ضباط الشرطة يهتفون أثناء تشييع الشهيد: ارحل يا مرسي كفاية كده .. والأم اشتري بدلة فرحه الأسبوع اللى فات .. ومات
وجه زملاء شهيد الأمن الوطنى فى سيناء النقيب محمد الأشقر، نقداً لاذعاً للإخوان خلال جنازته العسكرية، التى شيعت ظهر أمس من مسجد الشرطة بالدراسة، بحضور قيادات وزارة الداخلية، حيث تقدم الجنازة اللواء أسامة الصغير، مدير أمن القاهرة، واللواء جمال عبدالعال، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، واللواء حامد عوض، مدير إدارة الإعلام والعلاقات بالمديرية، واللواء عمرو شاكر، مدير إدارة العلاقات الداخلية بالإدارة العامة للإعلام والعلاقات، وعدد من قيادات وزارة الداخلية ومديرية أمن القاهرة، والمئات من زملاء الضابط الشهيد، وأقاربه وذويه وسط أجواء خيم عليها الحزن والبكاء.
وعقب انتهاء مراسم تشييع جثمان الشهيد، الذى وضع على سيارة إطفاء ملفوفاً بعلم مصر، ويتقدمه حملة الزهور، تلقى أهله وأقاربه واجب العزاء من قيادات وزارة الداخلية ومديرية أمن القاهرة وزملائه، وسيطرت حالة من البكاء الهستيرى الذى لم ينقطع على والدة الشهيد، سعاد على يوسف، أمينة مكتبة بالإدارة التعليمية بالمعادى، وكذلك شقيقات الشهيد وأزواجهن وسيدات من عائلة الشهيد.
وبمجرد خروج جثمان الشهيد ووضعه على سيارة الإطفاء، نادت والدته عليه قائلة: «رايح فين يا حمادة يا حبيبى»، ما جعل الجميع رجالاً ونساء وزملاء الشهيد ينخرطون فى البكاء، وقال اللواء بالمعاش سيد أبوشقرة، والد الشهيد، إنه يحتسب محمد شهيداً عند الله، وإنه الولد الوحيد على 3 بنات، وكان كل شىء بالنسبة له، وأضاف أنه كان يطلب من الله أن يمد فى عمره حتى يشهد حفل زفاف نجله، المقرر عقده يوم 27 من الشهر الجارى، لكنه لم يكن يتوقع أن يحضر مراسم جنازته، وهو الآن يطلب من الله أن يمد فى عمره حتى يشهد القبض وعقاب المتهمين المجرمين الذين قتلوا نجله. وبعد تشييع الجثمان اتجه الجميع إلى الفيوم، حيث مقابر عائلة الشهيد.
وقالت والدته إن محمد كان ابنها وشقيقها ووالدها وحبيبها وكل شىء لها فى الدنيا «هو اللى كان مالى علىّ وعلى والده حياتنا، خاصة بعد أن تزوجت البنات»، وأضافت أم الشهيد أنها كانت تنتظر يوم عودته بفروغ الصبر لتعود معه الابتسامة والفرحة للبيت، التى يأخذها معه عندما يسافر إلى عمله، وكان الشهيد دائماً يقول لها فى كل مرة يسافر فيها إلى عمله: «أنا خايف عليكى انتى وبابا من الحزن فى لحظة استشهادى، لأن البلد غير مستقرة ومش عارفين مين معانا ومين ضدنا، واحنا بنحارب مجهول فى سيناء»، لافتة إلى أنه جاء الأسبوع الماضى واشترى بدلة الفرح، وكانت إجازته بعد يومين، وكان ينوى إحضار كروت دعوات الزفاف، لكن الله لم يرد أن تراه أسرته عريساً فى الكوشة مع زوجته.
وقال النقيب علاء، زميل الشهيد: «قضينا 4 سنوات الدراسة فى كلية الشرطة مع بعض، ومن وقتها لم نفترق رغم أن كل واحد منا فى إدارة، إلا أن الشهيد كان دائم الاتصال والمقابلة معى، وكنت أتصل به على فترات متباعدة، لأننى أعلم جيداً حساسية جهاز الأمن الوطنى الذى يعمل فيه، لكنه كان أكرم منى فى الاتصال والسؤال عنى وعن أسرتى، حتى إننى فى كل لقاء كنت أسأله عن ميعاد زفافه، وكان يقول «مش عارف أنا حاسس إنى عمرى ماهتجوز». وأضاف: «لما كنت أسأله أقول له ليه يا محمد كان يرد ويقول الله أعلم أهو مجرد إحساس».
