رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أين الله عندما أتألم؟ السؤال ده شاغل بال ناس كتير، ربنا فين وأنا عايش متألم؟ ربنا فين من صلاتي ودموعي وصراخي؟ ربنا سايبني ليه أعاني؟ ومش بس أنا وانت اللي بنسأل الأسئلة دي؛ إنما كمان الآباء القديسين عاشوا نفس المشاعر في فترات معينة من حياتهم، فنلاقي إن القديس داود النبي قال لربنا: "يا رب، لماذا تقف بعيدا؟ لماذا تختفي في أزمنة الضيق؟" (مزمور 10: 1) وقال كمان: "إلى متى يا رب تنساني كل النسيان؟ " (مزمور 13: 1) وأرميا النبي قال: "التحفت بالسحاب حتى لا تنفذ الصلاة" (مراثي أرميا 3: 44) والأمثلة كتيرة في الكتاب المقدس! طيب أيه الحكاية؟ هل فعلا ربنا ناسيني؟ هل فعلا ربنا واقف بعيد ومش راضي يسمع الصلاة؟ في الحقيقة هي دي المشاعر الإنسانية في لحظات الضعف، والروح القدس سمح إنه يقدملنا نماذج من المشاعر دي في الكتاب المقدس، لرجال الله القديسين، علشان يشجعنا ويطبطب على ضعفنا ويقولنا: متخافوش، حتى القديسين بيمروا بنفس الفترات دي. لازم نكون عارفين إن ربنا كأب لينا، يهمه جدا سلامنا وارتياحنا وفرحنا وأبديتنا، علشان كدا لما بنصلي ونطلبه من القلب وباللجاجة، بيكون مسرور جدا إنه يهزم كل مخاوفنا ويبدد كل آلامنا وينتصر على كل تجاربنا. لكن لازم نكون عارفين برضو إن ربنا مش عاوز يحقق انتصاره على المعاناة لنفسه، مش محتاج ينسب لذاته القوة والمجد بالانتصار على الألم، دا مش هدف يحققه لذاته، وإلا كان هزم وبدد كل المعاناة الضيقات في لمح البصر! إنما ربنا عاوز ينتصر بينا، ينتصر فينا، يهزم الضيقات والآلام من خلالنا. علشان كدا، لما تيجي تدور على ربنا وانت متألم، متبصش بعيد .. متتوقعش إنه هييجي من بعيد علشان يسمعك ويستخدم قوة خارقة ويعمل انبهارات وعجايب! إنما بص جواك! هتلاقيه بيسندك ويشجعك ويهمس في ودانك: أنا معاك ومش هسيبك، التجربة دي هتقويك وتخليك عظيم، أنا مش غلبان أشيلها عنك وأنهيها في لحظة، لكني مخبيلك فيها بركة وقوة كبيرة، مش عاوز أحرمك منها، متخافش .. أنا معاك! دا اللي حصل مع يوسف الصديق كمثال: لما اترمى في البير، واتباع عبد ، واتظلم في بيت فوطيفار، واتسجن، واتبهدل! كان أكيد بيصلي ويصرخ لربنا ، كان نفسه إن تجربته تنتهي، لكن يقول الكتاب: " وكان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا" (تكوين 39: 2) الكتاب مقالش كدا بعد ما يوسف بقى الرجل التاني في مصر، إنما قال كدا وقت ما كان يوسف لسا عبد عند فوطيفار! دا مش بس كدا، دا كمان يقول الكتاب: "ولكن الرب كان مع يوسف، وبسط إليه لطفا، وجعل نعمة له في عيني رئيس بيت السجن." (تكوين 39: 21) يعني وهو في السجن كان ربنا معاه وبيطبطب عليه بلطف! مش كان بعيد عنه أو ناسيه أو مش راضي يسمع صلاته! دا بيسمع الصلاة ويجهز استجابة أعظم بكتييييير من مجرد الطلبة الصغيرة اللي احنا فاكرينه مش سامعها! فهل يوسف طلب يبقى حاكم ووالي على أرض مصر؟ أعتقد إنه كان يدوب بيصلي من أجل إنه يطلع من السجن أو يتحرر من العبودية ويرجع بيت أبوه راعي الغنم البسيط! هي دي نعمة ربنا الغنية، مش إنه يزيل التجربة ببساطة وقوة فيبقى اسمه (إله قوي وعظيم) وينسب المجد والإنتصار لنفسه وخلاص كدا! لا . . دا بيكون معانا ويسندنا في أحلك أوقات حياتنا وأشد تجاربنا، علشان في النهاية يتمجد بينا بصورة عجيبة تدهشنا وتفوق توقعاتنا! يعني ربنا بيشترك معانا في تجربتنا علشان يشبعنا ببركاتها ومجدها. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عندما أتأمل موسى الممتلئ من الله، الذي كان الله يكلِّمه وجهًا لوجه |
أين الله عندما أتألم؟ |
عندما أصمت فأنا حقأ أتألم |
عندما تتحدث مع متألم |
أين أنت عندما أتألم؟ |