إنه يثق فقط فيما يراه وفي القدرات والإمكانيات الطبيعية والمادية؛ ولهذا فإن الجسد لا يحب الصلاة. وهذا ما نراه في يعقوب. فقد عاش معظم حياته مستقلاً عن الله، يفكِّر في الحلول البشرية لكل مشكلة تواجهه دون أن يشعر بالحاجة إلى الله. خدع عيسو وأخذ منه البكورية بأكلة عدس. خدع أباه وأخذ البركة بأن انتحل شخصية عيسو. في خلاء مستوحش خرب لم يرفع قلبه ويصلِ طالبًا الحفظ والمعونة. في قرار الزواج لم يستشر الرب بل عينيه، فقد أعجبته راحيل لأنها كانت حسنة الصورة وحسنة النظر. لكي يُكوِّن ثروة لم يطلب من الرب النجاح بل لجأ إلى الوسائل البشرية، وكان يوحِّم الغنم عند مساقي المياه بحيث تكون الغنم القوية له والضعيفة للابان. وهو يواجه عيسو، قبل أن يصلي، قسم القوم إلى فريقين، وجهّز هدية كبيرة ليستعطف بها وجه عيسو. وهكذا كان منهج حياته أن يتكل على مهاراته وخبراته وقوته الجسدية أكثر كثيرًا من اتكاله على الرب. كان يستأمن نفسه أكثر مما يستأمن الله، وهذا منهج الجسد في التفكير واتخاذ القرارات، فلنحذر.