رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أيها الأخوة والأبناء هذه هى سيرة السائرين فى طريق السماء سيرة الذين يعيشون على الأرض وكأنهم ليسوا على الأرض . هذه سيرة السمائيين على الأرض أو سيرة الأرضيين السمائيين . سيرة الملائكة الأرضيين أو سيرة الأرضيين من الملائكة . هذه هى سيرة الذين تحتاج الأرض أن يعيش هذا الطراز من الناس عليها ، ومن دون هؤلاء تصير الأرض نجسة وتصير الأرض حربا وشرا وقتالا ونزاعا وتكالبا على شئون المادة وعلى شئون الجسد . أما الذين طرحوا هذه الأمور ولم تكن لهم تعلقات بها ، هؤلاء الذين اتجهوا بقلوبهم إلى السماء بهم تتبارك الأرض ، وتصير الأرض خيرا وتصير الأرض سلاما . قال المسيح له المجد طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض . ما معنى أنهم يرثون الأرض ؟ معناها أنهم ملكوا بفضائلهم مشاعر الناس، وبهذه المشاعر التى كسبوها أمكنهم أن تخلّد أسماؤهم على أفواه الناس جميعا . وماذا يبتغى الإنسان من حياته على الأرض ؟! الأغنياء الذين سبقوا ملكوا ولكن إذا كانوا أشرارا انتهت حياتهم وسيرتهم وأسماؤهم بعد حياتهم ، وبدلا من أن يباركهم الناس صاروا يلعنونهم فلا يذكرون أسماءهم إلا ويلعنونهم ، وفيما عدا ذلك تموت أسماؤهم . من الذين بقيت أسماؤهم خالدة ؟ من الذين بقيت أسماؤهم على أفواه الناس باستمرار، هؤلاء هم الذين أنكروا شهوات الجسد وطرحوا المادة تحت أقدامهم واتجهوا إلى السماء ، الذين اختاروا الفقر طوعا ونذروا حياتهم للتعبد ، الذين عملوا الصالحات تركوا من ورائهم آثارا ، هذه الآثار هى التى تُخلّد ذكراهم والتى تخلّد أسماءهم وهؤلاء هم الذين ورثوا الأرض على الحقيقة . طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض ، راجعوا تاريخنا ، راجعوا تاريخ البشرية كلها ، من هم الذين خلدت أسماؤهم على التاريخ ؟ هؤلاء الذين استطاعوا أن يصنعوا شيئا لمواطنيهم وللشعوب وللآخرين، إما قدوة صالحة تركوها ، أو عملا مباركا استطاعوا به أن يخففوا بلوى البشرية وأن يحققوا خيرا للإنسانية . هؤلاء هم الذين ورثوا الأرض بمعنى أن أسماءهم خُلّدت ، وأصبحوا ليسوا أمواتا وإنما أحياء على الحقيقة على أحسن ماتكون الحياة. هذه السيرة العطرة التى للبابا كيرلس السادس هى التى خلّدت اسمه. |
|