رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قصة مدينة عربية لا يجوع فيها إنسان «محدش بينام من غير عشا»، جملة تتردد دائما ونسمعها في أغلب الأفلام والمسلسلات عن المجتمع المصري والعربي، إلا أن هناك بالفعل مدينة الخليل، في الضفة الغربية بفلسطين، المعروف سكانها بهذه الجملة، حيث يحيي أهلها دائما عادات وتقاليد سيدنا إبراهيم عليه السلام، ابن المدينة المقدسة، بأن يأتي كل فقراء المدينة يوميا إلى «تكية الرحمن» بجوار الحرم الإبراهيمي، ليأخذوا الأطباق الشهية. «المدينة لا تبخل على أحد، لا أهلها ولا الغريب»، حيث أكد، أحد نواب المجلس التشريعي الفلسطيني، عن دائرة الخليل، محمد مطلق أبوجحيشة، أن «تكية الخليل أو تكية الرحمن، نسبة لسيدنا إبراهيم الذي كان يُطلق عليه، أبوالضيفان، نظرًا لأن سيدنا إبراهيم كان لا يأكل إلا ومعه أشخاص من خارج أسرته قديما». وأضاف «أبوجحيشة» لـ«المصري اليوم»، أن «بسبب تلك الأفعال النبيلة من أبوالأنبياء سيدنا إبراهيم، نزلت آية في القرآن وهي: (وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)»، مضيفا أن منذ ذلك الوقت، ويهتم أهل المدينة بعدم التفريط في هذا الخير. وأكد «أبوجحيشة» أن أهل الخير من المدينة يأتون كل يوم بالأكل، ومن يعمل بالتكية لا يأخذ أجر، كنوع من إعمار تلك التكية، موضحا أن الأكلة الرسمية للتكية هي: «اللحمة بالكريش»، وهي لحمة بها قمح مطروش، وهي أكله فلسطينية تخص أهل الخليل. وأوضح النائب بالمجلس التشريعي، أن «الملك الظاهر بيبرس، حين حكم المدينة في القرن السادس الهجري، أمر بتفريغ أراض شاسعة بجوار الحرم الإبراهيمي لتكبير مساحته وأيضًا لوضع مؤسسة رسمية للتكية تكون بجوار الحرم». فيما أكد المصور الصحفي الفلسطيني، ابن مدينة الخليل، بلال الطويل، أن «الأكل المقدم للفقراء يومي الأثنين والجمعة يكون لحمة وفاصوليا خضراء وبيضاء، أما باقي أيام الأسبوع يكون الأكل عبارة عن شوربة خبز ولحمة»، مشيرا إلى أن العمل يبدأ من صباح اليوم وحتى الساعة 11، ومن ثم يتم تفريق الغذاء على الأطفال الذين يأتون يوميا لأخذ «اللى فيه النصيب». وأوضح لـ«المصري اليوم»، أن «كل طفل يأتي ومعه (طنجرة) أو ما يسمى أطباق، على حسب عدد أفراد عائلته، ويتم إعطاءه ما يكفيه وعائلته، وهكذا يوميا»، مضيفا أن «يوميا يكفي الأكل 400 عائلة فقيرة من خلال عمل 6 طواجين». |
|