أمر آخر نراه في حياة موسى أثناء الوقت الذي قضاه في مديان هو أنه عندما دعاه الله أخيراً إلى الخدمة، كان موسى مقاوماً. كان الرجل المتحمس في بداية حياته قد صار الآن في الثمانين من عمره، وأصبح متردداً بشكل زائد. عندما دعاه الله لكي يتكلم نيابة عنه، قال موسى "انَا ثَقِيلُ الْفَمِ وَاللِّسَانِ" (خروج 4: 10). يؤمن بعض المفسرين أن موسى ربما عانى من إعاقة في الكلام. ربما، ولكن في هذه الحالة يكون من المستغرب قول إسطفانوس أن موسى "كَانَ مُقْتَدِراً فِي الأَقْوَالِ وَالأَعْمَالِ" (أعمال الرسل 7: 22). ربما كان الأمر أن موسى لم يرغب في العودة إلى مصر والفشل مرة أخرى. وليس هذا شعوراً غير مألوف. فكم منا حاولوا فعل شيء (سواء كان لله أم لا) وفشلوا، ثم ترددوا في المحاولة مرة أخرى؟ يوجد أمرين يبدو أن موسى قد تجاهلهما. أولهما، التغيير الواضح الذي حدث في حياته أثناء الأربعين سنة. والإختلاف الآخر، والأهم، هو أن الله سيكون معه. فشل موسى في البداية، ليس بسبب تهوره فقط، ولكن بسبب تصرفه بدون الله. لذلك، فإن الدرس الذي نتعلمه هنا هو أنه عندما تسمع دعوة واضحة من الله، تقدم بالإيمان، عالماً أن الله يسير معك! لا تكن خائفاً ومتردداً، ولكن كن قوياً في الرب وفي شدة قوته (أفسس 6: 10).