أكد أليفاز أن آلام أيوب لأجل خطاياه. ففي رأيه لم يتردد أيوب في مضايقة المدين والمسكين والضعيف والجائع وقد تجاهل الأرامل واليتامى، ولأجل تلك الأعمال القاسية حلت به النكبات. ولكي يثبت له أن الأشرار يهلكون وضع له مثالين شهيرين عن الهلاك النهائي الجماعي لأشرار كثيرين، وهما إغراق العالم بالطوفان، وحرق مدينة سدوم، وإن تلك النهاية تؤدي إلى راحة الأبرار وسرورهم. لذلك أرسل الله المصائب عليه [10-11].
يحثه بعد ذلك على التعقل وطلب المصالحة مع الله، فتأتي أوقات الفرج وتعود إليه السعادة [21-30]. يرى البعض أنه في جدية يبذل كل ما في وسعه لريح نفس أيوب، وما يقوله عن الله هو صحيح وتُعد كلماته تحسنًا في طريقته، وقد حلت محل قسوته السابقة، وقد بسط أليفاز أمام أيوب حالة الأشرار التعسة، لعله يخاف ويتوب، ومن الناحية الأخرى أوضح له السعادة التي يجب أن يتأكد منها الذين يتوبون، وذلك لكي يعزيه ويشجعه على التوبة.