رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إِلَى الدَّهْرِ أُثَبِّتُ نَسْلَكَ، وَأَبْنِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ كُرْسِيَّكَ. سِلاَهْ [4]. لم يقل "أثبت أنسالك" بالجمع، إنما "نسلك" بالمفرد. وكما يقول الرسول بولس: "وأما المواعيد فقيلت في إبراهيم وفي نسله. لا يقول في الأنسال كأنه عن كثيرين، بل كأنه عن واحدٍ، وفي نسلك الذي هو المسيح" (غل 3: 16). لقد تحقق حرفيًا مع داود وابنه سليمان. لكن غاية هذا الميثاق الكشف عن دور السيد المسيح، كلمة الله الذي أخذ شكل العبد، وصار إنسانًا ليدخل بالبشر في عهدٍ جديدٍ، يتمتعون بالمصالحة مع الآب، وينعمون بشركة المجد الأبدي. هذا ما أعلنه الملاك جبرائيل عند بشارته بالتجسد الإلهي: "وها أنتِ ستحبلين وتلدين ابنًا، وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيمًا، وابن العلي يُدعى، ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لملكه نهاية" (لو 1: 31-33). هذا العهد تثبت بقسمٍ (1 صم 20: 3؛ صم 19: 23؛ عب 6: 16)، وهو عصب النبوات، وموضوع تسبيح المرتلين عبر الأجيال، ويبقى سرّ فرح وبهجة الكنيسة إلى يوم مجيء ملك الملوك في اليوم الأخير، بل وموضوع تسبيح السمائيين أنفسهم (رؤ 5: 6-14). * "وأبني إلى جيلٍ فجيلٍ كرسيك". يُبنى كرسي الله على جيلين كما قلنا، على المختونين بالطبع وعلى الأمم. القديس جيروم يرى القديس أغسطينوس أن عرش الله فينا، وأنه يحكم فينا، هذا هو الجيل الأول، لكنه سيأتي أيضًا في يوم قيامة الأموات ويجلس إلى الأبد، هذا هو الجيل الآخر. * ما هو نسل داود إلا نسل إبراهيم، وما هو نسل إبراهيم، يقول: "وفي نسلك الذي هو المسيح" (غل 3: 16)... لنأخذ أيها الإخوة الكلمات: "أثبت نسلك إلى الأبد"، ليس فقط بخصوص جسد المسيح المولود من العذراء مريم، بل وأيضًا نحن كلنا الذين نؤمن بالمسيح، إذ نحن أعضاء هذا الرأس. هذا الجسد لا يُمكن عزله عن رأسه. إن كان الرأس في مجدٍ إلى الأبد، هكذا أيضًا الأعضاء، هكذا يبقى المسيح بكليته إلى الأبد... "أبني إلى دورٍ (جيلٍ) فآخر كرسيك". الآن للمسيح كرسي فينا. كرسيه مُقام فينا. فلو لم يجلس فينا ما كان يحكم علينا، وإن لم يحكمنا لما كان يجلس فينا. إنه يجلس فينا ويحكم علينا. وسيجلس في جيلٍ آخر عندما يأتي في قيامة الأموات. القديس أغسطينوس |
|