رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رفْع يدي موسى يُشير أيضًا إلى حياة المثابرة حتى النهاية. وكما يقول العلامة أوريجانوس: [عندما يرفع موسى يديه ينهزم عماليق، وعندما يخفضهما بعد أن يتعب ليعطيهما راحة كان عماليق ينتصر. إذن لنرفع أيدينا نحن أيضًا في قوة صليب المسيح، ولنرفع الصلاة "في كل مكان بلا غضب ولا جدال، أيادي طاهرة" (أف 2: 8)، حتى نستحق معونة الله. هذا ما يحثنا عليه يعقوب الرسول قائلًا: "قاوموا إبليس يهرب منكم" (4: 7)، إذن لنبدأ بملء الإيمان فلا يهرب إبليس بعيدًا عنا فحسب، وإنما ينسحق أيضًا تحت أرجلنا، كما غرق فرعون في البحر وابتلعته أعماق الهاوية]. وفي عظة أخرى يتحدث بأكثر إسهاب عن رفع الأيدي للانتصار على عماليق قائلًا: [رفع الأيدي إنما هو رفع كل الأعمال نحو الله فلا تكون دنيئة ولا أرضية إنما تعمل لمجد الله والسماء. يرفع يداه من يكنز كنزًا في السماء (مت 5: 20-21)، لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضًا، وهناك تكون عيناك ويداك...! يرفع يداه ذاك الذي يقول: "لتكن رفع يديَّ كذبيحة مسائية" (مز 140: 2)، بهذا ينهزم عماليق. لكن الرسول يوصينا أن نرفع "أيادي طاهرة بلا غضب ولا جدال" (1 تي 2: 8)، كما يقول: "قوِّموا الأيادي المسترخية والركب المخلَّعة، وسيروا في الطريق المستقيم". إن حفظ الشعب الناموس (الوصية) يرفع موسى يداه وينهزم العدو، أما إن لم يحفظه فإن عماليق هو الذي ينتصر، فإننا نحارب الرؤساء مع السلاطين مع ولاة هذا العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات (أف 6: 11). ر إن أردت أن تغلب ارفع يديك، وارفع أعمالك، ولا تمض حياتك على الأرض... ارفع يديك نحو الله واحفظ وصية الرسول "صلوا بلا انقطاع" (1 تي 5: 17)، فيتم المكتوب: "يلحس الجمهور كل ما هو حولنا كما يلحس الثور خضرة الحقل" (عد 22: 4). هذا يعني أن شعب الله (الجمهور) يستخدم لسانه وصوته (يلحس) أكثر من يديه وأسلحته، بانسكاب صلواته نحو الله يهزم عدوه... هذا هو طريق الانتصار على العدو (الخطية) في المعركة]. |
|