضاً " وفى الوقت نفسة يسوع الهنا فيما هو تألم مجرباً يقدر ان يعين المجردين .. مش هانكون وحدنا فى الطريق هنالك من يساندنا .. وهنا تظهر ( البطولة ) بطولة المؤمن الحقيقة أنه لايخاف من اضطهاد ، ولا يخاف من فقر ، ولا ضيقة فى معيشتة ، وحتى الشيطان الذى اسمة رئيس هذا العالم لايستطيع ان يقترب من ابناء النعمة .. واذا ما لوح لهم بأى تجربة بسرعة يستنجدوا بالمسيح ( ادعونى فى وقت الضيق انقذك فتمجدنى) † وتقول لنفسك المجد ليك يارب .. دة انا كنت خايف من الشيطان لما اغرانى بالخطية أو لوح لىّ بالذهب وقال لى الذهب أو الوظيفة الفلانية وفى المقابل تسيب يسوع؟! اتركة ؟ طب والوظيفة لغاية امتى هتدوم ؟ والمال ؟ والذهب ؟ مفعولة يبقى لحاد امتى ؟ كل هذه الامور باطلة .. قال عنها الحكيم لا منفعة تحت الشمس... اذن الشيطان بيضحك علىّ .. والرب اعطانى وصاياة وقال لى متخافش منة .....ويسوع على جبل التجربة عمل أية ؟ قال لة : اذهب ياشيطان .. وفى الوقت نفسه أعطانى انا وانت ان نقول هذة الكلمة نفسها كلما اتت علينا التجربة او اغوتنا الخطيئة وعندما نقول : اذهب ياشيطان تأتى الملائكة تشددنى وتقوينى .. اشعر انى اقوى وأصبحت فوق قمة هذا العالم .. ولا يستطيع ان يقترب الى الشر اوالخطيئة .. † وهنا جهاد الابطال .. لانقول ان عصور الاستشهاد قد مضت بدمائها المسكوبة والمسفوكة ـ وان تكرر البعض منها فى صور مختلفة ـ لكن المعركة الدائمة والمستمرة هى الاغراء ...الاغراء الشرير نظرات غير طاهرة ، اطماع مادية ، حقد ، حسد ، .. كل هذة التطلعات لاينقذنى منها ولا استطيع ان انتصر عليها الا بقوة الصليب .. ،وانحنائى تحت قدمى المصلوب ، واشعر ان الدماء الطاهرة النازفة من الجسد المقدس قد البستنى ثوباً جديداً .. اصبحت محصناً لايستطيع اى سهم من السهام المصوبة الى صدرى ، الى قلبى ، الى فكرى ، الى ذهنى ، لايستطيع اى سهم ان يخترقنى لانه معى درع الخلاص ولابس ومبسوط ومطمئن .. ان كنت فى ضيقة فهو معى ، ان كنت فى اعماق السجن فهو يعزينى ، ان كنت فى اتون النار لا يجعل للنار قوة على ان تحرقنى ، او يعطينى انا طبيعة تقوى على قوة النار فلا اشعر بها ، وان احترقت وشعرت بالهيب ارى المصلوب فوق الصليب يعزينى ويقوينى ويثبتنى واكون فرحا وانظر الى السموات مفتوحة امام عينى .. وهنالك يسوع القائم فى مجدة والملائكة تهلل وتسبيح لاسمة ، وتشجع جماعة المؤمنين المسيحين ليسوا عرضة للشيطان ولا لحيلة ، ولا اغراءات الجسد ، ولا لاباطيل العالم . † حقيقه كنت اولا فى الفردوس جاءت ظروف الخطيه فالقت بى بعيداً .. وعادت الرحمه الالهية ، و دفعت الثمن عنىّ و فتحت كل ابواب الرجاء امامى ، فالفردوس المغلق انفتح بل السموات نفسها قد فتحت .. و الحمل المذبوح قائم فى السماء .. ارى دماؤه .. و فوق مذبحه ايضا ذبيحه الصليب .. و الشركه المقدسه تعطينى قوه باستمرار .. فكلما سرت اشعر بمزيد من القوه ، و كلما عبرت الايام لاحت امامى المدينه الخالده بانوارها الشارقه و فى هذه اللحظه الابتهاج الذى يغمرنى يونسينى كل هموم الحياه ، و كل احزانها ، هناك احباء فارقونا لهم فى قلوبنا مكانه خاصة ، تالمنا لفراقهم ولكن فرحنا .. لاننا مطمئنون انهم وصلوا بسلام وهم فى انتظارنا .. و نحن سوف نصل ايضا قريباً و ياتى غيرنا .. و هكذا الى انت تنتهى المسيره بمجئ الرب يسوع . وهنالك القضاء الالهى العادل ، هنالك على اليمين جماعه المؤمنين ، و هنالك على اليسار الخطاه لا يستطيع احد من هولاء ان يتحرك من مكانه جماعه المؤمنين الفرحين لايكمن ان يستبدلوا مكانهم هم بجانب الحمل ، بجانب المسيح القدوس ، بجانب رب المجد القائم و المنتصر .. اما الذين على اليسار ولو تطلعت اعينهم نحو اليمين مستحيل انهم يوصلوا لانهم عارفين اللى ارتكبوه.. كل خطيه لم يعترفوا بها ،و لم يندموا عليها ، بل بالاحرى كانوا بيفتخروا بها .. و كانوا يشربون الاثم كالماء ، كل واحد يرى خطيته مرصوصه و مصفوفه قدامه و هو شايفها و اللى مفكر ان الزمن طواها اتنبشت و اتكشفت و الكل شايفها حتى لو كان عملها فى الخفاء قديما بقيت النهارده فى العلانيه .. طيب ما كان احسن و اسهل و افضل كنا جينا للمسيح و انحنينا ذى ما انحنت المراه الخاطئه عند قدميه و زرفت الدموع و الثقه تملئها فى اعماقها انها سوف تنال المغفره .. لم تقول انا غلطت ولا حاجه ابداً ولا السامريه نطقت بكلمه ، لكن الاحاسيس اللى جواها كانت بتتكلم .. فية دموع افضل من الكلام .. فية احاسيس اقوى من اى تعبير ..آه لو ان اولئك الخطاه احسوا بالعظات ، قراؤا كتاب المسيح المقدس و أمنوا انه يغفر الخطايا .. اه ياجماعه الكتبه و الفريسيون يقولوا ازاى يغفر الخطيه ، وماحدش يقدر يغفرها غير ربنا ، طيب ما هوه ربنا .. هوه وحده القدوس .. الهى الظاهر فى الجسد القائم و الدائم و الموجود بيننا الان و هو اللى بيسمعنا كلامه و هو اللى بيبارك صلواتنا و هو اللى بيقدس ذبيحته معنا .. † الله قائم معنا و فى وسطنا ولما نيجى نقول له يا يسوع ، وبقلب تائب ، و بدمعه نازله نازفه ، ميه الميه هاحس بالغفران .. اجرى بسرعه للكنيسه و اقول يا ابونا صلى لاجلى .. بارك توبتى .. لكى ابقى فى المسيره المقدسه .. خطيتى قدمت توبة عنها ، صلى لاجلى لكى لا اعود اليها ووضعت فى قلبى أنة اول ما يضحك علىّ الشيطان هاجرى للمصلوب ،هاتمسك بخشبه الصليب ، هاقوله ولو صلبت معاك ، ولو حقيقه ذقت فى جسدى المسامير ، وكل الاشواك و الحراب ، الخطيه طعمها مر لا تعطى سلام و ليس فيها اى امان انما الوجود معاك يا يسوع هو وليمه العرس ، هو الفرحه الكامله ، هو البهجه الدائمه ،هو النصره ، التى تعطينى اوسمه المجد ، تعطينى تيجان الغلبه .. و ما عداها من مظاهر عالميه لا تغنى ، ولا تشبع ، ولا تفرح ، .. اظل عطشان و مهما شربت من العالم اظل عطشان ، احس بالعطش .. ياترى هاضحك على نفسى ؟ قد افرح ذاتى بمجموعه من المعاشرات الرديئه و اقدر اقول اه انا انبسطت ولكن كما يقولون تروح السكره و تيجى الحيره؟ . † لابد من صوت الله جوايا يقول لى ده خطأ ! استيقظ ايها النائم و قم من بين الاموات فيضئ لك المسيح .. الصوت الرنان الحلو العزب اللى تمتع بيه المؤمنين ، و باستمرار كانوا يقظين ، ووصلوا للسماء فرحانين وقولوا : نشكرك يارب ، ياما ساعدتنا ، احنا أرتكبنا أخطاء كثيرة ، لكن نشكرك يارب اعطيتنا الفرصه و بنعمتك لم تدع الفرصه تفلت مننا .. توبتنا و جبتنا اليك .. كان لينا الحظ الطيب مع اللص اليمين اللى استيقظ و ترك زميله يبالغ فى الاتهامات و فى التجديفات و فى اللعنات و يجارى العالم انما اللص اليمين صرخ من القلب صرخةً ،وصلت الى الرب قال : " اذكرنى يارب متى جئت فى ملكوتك " يسوع يقول له : بالحق اقول لك اليوم تكون معى فى الفردوس .. اللص يسبق و يقتحم الابواب المغلقه برفقه المسيح .. لعلى و لعلك نقول ابدا اللص ده كان من ضمن القتله و من ضمن المجرمين و من ضمن الناس الخطاه .. وهو يقول لزميله اننا بعدل جُزينا لكن هذا (المسيح) لم يفعل شئ ليس فى محله . وهوه بينصحه .. قد تاتينى و تاتيك النصيحه لاتفوت فرصه قد توصلك الى المجد ، تنقلك من العالم عالم المزله الى عالم البركه ، عالم الافراح والبركات السماوية . † المسيره لها بدايه بدايتها ميلاده الميلاد الجسدى و نهايتها الموت الجسدى و الفتره الزمنيه ما بين الميلاد و بين الانتقال فتره طالت ام قصرت فتره محسوبه ، ما بعدها غير محسوب مالهوش نهاية عند الانتقال من هذا العالم هذا الانتقال يوصل للسماء .. الى ماهو يسمو عن افكارنا جميعا بلا حدود ولا قيود ..افراح فى الارض لغايه حد معين نقول زهقنا او تعبنا انما فى السماء افراحنا تدوم و تتزايد و النفس تتهلل فى وجود ملك المجد .. هو الاله و شعبه و كنيسته انتقلت و بقيت هناك فى السماء حيث الملائكه بتهلل و القديسين بيرنموا ، و الكل بيقول ده شئ مالوش حدود .. و بيقول الحمد لله انتهت فتره الغربه بسلام ( غريب و رجع الى وطنه ) اللى كان محروم منه .. انتهت ايام الالم ، ايام الضيق ، الامراض ، و العلاج و الادويه ، و الاحزان و النكد ،و الحروب و اخبار الحروب ، و الزلازل ، و كل البلايا الموجوده فى هذا العالم قد عبرناها و وصلنا الى امجاد السموات .. ايه هى الامجاد .. انا لا اقدر اقول ولا حتى بولس الرسول فيلسوف المسيحيه يقدر يقول قال عنها ما لم تراه عين وما لم تسمع به اذن وما لم يخطر على قلب بشر .. شئ لم يخطر على قلبك ، ولا عقلك ، ولا فكرك .. مهما حاولت .. † يشوف التلاميذ بطرس و يعقوب و يوحنا لمحه بسيطه على جبل التجلى .. يشوفوا المسيح فى مجده ، يقولوا يارب جيد ان نبقى ههنا .. عاوزين يقعدوا على طول ..يقول لهم يسوع انتم شوفتم لمحه بسيطه هذه اللمحه اطلاله ، اشراقه علشان تتكلم عنها و تسجلها وتعلنها و تشوف موسى وأيليا .. و تشوف كل العالم اللى سبقونا ، تشوف كل الاباء فى تجلياتهم هنالك لا تقول اه للجسد .. لقد انتهت اوجاعة و شهوات عبرت ، وكل طموحاتك العالميه لا قيمه لها ،اعمل بما يرضى بيه ضميرك ، أدى واجبك ، بما يامرك بيه مسيحك اموالك اؤتمنت عليها اصرف منها كما يقولك كتابك ماهو لحاجة الجسد فقط وماهو للاخرين علشان بعد كدة تشعر انك كنزت للسماء .. فى السماء مش هتلاقى هناك الفلوس ولا الذهب .. هاتلقى شئ غير هذا خالص تلقى فضل و نعمة المسيح وحنانة وحبة شوف لما تكون فى ضيقة ومحدش بيواسيك كم يكون الالم وحينما يرسل الرب صديقا يقول كلمات معزية تقول اة دة مرهم وسلوان يطيب جراحى .. † السماء هاتجد فيها الحب اللى ينزع كل الامك ، هايمسح كل دموعك .. انتهت ايام الالم وصرنا فى حياة السرور والسعادة ..الرب اللى قام من الاموات بيقيمنا من العثرات وبيطلب مننا بأستمرار ان احنا نجاهد والجهاد يكون جهاد بحق علشان يكون لينا نصيب فى المجد والهنا الذى قام منتصرأ هو الذى نرنم له دائما المسيح قام بالحقيقة قام يقيمنا بأستمرار عن يمينة وله السجود والكرامة الى الابد امين |
|