منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 09 - 2012, 08:59 AM
الصورة الرمزية Marina Greiss
 
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Marina Greiss غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

ولد القديس العالم الناسك الأنبا ايسيذورس الفرمي بمدينة الإسكندرية حوالي سنة 360م من والدين كانا من أغنياء ووجهاء البلاد المصرية ، ولم يكن لهما من الأبناء سواه فأدباه بكل الآداب وعلماه العلوم الدينية مع مختلف العلوم ، وقد تعلم اللغة اليونانية وأتقنها حتى فاق كثيرين من أهل زمانه ، و مع ما بلغه من علم و معرفة كان ذو روح وديع هادئ ناسكاً و متواضعاً وقد عد واحداً من أعظم علماء عصره وواحدا من علماء الكنيسة العظام و لما كان قد عزم الشعب على اختياره أسقفاً هرب إلى تل الفرما (بيلوز) و ترهب في دير تل الهر كما أسلفنا و هذا الدير هو أحد الأديرة الكثيرة التي كانت في هذه المنطقة قد كان عدد رهبانها يربو على 500 راهب.
و في الدير عاش راهباً متنسكاً محبا للصمت ميالاً للتأمل والصلاة مع الدراسة العميقة للكتاب المقدس ، و كان أيضا عنيفا مع جسده يتدرب على أصوام كثيرة ووسط صمته كان قلبه يلتهب غيرة على خلاص الكل و رسم كاهناً و أحبه أخوته الرهبان وولوه رئاسة الدير.
ولم يكد يتولى منصبه الكهنوتي حتى بدأ يكتب رسائل ملتهباً حباً و رغبة في خلاص الآخرين و يبعث بها إلى القيادات و العظماء و كل من له منصبا من آباء الكنيسة ولقد كانت رسائل الحب الملتهبة هذه ذات أثر فعال في حياة الكثيرين و كما يقول بعض الدارسين إنها لم تكن تقل عن أعمال القديس يوحنا فم الذهب خاصة و أنه كان قد قرأ كتاباته و تأثر بها و خاصة كتابه عن الكهنوت حتى حسب تلميذا له و، وقد دافع عنه بحرارة أمام البابا ثاؤفيلس البطريرك الثالث و العشرين و كان قريبا له و بعد نياحته بذل كل الجهد مع خليفته البابا كيرلس البطريرك الرابع و العشرين - وقد كان قريباً له أيضاً - موضحاً له سمو القديس يوحنا فم الذهب مما حمله على أن يضع اسمه بين أسماء القديسين في صلوات المجمع بالقداس الإلهي.
و في غيرة القديس الأنبا ايسيذورس المقترنة بالشجاعة كتب إلى رئيسه الأنبا أوسابيوس أسقف الفرما والى حاكم المنطقة يؤنبه على المظالم التي يرتكبها وعلى عدم مراعاته حقوق الكنيسة.
وقد اهتم في كتاباته بالجانب التفسيري و كر س اكثر من ستون رسالة في تف\سير رسائل القديس بولس الرسول كما اهتم أيضاً بالجانب الروحي العميق و عن النسك قال : " لا تصير ناسكاً كاملاً لمجرد أن لك طعام القديس يوحنا المعمدان وشرابه وثوبه و إنما يلزم لك أن تكون لك روحه لتصل إلى الكمال".
كما تحدث عن الحياة البتولية بكونها أفضل من الحياة الزوجية ولكن في وضوح أعلن إنها إن خلت عن الإتضاع صارت بغير قيمة.
أورد ( منى) في مجموعته عن كتابات الآباء أن لهذا الأب العالم ألفين وعشر رسالة مقسمة إلى أربع مجموعات كل مجموعة تحتوي على 500 رسالة و يذكر القديس ساويرس الإنطاكي أن لهذا الأب 3000 رسالة و ذكر آخرين أن عدد رسائلة قد بلغت ثمانية عشر ألف رسالة.
جاء عنه في مقدمه تاريخه في كتاب قاموس تاريخ الآباء أن حياته تمثل القلب الناري الملتهب حبا يشتاق إلى الوحدة و النسك مع انطلاقة قوية وغيرة للعمل بقوة و جراءة خاصة مع الخدام و أصحاب المراكز المدنية والدينية ليحدثهم في محبة صادقة مع صراحة ووضوح بلا مداهنة من أجل الحق وبروح الإتضاع بلا عجرفة ".
وجاء عنه في كتاب الرهبنة و الديرية : " انه من نفس الدير الذي ترهب به وصار رئيساً له دير تل الهر أرسل له آلاف من رسائله المشهورة إلى ملوك و أباطرة و أساقفة وولاة و أغنياء وعظماء عصره تارة يذكرهم بمبادئ الآداب القويمة و تارة مؤنباً إياهم و مقوماً اعوجاجهم ، و حيناً مرشداً و معزياً ولذلك كانوا يطلقون عليه ( معلم المسكونة ) و مع انه كان راهباً بسيطاً في دير بسيط بعيداً عن مراكز السلطة الدينية و الزمنية و لكن كان صوته مسموعاً لا عند أكابر مصر فحسب بل في أنحاء العالم الأخرى من المسكونة".
وعن الدير جاء : " انه عندما انتشر خبر نياحة الأنبا أنطونيوس الكبير في عام 356م و بلغ النبأ إلى تلميذه القديس هيلاريون مؤسس الرهبنة في الشام قام من ديره بجانب مدينة غزة بصحبة أربعين راهبا و ساروا إلى جبل القلزم ليقوموا بواجب عزاء نحو ذلك الراحل العظيم معلمهم و كوكب البرية و استراحوا في دير الفرما ثم استأنفوا المسير". و يضيف " وليس هناك من المصادر ما يدلنا على مصير الدير المذكور بعد نياحة القديس ايسيذورس و كم من الزمان ظل قائماً إلا انه مما لا يدعو مجالاً للشك في زوال هذا الدير بعد عام 1118م حيث استولى ( بلودين الأول ) ملك الفرنجة على الفرما و أحرقها جنوده كما جاء في كتاب ( أبي المكارم - ورقة 58) و لم تقم للمدينة قائمة بعد ذلك وقد كانت بمدينة الفرما أديرة عديدة وكنائس و قد كان مصيرها الخراب على يد الفرس و العرب وقد جاء في كتاب ( مذكرات في الرهبنة المسيحية - تأليف الأنبا يؤانس) بأن عدد الرهبان في الفرما كان نحو ألفين راهب.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تصميم | القديس ايسيذورس الفرمى
القديس ايسيذورس الفرمى |تصميم
من أقوال القديس العظيم أبينا القديس / إيسوذورس الفرمي عن الأهواء
من اقوال القديس تادرس الفرمي
القديس أبيماخيوس الفرمي


الساعة الآن 08:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024