رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شخصيات الكتاب المقدس
بقلم القس يوسف قسطة ملخّص الكتاب يتمحور هذا الكتاب حول شخصيات رجالات الله المباركه التي تعثرت في ميادين الحياة وقامت بقوة مجيده على سبيل المثال :يونان ,يعقوب,عيسو .كما يتشاهد بأعظم الشخصيات التي كانت مثال يحتذى به على مرّ العصور ومنهم ربنا والهنا الرب يسوع ,يوحنا المعمدان,يوسف,كرنيليوس,موسى,يعبيص واخنوخ ويركز على مواقفهم المجيده كلٌ بدوره ذاكراً اهمية الإقتداء بهم بحسب ملخص حياتهم فلكل منهم دور لتتميم مشيئة الله الى يومنا هذا. |
09 - 04 - 2020, 02:55 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شخصيات الكتاب المقدس
المقدمة
هذا الكتاب هو مجموعة من المقالات عن بعض شخصيات الكتاب المقدّس، كانت مجلّة "الغريب" قد تولّت نشرها تباعاً في أعدادها (ما خلا بعض الفقرات) منذ عام 1960. لم يخطر لي في بال، في بادئ الأمر، أنه سيأتي يوم تُجمع فيه هذه المقالات في كتاب واحد. غير أنّ إقبال القرّاء عليها من ناحية، وتشجيع الأخوة والأصدقاء من ناحية أخرى دفعاني للقيام بمحاولتي الأولى هذه. أضف إلى ذلك، أن بعض المجلاّت المصرية المسيحية قد اقتبست ونقلت بعضاً من هذه المقالات على صفحاتها ليتسنّى لقرّائها الاطّلاع عليها. لذلك عمدتُ مؤخّراً إلى جمع تلك المقالات وتنقيحها وتسميتها "الجزء الأوّل" على أمل أن تصدر أجزاء أخرى في نفس الموضوع في المستقبل أن شاء الربّ. فإلى الله أضرع، وأنا أضع هذا الجزء بين أيدي القرّاء، أن يجعله بركةً لهم ولكثيرين وأن يستخدمه لمجد المسيح ربّنا. القس يوسف قسطة |
||||
14 - 04 - 2020, 02:45 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شخصيات الكتاب المقدس
أخنوخ الذي مشى في سن الخامسة والستين تك 5: 18-24 عب 11: 5 كان أخنوخ رجلاً عادياً مثلنا في كلّ شيء. كان، كما قال يعقوب عن إيليا "إنساناً تحت الآلام مثلنا" ـ أي من صفّنا وصنفنا. فهو لم يجترح أيةً ولا قام بمعجزة لم يؤسس مملكةً ولا بنى أسطولاً لم ينظّم جيشاً ولا خاض حرباً لم يؤلّف كتاباً ولا نظم شعراً لم يرسم صورةً ولا ألّف سيمفونيةً لم يكن أميراً ولا وزيراً ولا زعيماً ولا طبيباً ولا محامياً ولا مهندساً. كما أنّه لم يكن من رجال المال والأعمال ولا من العلماء والفنيين ولا من الأفذاذ في التاريخ. كان رجلاً عادياً بكلّ ما في الكلمة من معنى. لكن ما سجّله الكتاب المقدّس عنه، بكلمات قليلة ومعدودة، لهو في عُرفي أفضل وأهمّ وأعظم من كلّ الكتب والمجلّدات التي كتبت عن غيره أبناء آدم. وهاكَ ما قاله الكتاب في عهديه عن أخنوخ: 1- سار مع الله ـ وهل هناك أروع وأجمل من رفقة الله والسير معه؟ فهو لم يركض مع الله وهو لم يقفز مع الله بل مشى مع الله … لأنّ السير مع الله هو خطوة فخطوة. وقد دامت تلك المسيرة ثلاث مئة سنة لم يشعر أخنوخ خلالها: بضجر أو سأم بتعب أو ندم ما أكثر بركات السير مع الله: نوح سار مع الله فاستخدمه الله يوسف سار مع الله فحفظه الله دانيال سار مع الله فأحبّه الله وكذلك أخنوخ سار مع الله فرافقه الله فتمّ فيه ما قيل عن إبراهيم السائر مع الله، أنه صار خليل الله. وتمّ فيه ما قيل عن آدم أنه كان يسمع صوت الله ماشياً يخاطبه ويحادثه. وتمّ فيه ما قاله إيليا عن نفسه "حيّ هو الربّ الذي أنا واقف أمامه". وبكلمات أخرى، عاش أخنوخ حياته في الحضرة الإلهيّة. جدير بالملاحظة أن أخنوخ بدأ حياته مع الله منذ أن ولد طفله الأول. "وسار أخنوخ مع الله بعدما ولد متوشالح ثلاث مئة سنة …". لقد عاش سنيه المس والستين الأولى من حياته حياةً اعتيادية. فكان كغيره من الناس: يفكّر كما يفكّرون ويتكلّم كما يتكلّمون ويتصرّف كما يتصرّفون ويعيش كما يعيشون. ثم فجأةً تغيّر كل شيء. ولد الطفل المنتظر، وما أن أخذه أخنوخ بين يديه ورأى صورته فيه حتى طرأ تغيير عجيب على حياته وأصبح إنساناً جديداً. نعم، أخذ منه الفرح كلّ مأخذ وقدّر عطيّة الله له كلّ التقدير، فما كان منه إلاّ أن قابل العطيّة بعطيّة ـ أعطى نفسه كليّةً لله. ما أعجب طرق الله! فما عجزت عن عمله سنوّه الخمس والستون استطاعه ذلك الطفل في يوم واحد. ما أجمل الصورة: ابنه على ذراعيه وإلهه في قلبه يا ليت كلّ الوالدين يتمثّلون بأخنوخ فيقدّرون عطايا الله ويبادلونه بالمثل. 2- أرضى الله ـ " شهد له بأنّه قد أرضى الله". ومن هو الذي شهد؟ الله. شهد الله لداود بقوله "وجدت داود بن يسّى حسب قلبي". وشهد الله لأيوب بقوله "ليس مثله في الأرض رجل كامل ومستقيم..". وشهد الله لدانيال إذ وضعه في صفّ واحد مع نوح وأيوب (حزقيال 14: 14). وشهد الله لموسى بقوله "لم يقم نبي في إسرائيل مثل موسى". وشهد الله لابنه بقوله "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت". وشهد الله كذلك لأخنوخ بأنه حاز رضاه... أيها القارئ العزيز! هذا هو المهم. متى رضي الله فلا تهتمّ إن رضي الناس أم لا... لكن أخنوخ شُهد له من الناس أيضاً. فقد لاحظوا التغيير الذي طرأ على حياته. لاحظوا أقواله وأعماله وتصرّفاته وحركاته. فوجدوا أن "الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكلّ قد صار جديداً". كيف لا يشهد الناس له وقد رأوه يطرح عنه كلّ خبثٍ وشرّ ورياء وحسد ونميمة! كيف لا يشهد الناس له وقد رأوا أنه خلع الإنسان العتيق وتسربل بالجديد! كيف لا يشهد الناس له وقد رأوه يعيش في الروح ويسلك في الروح ويثمر ثمار الروح التي هي "فرح، سلام، طولا أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، نعفف" وأمثال هذه. شهدوا له لأن النور لا يمكن أن يخفى شهدوا له كما شهد فرعون ليوسف وكما شهدت الملكة لدانيال وكم شهدت الجارية لبولس كيف جرى هذا الانقلاب؟ كيف استطاع أن يرضي الله؟ بالإيمان. لأنه "بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه…" (عبرانيين 11: 6). آمن أن الله موجود. وآمن أن الله يجازي الذين يطلبونه. فطلب الله ـ فوجد الله. كان الله من نصيبه وفي قلبه وإلى جانبه. وكان الله له رباً وحبيباً وصاحباً. وكان شعاره ما قاله داود "جعلت الربّ أمامي في كلّ حين، لأنه عن يميني فلا أتزعزع". وأرضى الله أيضاً بأمانته. فالأمانة من الإيمان. كان أميناً في خدمته، كان أميناً في استخدام الوزنة التي أعطاه إياها الله. كان أميناً في إضرام الموهبة التي فيه. وما هي تلك الموهبة؟ يُجيب العهد الجديد على هذا السؤال قائلاً إنها موهبة النبوّة. فلقد ذكر يهوذا في رسالته (14 و15) أن أخنوخ تنبّأ قائلاً: "هوذا قد جاء الربّ في ربوات قديسيه ليصنع دينونةً على الجميع فجّارهم على جميع أعمال فجورهم التي فجروا بها وعلى جميع الكلمات الصعبة التي تكلّم بها عليه خطاة فجّار". فلولا يهوذا لما علمنا شيئاً عن موهبة أخنوخ. وكان أميناً في بيته وبين أفراد عائلته. فقد ربّى أخنوخ أولاده تربيةً صالحة في ظلّ مخافة الله. وقد أطال الله بعمر ابنه البكر متوشالح حتى أنه عاش وعاش وعاش لدرجة أن الناس ظنّوه لن يموت. عاش 969 سنة (العمر كلّه) ورأى أحفاده وأحفاد أحفاده، وأحفاد أحفاد أحفاده. وهذا يتّفق مع ما قاله الكتاب: "مخافة الربّ تزيد الأيّام". 3- نقله الله ـ "ولم يوجد لأنّ الله نقله". عاش أخنوخ وكأنّه لم يكن من سكان الدنيا. عاش وكأنّ رأسه في السماء ورجليه على الأرض. عاش مع الله رغم كونه بين البشر. إني أتصوّر أخنوخ وقد استيقظ في صباح يوم اختطافه وهو يحسّ بإحساس غريب. ثم ذهب كعادته إلى خلوته ولسان حاله يقول: يا طيب ساعاتٍ بها أخلو مع الحبيبْ يجري حديثي معه سراً ولا رقيـبْ صلّى كما لو لم يصلِّ من قبل. واستغرق في الصلاة والتأمّل والشركة مع الله على غرار ما حدث مع بطرس إذ كان يصلّي على السطح، وعلى غرار ما حدث مع يوحنا إذ كان في الروح في جزيرة بطمس. ولما عاد من خلوته كان وجهه كوجه ملاك. وهنا دار بينه وبين زوجته الحديث التالي: أخنوخ: إني أحسّ بشعورٍ غريب. زوجته: هل لك أن تخبرني ما هو؟ أخنوخ: أشعر أني غريب ونـزيل على الأرض. ومن جهة أخرى أحسّ بشوقٍ شديد إلى موطني السماوي. زوجته: لكنّك كنت تشعر بهذا من قبل أليس كذلك؟ أخنوخ: هذا صحيح، ولكنني اليوم أشعر به أكثر من أي وقت مضى. لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع الله. ذاك أفضل جداً. إني أحبّه وقد تعلّقت نفسي به، فلا أطيق العيش إلاّ بجواره. زوجته: أولستَ تعيش معه الآن؟ أخنوخ: نعم. لكن هناك أكون في صلةٍ أوثق وشركة أعمق مع من تحبّه نفسي. (وهنا أتصوّر أن أولاده سمعوا الحديث ودنوا منه. ثم تكلّم متوشالح). متوشالح: ما هذا الكلام الغريب الذي أسمعه؟ أخنوخ: لا أعرف كيف أجيبك يا ابني. إنّما أقول إني سعيد جداً. وأكاد أطير من الفرح. (وهتف قائلاً) ما أحلى يوم الارتقاء يوم الهنا يوم اللقاء هناك يحلو لي البقاء مغادراً دار الشقاء. وبينما هو يتكلّم وصلت المركبة السماوية، تحفّ بها الأجناد الملائكيّة. فنـزل منها ملاكان وتقدّما منه قائلين: "قد أرسلنا الله لكي نأخذك معنا وها العربة في انتظارك". فهتف أخنوخ: "هللويا". ثم أمسكه الملاكان (كما فعلا عند إخراج لوط من سدوم) وأصعداه إلى العربة. وصاح أحدهما: "إلى المجد... إلى المجد!". تحرّك الموكب باتجاه أورشليم السماوية. وهكذا ارتفع عنهم وهم ينظرون باندهاش واستغراب. وهنا صاح متوشالح (كما فعل اليشع عند صعود إيليا): "يا أبي، يا أبي …!". ثم اختفى أخنوخ عن الأبصار... وهكذا انتقل من مجد الإيمان إلى مجد العيان، من المجال الضيّق إلى المجال الرّحب، من دار الوجود إلى دار الخلود. إن اختبار أخنوخ هو صورة مصغّرة عن اختطاف المؤمنين الأحياء عند مجيء الربّ. فهو لم يرقد لكنّه تغيّر في لحظة في طرفة عين عند سماع صوت دعوة الله. فلبس الفاسدُ عدم فساد ولبس المائتُ عدم موت وابتُلع الموت إلى غلبة. ثم اختُطف ليكون كلّ حين مع الرب. أخنوخ سار مع الله وكلّ من سار على الدرب … وصل. |
||||
14 - 04 - 2020, 02:45 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شخصيات الكتاب المقدس
عيسو أكلة مجدّرة جعَلت حياته مُكدّرة تك 25 وما بعده عيسو، كبعض الشباب في عصرنا الحاضر، كان يتباهى بقامته ويعتزّ بمقدرته وقوة عضلاته. وُلد خشناً أشعر، وعاش حياةً كلّها خشونة. دعاه الكتاب "إنسان البرية" لأنّه كان مولعاً بصيد الحيوانات البرية على اختلاف أنواعها. ويُرجّح أنه كان يلتقي في أحايين كثيرة ببعض الحيوانات المفترسة وكان بسبب قوة بأسه ورباطة جأشه يقضي عليها. ولا بدّ أنه كلّما رجع إلى بيته، كان يروي لأهله قصصه البطولية واختباراته في البرية، وهذا مما زاده غروراً واعتداداً بنفسه. كان يعيش لنفسه ولساعته وكل ما كان خارجاً عن نطاق ذاته كان بلا أدنى قيمة. كان شعاره على حدّ تعبير اليوم: "عصفور في اليد ولا عشرة على الشجرة". لنتأمّل نقاط الضعف عند عيسو لعلّنا نتّعظ ونعتبر. 1- غلبَتْه شهيّته وشراهته: كان عيسو من جماعة "بطن ملان ـ كيف تمام". كان أكولاً شرهاً يأكل أضعاف ما يأكل غيره وقد جعل من معدته إلهاً له. فكلّما اشتمّ رائحة الطعام كانت عزيمته تخور. أكلة طيبة كانت عنده تساوي الدنيا. كيف لا والأكلة من النوع الذي يحبّ ـ عدس أحمر. فيما أن اهتمامه كان يدور حول نفسه، اختار أن يتمتّع بالأكل الشهيّ لساعة دونما أدنى حساب للعاقبة الوخيمة. وكانت النتيجة أنه: 2- استبدل الغالي بالبالي ـ كانت البكوريّة ذات امتيازات عظيمة لصاحبها. فمن الوجهة الزمنية كان البكر كوليّ العهد عند الملوك اليوم: له اعتبار خاص ومقام خاص وحقوق وامتيازات خاصة. كانت حصّته في الميراث حصّة الأسد. أضف إلى ذلك بركة ورضى والديه. أما من الوجهة الروحية فكان البكر، على حدّ قول ف.ب.ماير، "كاهن الأسرة أو العشيرة، ومستودع الأسرار الإلهية وناقلها إلى البشرية، وحلقة في سلسلة النسب الذي يولد منه المسح. وكان لصاحب البكورية حقّ نوال القوة والاقتدار مع الله والناس، وحقّ استلام وتسليم مشعل رجاء المسيّا، وحقّ وراثة المواعيد والعهود التي قطعها الله لإبراهيم، وحقّ القيام بين أبطال العالم في الحياة الروحيّة، وحقّ الإقامة كأحد غرباء الأبدية دون أن يُطالب بوطأة قدم لأنّ السماء كلّها مضمونة له". أما صاحبنا عيسو فقد ضرب بكلّ هذه الامتيازات عرض الحائط وظنّ أنه لن يعيش ذلك العمر الذي يتيح له التمتّع بهذه كلّها. فقال "هاأنا ماضٍ إلى الموت. فلماذا لي بكوريّة؟"، وكأن لسان حاله يقول: " لنأكل ونشرب لأننا غداً سنموت". فكان أن احتقر البكورية وباعها لأخيه مقابل شيء تافه جداً ـ صحن من المجدّرة. يا للغباوة!! استبدل الغالي بالرخيص استبدل القيّم بالزهيد استبدل الباقي بالبائد أخي القارئ، كم من مرة تبيع بكوريّة نفسك الخالدة بما هو أتفه من العدس الذي أكله عيسو. إنّك تبيعها مقابل: غـرور الخطية أو منفعة مادية أو شهوة دنيّة أو متعة وقتية 3- تزوّج بفتيات أجنبيات ـ اتّخذ عيسو لنفسه زوجتين: يهوديت وبسمة وكلتاهما غريبتان. وهذا الأمر، كما نفهم من كلمة الله، يتنافى مع المبادئ والمقاصد الإلهية. لهذا نقرأ في الكتاب أنهما "كانتا مرارة نفسٍ لإسحق ورفقة". نحن نذكر ما قاله إبراهيم ـ جدّ عيسو ـ لعبده أليعازر الدمشقي حين طلب إليه أن يجد زوجةً لابنه اسحق. قال "أستحلفك بالربّ… أن لا تأخذ زوجةً لابني من بنات الكنعانيين… بل إلى أرضي وإلى عشيرتي تذهب وتأخذ زوجةً لابني اسحق" (تكوين 24: 3و4). والسبب هو أن إبراهيم كان أميناً للربّ وعرف أن الالتصاق بالأجانب خطيّة قبيحة في نظر الله. بسببها أهلك الله العالم القديم بالطوفان بسببها ساد بيت اسحق جو من الحزن والمرارة بسببها غضب الله على شعبه مراراً بسببها ارتدّ الكثيرون من الكهنة وخدّام الله بسببها انقاد سليمان الحكيم إلى الحماقة وبسببها تتحطّم حياة الكثيرين في عصرنا الحاضر قال الرسول بولس "أية شركة للنور مع الظلمة... وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن". احذر أيها المؤمن المرأة الأجنبية التي تغرّك بمظهرها وأناقتها وكلامها الملق المعسول. فإنها "طرحت الكثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء". حقاً إن "الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً". لقد حصد عيسو ما قد زرع فكان أن: 4- خسر الأرضيات والسماويات ـ نعم خسر خسارةً لا تعوّض: بركة الأب ورضى الرب. عوض أن يكون سيّداً صار عبداً مَسُوداً عوض أن يتمتّع بالخيرات صارت أرضه بلا دسم عوض أن يعيش بسلامٍ صار يعيش بسفه ما أصدق كلمات يسوع حين قال "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه". وما أصدق نصيحة يسوع حين قال "اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية". وأخيراً … 5- أحسّ بالندم بعد العدم ـ "لم يجد للتوبة مكاناً مع أنه طلبها بدموع". لقد استيقظ ضميره من سباته العميق ولكن بعد فوات الفرصة. فالشيء الذي احتقره واستخفّ به كان جديراً بأن يحظى باهتمامه قبل كل شيء، لكنّه لم يضع الأمور الأهمّ أولاً. وهل يمكن عمل شيء مع شاب مغرور ومتعدّ بنفسه؟! ما أكثر الشباب والشابات في عصرنا الحاضر الذين هم على شاكلة عيسو، يحيون حياة اللّهو والعبث ويزدرون بالأمور الأبدية. وما أن يمرّ قطار العمر السريع حتى يستفيقوا لأنفسهم فيندمون أشدّ الندم ولات ساعة مندم. هؤلاء يصحّ فيهم قول الربّ "ويل لكم أيها الضاحكون… لأنّكم ستبكون". يا من تقرأ هذه الكلمات. ابكِ هنا لئلاّ تبكي هناك اندم هنا لئلاّ تصرخ هناك اصرخ هنا لئلاّ تصرخ هناك لأن هنا… الخلاص والغفران وهناك… البكاء وصرير الأسنان وهنا … الراحة والسلام وهناك … عذاب إلى أبد الآبدين هنا … الحياة والسعادة وهناك … الموت الثاني الشيطان يقول لك: أجّل … والربّ يقول لك: عجّل … فلأيّ منهما تسمع؟ |
||||
24 - 04 - 2020, 03:17 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شخصيات الكتاب المقدس
يعقوب اللاّزمات في الأزمات
كانت حياة يعقوب عبارة عن سلسلة من الأزمات، لا يكاد ينتهي من واحدة حتى تواجهه أخرى. 1- تأكّد من حراسة الله له: "وأما يعقوب فمضى في طريقه ولاقاه ملائكة الله.فقد واجه أزمة بسبب البكورية وقد واجه أزمة بسبب البركة وقد واجه أزمة بسبب خاله وقد واجه أزمة بسبب زواجه وقد واجه أزمة بسبب أخيه القادم للقائه مع أربع مئة رجل وقد واجه أزمة بسبب ابنته دينة وقد واجه أزمة بسبب ابنه يوسف وقد واجه أزمة بسبب ابنيه شمعون وبنيامين غير أن هذه الأزمات، رغم ما لاقى فيها من صعوبات، لم تزده إلاّ صلابةً وقوةً وبأساً. فالأزمات تمحص الإيمان والأزمات تجوهر الحياة والأزمات تخلق الرجال ـ بل هي محكّ الرجال، كل هذه صادفها يعقوب وعرف كيف يختارها. هل تعرف كيف؟ وقال يعقوب إذ رآهم هذا جيش الله. فدعا اسم ذلك المكان محنايم". (تكوين 32: 1و3). 2- حكّم عقله على عاطفته: "فخاف يعقوب جداً وضاق به الأمر.إن الكلمة "محنايم" تعني في اللغة العبرانية جيشين. وهذا يعني أن الله أرسل جيشين من الملائكة إلى يعقوب ليشجّعه ويعزّيه ويحرسه في محنته وضيقته. ملاك واحد كان كافياً للقيام بهذه المهمة إلاّ أن الربّ، زيادةً منه في تأكيد الحماية والعناية، أرسل فرقتين من أفراد الحرس السماوي ورجال الحاشية الملكية. "ملاك الربّ حالّ حول خائفيه وينجّيهم" (مزمور 34: 7). لذلك تأكّد يعقوب أن الله كان معه. ومن كان الله معه لا خوف منه أو عليه. فقسم القوم الذين معه … إلى جيشين. وقال إن جاء عيسو إلى الجيش الآخر وضربه يكون الجيش الباقي ناجياً". (تكوين 32: 7و8). 3- التجأ إلى الصلاة: "وقال يعقوب: يا إله أبي إبراهيم وإله أبي اسحق الربّ الذي قال لي ارجع إلى أرضك وإلى عشيرتك فأحسن إليك.إن استخدام العاطفة في وقت الشدّة والضيق يؤدي بالإنسان إلى الانسياق للخوف واليأس. هذا ما شعر به يعقوب في بادئ الأمر. إلاّ أنه لم يسمح لنفسه أن يقع فريسةً لخوفه بل أدرك أن الاستسلام للعاطفة هو كالاستسلام للعاصفة ـ تقود الإنسان حيث لا يشاء. لذلك غلّب العقل على العاطفة في ذلك الظرف الحرج. وهكذا توصّل إلى إيجاد حلّ جزئيّ للأزمة، فقسّم القوم إلى جيشين. وهنا لا بدّ من التساؤل: هل قسّم يعقوب القوم إلى جيشين لأنه رأى الملائمة بشكل جيشين؟ أم هل قسّم يعقوب القوم إلى جيشين لأنه كان خبيراً في فنون القتال؟ أم هل قسّم يعقوب القوم إلى جيشين لأنه ظنّ أن في ذلك إيهاماً لأخيه؟ الله يعلم. أما ما نعلمه نحن فهو أن يعقوب برهن بعمله هذا أنه كان رجلاً يعرف متى يستخدم عقله. أضف إلى ذلك استخدامه دبلوماسيته اليعقوبية بإرساله عبيده وهم محمّلون بالهدايا لترضّى وجه أخيه عيسو. صغير أنا عن جميع ألطافك وجميع الأمانة التي صنعت إلى عبدك. فإني بعصاي عبرت هذا الأردنّ والآن قد صرت جيشين. نجّني من يد أخي من يد عيسو. لأني خائف منه أن يأتي ويضربني الأم مع البنين. وأنت قلت إني أحسن إليك وأجعل نسلك كرمل البحر الذي لا يعدّ للكثرة". (تكوين 32: 9-12). وقت الأزمات يجب أن يكون وقتاً للصلاة. ربما استوحى الرسول يعقوب عن "سميّه" في العهد القديم هذه الفكرة حين قال "أعَلى أحدٍ بينكم مشقّات فليُصلِّ". هذا بالإضافة إلى كونه شخصياً رجل صلاة. كان يعقوب قد رأى الملائكة في بادئ الأمر وتشجّع بمشاهدتهم لكنّه لم يفزع إليهم في ساعة ضيقة بل فزع إلى ربّ الملائكة ـ الله ـ من حيث يأتي عونه. توجّه إلى الله بصلاة قلبيّة حارة جديرة بأن تتّخذ نموذجاً للصلوات المستجابة: كانت صلاة متواضعة 4- تمسّك بإيمانه: "فبقي يعقوب وحده. وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر. ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حقّ فخذه.فيها انسحاق فيها عدم استحقاق كانت صلاة معترفة بالجميل لأجل إعانة الربّ لأجل أمانة الربّ كانت صلاةً مؤسسة على المواعيد فالله هو القائل والله هو الفاعل كانت صرةً مركّزة تشمل عرضاً لحالته تشمل عرضاً لحاجته وكانت أيضاً صلاةً موجزة فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه. وقال أطلقني لأنه قد طلع الفجر. فقال لا أطلقك إن لم تباركني. فقال له ما اسمك. فقال يعقوب. فقال لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل إسرائيل. لأنك جاهدت مع الله والماس وقدرت. وسأل يعقوب وقال اخبرني باسمك. فقال لماذا تسأل عن اسمي. وباركه هناك" (تكوين 32: 24-29). ومن يتمسّك بإيمانه يتمسّك بإلهه. وما هذا الصراع سوى صورة واضحة عن كيفية التمسّك في الربّ بالإيمان. ويمكننا القول ـ (وأرجو هنا أن لا يسيء أحد فهمي) ـ أن يعقوب غلب الربّ بإيمانه. فالربّ لم يقدر عليه وقال له: أطلقني ويعقوب لم يفلت يديه وقال له: لا أطلقك وأخيراً اعترف الربّ بفوزه من هنا نرى أن يعقوب كان متشبّثاً بالربّ لدرجة أن الربّ لم يجد سبيلاً للإفلات منه حتى أعطاه سؤاله. هنيئاً لك يا يعقوب. لقد أعطيتنا درساً لن ننساه في معنى الإيمان الثابت الذي لا يتزعزع. ومن له إيمان عظيم كإيمانك: يستحقّ أن ينال البركة من الله يستحقّ أن يتمتّع بالشركة مع الله يستحقّ أن يربح المعركة مع الله ومن له إيمانٌ كإيمانك يستطيع أن يتحدّى الأزمات ولو جاءته بالمئات |
||||
08 - 05 - 2020, 04:09 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شخصيات الكتاب المقدس
موسى النبي الذي عرف متى يقول لا
عب 11: 23-27 الإيمان الحقيقي له وجهان كقطعة النقود: وجه إيجابي وآخر سلبي وجه يقبل وآخر يرفض وجه يقول نعم وآخر يقول لا فيجب عدم تقوية الواحد على حساب الآخر أو إظهار الواحد وإخفاء الآخر. فالنعم واللاّ يجب أن تسيرا جنباً إلى جنب ويداً بيد. هكذا فعل موسى كليم الحليم منذ أن وطئت قدماه عتبة الدنيا. فكما كان رجل الله كذلك كان رجل الـ (لا). 1- قال "لا" لفرعون: "بالإيمان موسى بعدما ولد أخفاه أبواه ثلاثة أشهر لأنهما رأيا الصبي جميلاً ولم يخشيا أمر الملك". ظنّ فرعون أنه هو المسيطر على زمام الأمور وأن مصائر البشر أصبحت في يده: يحيي من يشاء ويميت من يشاء. وكأني بالطفل موسى يقول ـ عبر والديه ـ للملك: لا، لن تقدر عليّ لن تقتلني فالله مجبري ونصيري وفي يده مصيري أنا لا أخشى البشر بل ربّ البشر فسأحيا رغم مراسيمك وفوق هذا أنت يا سيدي لست سوى عبد عند سيدي "هوذا إلهي الذي أعبده يستطيع أن ينجيني … وينقذني من يدك أيها الملك". "أنت قصدت بي شراً والله قصد بي خيراً". "لا أموت بل أحيا وأحدّث بأعمال الربّ". وكان له ما أراد. 2- قال "لا" لابنة فرعون: "بالإيمان موسى لما كبر أبى أن يدعى ابن ابنة فرعون". يقال أن هذه الأميرة كانت عاقراً لم ينعم الله عليها بأولاد. وفي ذات يوم نـزلت كعادتها لتستحمّ بمياه النيل المقدس وإذا بها ترى سفطاً بين الحلفاء وفي داخله صبي يبكي. فرقّت له وأخذته إلى قصرها وربّته واعتنت به كابن لها. ثم حملته إلى أبيها وأخبرته كيف وجدته. فسرّ به الملك جداً وأحبّه وعانقه ووعد أن يجعله وريثاً له بناءً على طلب ابنته. فعاش موسى حياة الرفاهيّة والأبّهة والمجد. وأصبح، بالإضافة إلى كونه وريث العرش، قائداً بارزاً بين القادة المصريين. ويُقال أيضاً أنه لما كبر كان ـ لجماله الأخّاذ ـ موضع أنظار الناس. فإذا سار في الطريق توقف الناس عن أعمالهم لكي ينظروا إلى جماله وطلعته. غير أن هذا كلّه لم يكن لينسيه ما هو أفضل وأبقى … فهو لم ينسَ ما تربّى عليه في طفولته وهو لم ينسَ شعبه وأبناء جلدته وهو لم ينسَ إلهه وديانة آبائه وهو لم ينسَ أن لله قصداً في حياته ولذا جاء يوم صمم فيه موسى أن يقول وداعاً لابنة فرعون ولحياة الراحة والبحبوحة ليلتحق بشعب الله المستبعد الذليل. ضحّى بقرابته للأميرة من أجل قرابته للمسيح. قال يسوع: "من يصنع مشيئة الله هو أخي وأختي وأمي". نبذ عبادة الشمس والنيل من أجل عبادة الله الحيّ. "هكذا يقول الرب... أنا الأول وأنا الآخر ولا إله غيري". ضحّى بأصدقائه في القصر وخارجه من أجل صداقته لأفراد شعب الله. "رفيق أنا لكل الذين يتّقونك". ضحّى بلقبه ـ سمو الأمير موسى ـ ليكون المجد كله لله. وكان لسان حاله "مجداً من الناس لست أقبل". ضحّى بالمسايرات ليكون في موقف يرضى عنه الله. كان كدانيال الذي "جعل في قلبه أنه لا يتنجّس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه". 3- قال "لا" لملذّات فرعون: "مفضّلاً بالأحرى أن يذلّ …على أن يكون له تمتّع وقتي بالخطيّة". والخطية التي يقصدها هنا هي الخطية نفسها الشائعة في معظم قصور ودور الملوك والأغنياء وذوي اليسار؛ إنها الملذّات واللّذات الدنيوية الجسدية الشهوانية. ألم تكن هذه خطية هيرودس الذي قطع رأس يوحنا؟ ألم تكن هذه خطية أغريباس الملك الذي تزوّج بأخته؟ ألم تكن هذه خطية فاروق ملك مصر السابق؟ كذلك كانت هذه الخطية خطية معظم الفراعنة المصريين في القديم. لا ينكر الكتاب المقدّس أن في الخطيّة شيئاً من المتعة. ولكنّه يضيف أن المتعة هي متعة عابرة ولأمد قصير. ولذا قال عنها أنها "تمتّع وقتي". وموسى قال لهذا التمتّع "لا" كما فعل يوسف الصدّيق من قبله حين قال لزوجة فوطيفار "لا". 4- قال "لا" لمال فرعون: "حاسباً عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر". شأن موسى كشأن كل من يخاف الله. ويخدمه خدمةً خلوصة. ما أشبهه ببطرس حين قال لسمون الساحر "لتكن فضّتك معك للهلاك …". ما أشبهه بإبراهيم حين قال لملك سدوم: "رفعت يديّ إلى الربّ … لا آخذن لا خيطاً ولا شراك نعل ولا من كل ما هو لك". ما أشبهه بدانيال حين قال لبيلشاصّر الملك "لتكن عطاياك لنفسك وهب هباتك لغيري". فهو لم يقدر أن يعبد ربين: الله والمال، فاختار الله وخدمته وترك المال وخدعته وبرهن على أنه كان تلميذاً حقيقياً للمسيح. كانت قصور الفراعنة آنذاك مليئة بالنقود والسبائك الذهبية. وكانت قبور الفراعنة آنذاك مليئة بالنواويس الذهبية على غرار ناووس توت عنخ آمون. أما لسان حال موسى فكان: أفضّل ربي على كل مال على كل كنـز عسير المنال على كل قصر وملك البطاح أفضل ربي بخمس الجراح ولا أملكنّ عرش العالمين وأبقى عبد الرجيم أفضّل ربي على كل كنـز العالم الثمين 5- قال "لا" لبلاد فرعون: "بالإيمان ترك مصر" في الوقت الذي كانت فيه مصر آنذاك وطنه". نعم، أحبّ مصر لكنّه أحبّ الربّ أكثر لأنه أحقّ بمحبته أكثر من أي شيء آخر في الوجود. الحقّ يقال أن موسى ترك كل شيء ليتبع الربّ ولذلك نال مئة ضعف في هذه الحياة ثم الحياة الأبدية. هذا هو موسى الذي قال نعم ليسوع ولا لكلّ شيء عداه. يا ليت لنا هذه الجرأة الأدبية نفسها لنجمع بين النعم واللا كأولاد الله. |
||||
08 - 05 - 2020, 04:10 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شخصيات الكتاب المقدس
من العبودية إلى رئاسة الوزارة
تك 30 وما بعده كان يوسف صورة مصغّرة عن الربّ يسوع المسيح، لأن أوجه الشبه بينهما كثيرة وعديدة. وإليك بعضها: كان الابن المحبوب عند أبيه (تكوين 37: 3) أرسل في مهمة حبية إلى أخوته (تكوين 37: 13) بيع بقليل من القطع الفضية (تكوين 37: 28) تجرّب … ولكن بلا خطية (تكوين 39: 7-12) تألّم بسبب خطايا الآخرين (تكوين 39: 20) ظُلم … لكنّه رُفع إلى يمين الملك (تكوين 41: 14) أنبأ بمجيء ضيقة عظيمة (تكوين 41: 29و30) اتّخذ لنفسه عروساً أممية (تكون 41: 45) غير أن هذا الشبه يعود إلى بعض السجايا التي كان يتحلّى بها هذا الشاب العصامي. 1- أمانته ـ كانت هذه الصفة بارزة في حياة يوسف فحظي بعون الله وعنايته رغم المصاعب. وفي النتيجة ارتفع إلى أعلى عليّين. لأن عيني الربّ على أمناء الأرض… ومن أجدر بهذه الصفة أكثر من أولاد الله ورجال الله وخدّام الله.؟! يوحنا كان أميناً رغم نفسه في بطمس دانيال كان أميناً رغم طرحه في جبّ الأسود موسى كان أميناً رغم احتماله عار المسيح أرميا كان أميناً رغم وضعه في السجن نحميا كان أمينا رغم المقاومة الشديدة. استير كانت أمينة رغم الخطر المحدق بها يسوع كان أميناً حتى الموت موت الصليب التلاميذ كانوا أمناء حتى الموت رغم الاضطهاد العنيف ويوسف كان أميناً في بيت سيّده المصري. وقد لاحظ سيّده ذلك فوكّله على بيته ودفع إلى يده كل ما كان له. كيف لاحظ فوطيفار أمانته؟ لا أعلم. ربّما من الطريقة التي كان يقوم فيها بعمله ربّما من الطريقة التي كان يصرف فيها وقته ربّما من الطريقة التي كان يكلّم بها سيدته ربّما من الطريقة التي كان يعبر فيها عن رأيه ربّما من الطريقة التي كان يهتمّ فيها بما بسيّده. المهم في الموضوع أنه كان أميناً ولأجل ذلك أنجح الربّ بيده كلّ ما كان يصنع وبارك فوطيفار بسببه. كذلك ظهرت أمانته في بيت السجن إذ جعل له الله نعمةً في عيني رئيس السجن. فكان أن دفع رئيس السجن إلى يد يوسف جميع الأسرى وككّله عليهم. وفوق الكل كان أميناً لإلهه رغم التجارب والحبائل التي حاول الشيطان إيقاعه بها. فخرج منها كلّها ظافراً منتصراً. أخي القارئ: "كن أميناً إلى الموت فٍسأعطيك إكليل الحياة". هذه هي وصية الربّ. من يعمل بها سوف يسمع صوته في ذلك اليوم العظيم قائلاً: "نعماً أيها العبد الصالح الأمين. كنتَ أميناً في القليل فأقيمك على الكثير. ادخل إلى فرح سيّدك". 2- طهارته ـ إنّ الجمال عند النساء والرجال كثيراً ما يكون فخّاً لهم ولغيرهم. وهذا ليس مدعاةً للافتخار بل يستوجب منا كلّ حذرٍ وانتباه وسهر لكي لا نسقط في التجربة التي تنشأ عنه. لقد تعرّض يوسف، بسبب جماله، لأقسى تجربة يتعرّض لها شاب. آه ما أكثر الشباب اليوم الذين ينحرفون وينجرفون وراء النجاسة والزنى! ما أكثر الشباب الذين يجنحون ويجمحون وراء إغراءات وإغواءات النساء! ما أكثر الشباب الذين تخدعهم شهوة العيون وشهوة الجسد. حبّذا لو أنهم يتّخذون من يوسف قدوة ومثالاً. نعم، هاجمته التجربة بأعنف صورها لكنّه تغلّب عليها باسم ربّ الجنود. كما تغلّب شمشون على الأسد الهصور كما تغلّب داود على الأسد والدبّ معاً كما تغلّب داود على جليات الجبار كما تغلّب الرسل على الأرواح الشريرة وسرّ انتصاره يرجع إلى أنه نظر إلى التجربة من ثلاث نواحٍ. لا، نظر إلى نفسه ـ كمخلوقٍ على صورة الله كمؤمنٍ صادق بالله كمن له شركة مع الله كمن يراه ويرعاه الله كمن ليس لنفسه بل لله كان كمن يقول لنفسه ما قاله يسوع "أعطوا لله ما لله". أو ما قاله بولس الرسول: "فآخذ أعضاء المسيح وأجعلها أعضاء زانية؟ حاشا". لقد عرف مقامه كرجل الله وقدر امتيازاته وعلاقته بخالقه. ثانياً، نظر إلى الخطيّة ـ وكأنّه قال في نفسه: الخطيّة دنسة ونجسة الخطية ردية ودنيّة الخطية مقيتة ومميتة الخطيّة شرّ وضرّ ومرّ أو على حدّ قول الشاعر:تعطيكَ من طرف اللسان حلاوةً وتروغ منك كما يروغ الثعلب". فلد يراعها بل نبذها واحتقرها بالرغم من أن الكثيرين ينظرون إليها كشيء تافه بسيط. وأخيراً، نظر إلى الله ـ عرف أن الخطيئة ضدّ الله وضدّ طبيعته القدوسة وسلطانه الشامل. فما كان منه إلاّ أن هرب لحياته إذ قال "كيف أصنع هذا الشرّ العظيم وأخطئ إلى الله" بالحق إن أفضل وسيلة للنجاة في التجارب والشهوات الشبابية هي الهرب منها. فإن كان الهرب في بعض الأمور هو ثلثا "المراجل" فالهرب من الشهرة هو كلّ "المراجل". قال الرسول بولس "أما الشهوات الشبابية فاهرب منها" (تيموثاوس الثانية 2: 22). 3- تواضعه ـ كثيرون من الناس يصابون بالكبرياء والبطر إذا حالفهم النجاح في الحياة لدرجة أنهم يظنون أنهم أصبحوا من طبقة غير طبقة الناس ومن جبلة غير جبلتهم، فيتنكّرون لأصدقائهم ويبتعدون عن أقربائهم ويحسبون أنفسهم أنصاف آلهة. غير أنّ يوسف كان عكس ذلك تماماً لأنه كان يعلم، كما قال الربّ، إن من يرفع نفسه يتّضع ومن يضع نفسه يرتفع، فلم ينسب لنفسه شيئاً من الحكمة والمعرفة بل أعطى المجد كله لله. ما أشبه تواضعه. بتواضع وليم كاري بتواضع إبراهيم لنكولن بتواضع بطرس ويوحنا وما أبعد تواضعه عن كبرياء هيرودس الذي أكله الدود فمات عن كبرياء الفريسي الذي صعد إلى الهيكل عن كبرياء نابليون حين قال "المستقبل لي" بعد أن تبوّأ مركزه الرفيع في المملكة لم يرد أن يغتنمها فرصةً ليفعل ما يفعله بعض الحكّام والمتسلّطين، لكنه بقي كما كان … يوسف الذي يخاف الله (تكوين 42: 18)، يوسف الوديع المتواضع. 4- محبّته ـ إن سيرة يوسف وسلوكه يظهر أنه كأنه كان من أبناء العهد الجديد كأنه كان يعرف القاعدة الذهبية كأنه سمع قول يسوع "أحبّوا أعداءكم" كأنه قرأ أصحاح 12: 21 من رسالة بولس إلى رومية كأنه كان يعرف الصلاة الربانية لم يرد يوسف أن يسيء إلى أخوته الذين قصدوا به شراً. مع العلم أنه كان بإمكانه أن يفعل ذلك لو أراد. لكنه قابل الإساءة بالحسنى، والبغضة بالمحبة. هذا يذكرنا بمعاملة داود لشاول هذا يذكرنا بموقف استفانوس من قاتليه هذا يذكرنا بمحبة يسوع لصالبيه فلما شاهد أخوته تحرّكت أحشاؤه وانفتحت ينابيع دموعه فسالت على وجهه مدراراً، بل تساقطت عَبَراته على وجوه أخوته إذ كان يُعانق كلاً منهم ويقبّله بمفرده (تكوين 45: 15). لقد صدق فرعون حين قال "هل نجد مثل هذا رجلاً فيه روح الله؟". ولقد صدق المرنّم حين قال: في الحبّ أمنٌ ونجاحْ في الحبّ سترٌ وسماحْ في الحبّ تكميلُ الصلاحْ فالحبّ يا نعمَ الوشاحْ صلاة: يا ربّ هاتِ ما عندكَ من يوسفين. آمين. |
||||
14 - 05 - 2020, 02:41 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شخصيات الكتاب المقدس
موسى النبي الذي عرف متى يقول لا
عب 11: 23-27 الإيمان الحقيقي له وجهان كقطعة النقود: وجه إيجابي وآخر سلبي وجه يقبل وآخر يرفض وجه يقول نعم وآخر يقول لا فيجب عدم تقوية الواحد على حساب الآخر أو إظهار الواحد وإخفاء الآخر. فالنعم واللاّ يجب أن تسيرا جنباً إلى جنب ويداً بيد. هكذا فعل موسى كليم الحليم منذ أن وطئت قدماه عتبة الدنيا. فكما كان رجل الله كذلك كان رجل الـ (لا). 1- قال "لا" لفرعون: "بالإيمان موسى بعدما ولد أخفاه أبواه ثلاثة أشهر لأنهما رأيا الصبي جميلاً ولم يخشيا أمر الملك". ظنّ فرعون أنه هو المسيطر على زمام الأمور وأن مصائر البشر أصبحت في يده: يحيي من يشاء ويميت من يشاء. وكأني بالطفل موسى يقول ـ عبر والديه ـ للملك: لا، لن تقدر عليّ لن تقتلني فالله مجبري ونصيري وفي يده مصيري أنا لا أخشى البشر بل ربّ البشر فسأحيا رغم مراسيمك وفوق هذا أنت يا سيدي لست سوى عبد عند سيدي "هوذا إلهي الذي أعبده يستطيع أن ينجيني … وينقذني من يدك أيها الملك". "أنت قصدت بي شراً والله قصد بي خيراً". "لا أموت بل أحيا وأحدّث بأعمال الربّ". وكان له ما أراد. 2- قال "لا" لابنة فرعون: "بالإيمان موسى لما كبر أبى أن يدعى ابن ابنة فرعون". يقال أن هذه الأميرة كانت عاقراً لم ينعم الله عليها بأولاد. وفي ذات يوم نـزلت كعادتها لتستحمّ بمياه النيل المقدس وإذا بها ترى سفطاً بين الحلفاء وفي داخله صبي يبكي. فرقّت له وأخذته إلى قصرها وربّته واعتنت به كابن لها. ثم حملته إلى أبيها وأخبرته كيف وجدته. فسرّ به الملك جداً وأحبّه وعانقه ووعد أن يجعله وريثاً له بناءً على طلب ابنته. فعاش موسى حياة الرفاهيّة والأبّهة والمجد. وأصبح، بالإضافة إلى كونه وريث العرش، قائداً بارزاً بين القادة المصريين. ويُقال أيضاً أنه لما كبر كان ـ لجماله الأخّاذ ـ موضع أنظار الناس. فإذا سار في الطريق توقف الناس عن أعمالهم لكي ينظروا إلى جماله وطلعته. غير أن هذا كلّه لم يكن لينسيه ما هو أفضل وأبقى … فهو لم ينسَ ما تربّى عليه في طفولته وهو لم ينسَ شعبه وأبناء جلدته وهو لم ينسَ إلهه وديانة آبائه وهو لم ينسَ أن لله قصداً في حياته ولذا جاء يوم صمم فيه موسى أن يقول وداعاً لابنة فرعون ولحياة الراحة والبحبوحة ليلتحق بشعب الله المستبعد الذليل. ضحّى بقرابته للأميرة من أجل قرابته للمسيح. قال يسوع: "من يصنع مشيئة الله هو أخي وأختي وأمي". نبذ عبادة الشمس والنيل من أجل عبادة الله الحيّ. "هكذا يقول الرب... أنا الأول وأنا الآخر ولا إله غيري". ضحّى بأصدقائه في القصر وخارجه من أجل صداقته لأفراد شعب الله. "رفيق أنا لكل الذين يتّقونك". ضحّى بلقبه ـ سمو الأمير موسى ـ ليكون المجد كله لله. وكان لسان حاله "مجداً من الناس لست أقبل". ضحّى بالمسايرات ليكون في موقف يرضى عنه الله. كان كدانيال الذي "جعل في قلبه أنه لا يتنجّس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه". 3- قال "لا" لملذّات فرعون: "مفضّلاً بالأحرى أن يذلّ …على أن يكون له تمتّع وقتي بالخطيّة". والخطية التي يقصدها هنا هي الخطية نفسها الشائعة في معظم قصور ودور الملوك والأغنياء وذوي اليسار؛ إنها الملذّات واللّذات الدنيوية الجسدية الشهوانية. ألم تكن هذه خطية هيرودس الذي قطع رأس يوحنا؟ ألم تكن هذه خطية أغريباس الملك الذي تزوّج بأخته؟ ألم تكن هذه خطية فاروق ملك مصر السابق؟ كذلك كانت هذه الخطية خطية معظم الفراعنة المصريين في القديم. لا ينكر الكتاب المقدّس أن في الخطيّة شيئاً من المتعة. ولكنّه يضيف أن المتعة هي متعة عابرة ولأمد قصير. ولذا قال عنها أنها "تمتّع وقتي". وموسى قال لهذا التمتّع "لا" كما فعل يوسف الصدّيق من قبله حين قال لزوجة فوطيفار "لا". 4- قال "لا" لمال فرعون: "حاسباً عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر". شأن موسى كشأن كل من يخاف الله. ويخدمه خدمةً خلوصة. ما أشبهه ببطرس حين قال لسمون الساحر "لتكن فضّتك معك للهلاك …". ما أشبهه بإبراهيم حين قال لملك سدوم: "رفعت يديّ إلى الربّ … لا آخذن لا خيطاً ولا شراك نعل ولا من كل ما هو لك". ما أشبهه بدانيال حين قال لبيلشاصّر الملك "لتكن عطاياك لنفسك وهب هباتك لغيري". فهو لم يقدر أن يعبد ربين: الله والمال، فاختار الله وخدمته وترك المال وخدعته وبرهن على أنه كان تلميذاً حقيقياً للمسيح. كانت قصور الفراعنة آنذاك مليئة بالنقود والسبائك الذهبية. وكانت قبور الفراعنة آنذاك مليئة بالنواويس الذهبية على غرار ناووس توت عنخ آمون. أما لسان حال موسى فكان: أفضّل ربي على كل مال على كل كنـز عسير المنال على كل قصر وملك البطاح أفضل ربي بخمس الجراح ولا أملكنّ عرش العالمين وأبقى عبد الرجيم أفضّل ربي على كل كنـز العالم الثمين 5- قال "لا" لبلاد فرعون: "بالإيمان ترك مصر" في الوقت الذي كانت فيه مصر آنذاك وطنه". نعم، أحبّ مصر لكنّه أحبّ الربّ أكثر لأنه أحقّ بمحبته أكثر من أي شيء آخر في الوجود. الحقّ يقال أن موسى ترك كل شيء ليتبع الربّ ولذلك نال مئة ضعف في هذه الحياة ثم الحياة الأبدية. هذا هو موسى الذي قال نعم ليسوع ولا لكلّ شيء عداه. يا ليت لنا هذه الجرأة الأدبية نفسها لنجمع بين النعم واللا كأولاد الله |
||||
14 - 05 - 2020, 03:34 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شخصيات الكتاب المقدس
القديس البار رومانوس العجائبي (القرن5م) 9 شباط غربي (22 شباط شرقي) كتب عنه ثيودوريتوس أسقف قورش في تاريخ نسّاك قورش (الفصل 11). لم يُفضِ بشأنه إلا بمعلومات قليلة، لكن ما أورده كاف لإعطاء فكرة واضحة عن جهاداتهالطيّبة. كان من مدينة روصوص الكيليكية. غادرها للنسك في أنطاكية. أقام عند سفح أحد الجبال في قلاية استعارها من أحد الشيوخ. هناك بقي إلى آخر أيامه. لم يُشعل ناراً ولا أضاء شمعة أو مشعلاً كل أيام حياته. طعامه كان كافياً لاستمراره في العيش وحسب، خبزاً وملحاً وماء. حمل على جسده سلاسل ثقيلة. لباسه كان المسوح وشعره الذي تركه على الطبيعة نما إلى أن بلغ قدميه وزاد فصار يربطه على وسطه كزنّار. رغم مظهره القاسي ونسكه الشديد كان على وداعة وتواضع كبيرين. النعمة الإلهية كانت تُشعّ من خلال أفعاله. حظي باحترام الآخرين له ومحبّتهم. كانت نصائحه مؤثِّرة، تلج الأذن إلى القلب بسهولة ويسر. كان يُحدِّث الآخرين عن الأخوّة والسلام والمحبة التي ينبغي أن تسودهم وتشدّهم الواحد إلى الآخر. كلامه كان بركة وتقديساً لكثيرين. كان، على مثال النحلة، يلتقط الفضائل من البراري الإلهية ويُكوِّن منها عسل السيرة النقية، لا لنفسه وحسب بل لآخرين أيضاً. إلى ذلك منّ عليه الرب الإله بموهبة شفاء المرضى. عواقر كثيرات أنجبن بفضل صلاته ومرضى عديدون بأمراض مستعصية برئوا بوساطته. رغم كل المواهب الفذّة التي أسبغها الروح القدس عليه كان ينظر إلى نفسه كمسكين وفقير. حين رقد بالرب كان قد امتلأ أيّاماً. لا نعرف متى كان ذلك بالضبط. نعيّد له بالإضافة إلى اليوم في 27 تشرين الثاني. |
||||
19 - 05 - 2020, 02:19 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شخصيات الكتاب المقدس
يعبيص بنيامين رقم 2
1 أخ 4: 9، 10 لا يخبرنا الكتاب المقدس شيئاً كثيراً عن يعبيص. كل ما نعرفه مدوّن في عددين لا غير من الأصحاح الرابع من سفر أخبار الأيام الأول. وهذا أقل شيء يمكن أن يقال عن إنسان هام. لذلك لا نستطيع أن نكتب عنه إلاّ من خلال ذينك العددين ومما يمكن أن يستوحى منهما. نستطيع أن نرى وجه شبه كبير بين يعبيص وبنيامين (بن أوني) ابن راحيل (تكوين35: 16-18). معنى اسميهما واحد كيفية ولادتهما واحدة كلاهما ولد بحزن كلاهما ولد بتعب كلاهما ولد بألم إلاّ أن "كسم" يعبيص لم يكن كاسمه إلاّ من حيث ترتيب أحرفه ـ لذلك قال عنه الكتاب أنه كان أشرف من أخوته. فهو كان من رجال: ي ـ يهوذا "وهؤلاء لأبي عيطم يزرعيل ويشما ويدباش واسم أختهم هصللفوني. وفنوئيل أبو جدور وعازر أو حوشة. هؤلاء بنو حور بكر أفراتة أبي بيت لحم. وكان لأشحور أبي تقوع امرتأن حلاة ونعرة. وولدت له نعرة أخزّام وحافر والتيماني والاخشتاري. هؤلاء بنو نعرة. وبنو حلاة صرث وصوحر واثنان. وقوص ولد عانوب وهصوبيبة وعشائر اخرحيل بن هارم". أسماء تسبب صداعاً شديداً في رأس قارئها. لكن.. ما أن يصل القارئ إلى العدد التاسع حتى تنفرج الأزمة. وهنا يبرز اسم يعبيص في قائمة أسماء رجال يهوذا وكأنه وردة عطرة بين أشواك سوسنة فواحة بين حجارة واحة خضراء في قلب صحراء نسمة باردة في جو حار قمر ساطع بين غيوم سوداء طود شامخ بين سهول ووديان مارد جبار بين أقزام صعاليك لذلك لم يكتفِ الكاتب بذكر اسمه كغيره من الأسماء بل كرّس له ثلاثة أسطر على الأقل. فيعبيص كان متفوّقاً في عشيرته، بارزاً بين أخوته.. لأنه كان أيضاً رجل: ع ـ علم يقول الكتّاب اليهود عن يعبيص أنه كان ناموسياً متعمّقاً في دقائق الشريعة. ويخبرنا كاتب سفر أخبار الأيام الأول في الأصحاح الثاني والعدد الخامس والخمسين أن إحدى مدن يهوذا كانت تدعى "يعبيص" وكان تسكنها الفئة المتعلمة والطبقة المثقفة من الناس، أي عشائر الكتبة. وهذا يقودنا طبعاً إلى التفكير بأن المدينة ربما دعيت بذلك الاسم تكريماً لرجل العلم العظيم يعبيص ـ كدت أقول الدكتور يعبيص. وهل هو بالأمر السهل أن يطلق اسم رجل على مدينة بكاملها؟ إذا أردنا أن نخلّد اليوم إنساناً عظيماً نطلق اسمه على شارع أو حي أو مؤسسة وليس على مدينة. أما يعبيص فقط أطلق اسمه على مدينة. أهو امتياز ليعبيص الرجل أو ليعبيص المدينة؟ لستن أدري! المهم عندي أن رجل العلم ـ لا سيّما العلم عن الله ـ يستحقّ كل تقدير وإكبار وتكريم. ب ـ بأس قال البعض أن يعبيص كان رجل حرب. وقد طلب إلى الربّ أن يباركه ويوسّع تخومه ويجعل يده معه ضدّ أعدائه الكنعانيين الذين كانوا في الأرض. والظاهر من استجابة الله لصلاته أنه قاد المعركة بنفسه حتى دحر الأعداء وسجل له ولشعبه انتصاراً رائعاً. وقال آخرون أنه كان رجل عمل وقد نذر أن يضع نفسه تحت تصرّف الله إذا ما استجاب له الربّ سؤله. فسواء كان هذا أم ذاك، نستطيع أن نتأكّد أن يعبيص كان رجل بأس وجهاد. وكل ما كان يفعله كان يفعله بكلّ قوته. فلا تأجيل ولا كسل ولا إهمال ليتنا نتعلّم من يعبيص، لأننا في معركة أشدّ ضراوة من معركته. ثم كان رجل: ي ـ يقين أي أنه كان رجل إيمان. وقد تغلّب إيمانه على اسمه ولد حزيناً لكنه لم يستسلم للحزن ولد تعباً لكنه لم يستسلم للتعب ولد ضعيفاً لكنه لم يستسلم للضعف "فكل شيء مستطاع للمؤمن" وهل يتعامل الله مع الإنسان ـ أي إنسان ـ على أساس غير أساس الإيمان؟ ألا نرى إيمانه عندما "دعا.. إله إسرائيل"؟ ألا نرى إيمانه في عهده ووعده؟ ألا نرى إيمانه في كرهه للخطية والشر؟ ثم نرى أن أكثر ما شرّفه هو كونه رجل: ص ـ صلاة "ودعا يعبيص إله إسرائيل" سأل كثيراً ونال كثيراً لأن "طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها" ويمكننا أن نلخّص صلاته بما يلي: إنها صلاة مختصرة إنها صلاة مركّزة طلب البركة طلب النصر طلب العون طلب القوة طلب الإرشاد طلب الحماية "فآتاه الله بما سأل". |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
شخصيات من الكتاب المقدس |
نوح شخصيات الكتاب المقدس |
من شخصيات الكتاب المقدس-نوح |
شخصيات الكتاب المقدس 1 |
شخصيات من الكتاب المقدس |