يعلق العلامة أوريجانوس على طمر الآبار بالتراب وعودة إسحق لنبش الآبار التي حفروها في أيام إبراهيم أبيه وطمسها الفلسطينيون بعد موت أبيه [18]،
قائلًا: [يحتقر الفلسطينيون المياه ويحبون الأرض، أما إسحق فيحب المياه ويبحث عن الآبار ويخلص الآبار القديمة كما يحفر آبارًا جديدة. لنتأمل في إسحق الذي "أسلم نفسه لأجلنا" (أف 5: 2)، فقد جاء إلى وادي جرار الذي يعني (الحائط) أو (الحاجز) (أف 2: 14)، جاء لينقض حائط السياج المتوسط، أي الخطية التي تفرق بيننا وبين الله ؛ ينقض الحاجز الذي بيننا وبين الفضائل الروحية، وبهذا "جعل الاثنين واحدًا" (أف 2: 14)، حاملًا الخراف الضالة على كتفيه على الجبال ليضمهم مع التسعة وتسعين غير المفقودين (15: 6؛ مت 28: 12). إسحق هذا. مخلصنا، إذ يكون في وادي جيرار يريد قبل كل شيء أن يحفر الآبار التي سبق فحفروها في أيام أبيه، أي يكشف آبار الناموس والأنبياء التي طمسها الفلسطينيون... لكن من هم هؤلاء الذين يملأون الآبار ترابًا؟ إنهم بلا شك الذين يقدمون الناموس بفكر أرضي جسداني، مبتعدين عن الغنى الروحي السرائري، فلا يشربون ولا يدعون الآخرين يشربون. اسمعوا ما يقوله إسحق مخلصنا، يسوع المسيح، في الإنجيل: "ويل لكم أيها الناموسيون لأنكم أخذتم مفتاح المعرفة، ما دخلتم أنتم والداخلون منعتموهم" (لو 11: 52) ].