رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
( أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح ، بل أختبروا الأرواح لتروا هل هي من عند الله . لأن كثيراً من الأنبياء الكذابين أنتشروا في العالم ) " 1يو 1:4" عان الأنسان منذ البداية من الخوف والهلع بسبب الأحداث والأمراض ومن المستقبل فأراد أن يعرف طالعه ومستقبله من الوسائل الظاهرة في الطبيعة كالكواكب والنجوم ، فقدم لها الأكرام والعبادة واتكل على قوتها وسلطانها على بني البشر. لهذا نجد في كل الضارات محاولات لمعرفة كشف الفال والطالع مستخدمين وسائل طبيعية مادية وتعاويذ خاصة لمعرفة المجهول . مورست هذه العبادات من قبل الأمم الوثنية وانتقلت الى اليهودية التي تعبد الله وأبناء العهد القديم حرروا الشعب من ممارستها ، أجل كان هناك ملوك يمارسونها كمنسى ( 2أخ 23: 2-13 ) عُبِدت الكواكب والنجوم وشيّد في بيت الرب مذابح لجأ أليها السحرة والعرافين وأصحاب الجان مما أثار غضب الله . لكن منسى تاب وعاد الى الرب الهه . وكذلك أمنون أبن منسى والملك شاول الذي عصى على الوصايا الألهية فاستشار عرافة بسبب خوفه من تهديد الفلسطينيين . لهذا نقول ، أن كانت أستشارة الميت محرمة لماذا لجا شاول الى العرافة لأحضار روح الميّت صموئيل ؟ وهل تستطيع عرافة أن تحضر فعلاً روح نبي الله ؟ الجواب كلا ، بل الله هو الذي تدخل فأعطى شاول المشورة الصحيحة عن مستقبل قريب جداً سيخسر فيه الحرب مع الفلسطينيين ويقتل فيها هو وأبنائه . كان عصيان شاول ناتج من الخوف والكبرياء الذي دفعه الى تحدي الله مستخدماً سلطته الزمنية ونفوذه لكي يتأله كما فعل آدم ن وهكذا بالنسبة الى شعب بابل الذي أراد بناء برجاً لكي يخلدون أنفسهم ويعبدون الكواكب والنجوم فضربهم الله وشتتهم. كل بلدان العالم لديها منجمين وعرافين وسحرة وقارئي الكف والفنجان والورق . وفيها الملايين يتوكلون على قراءة أبراجهم وتفسير أحلامهم ويراقبون كل يوم ما يصدر في الصحف من توقعات فلكية مزعومة . كما هناك أنواع السحر والمسحور وزجر الأرواح السفلية والأستعانة بعلم الطلاسم والأرصاد والطب الروحاني مما أضحت هذه الممارسات الكثيرة زياً رائجاً وتجارة ناجحة ونهباً مشروعاً لجيوب الأغبياء الذين سلموا مصيرهم الى أولئك المشعوذين والكذابين المرائين ، بل الى كائنات روحية يتصلوا بها أولئك السحرة وقراء الكف والفنجان لكي تكشف لهم أسراراً ، وتلك الكائنات تدفعهم الى الأبتعاد من سلطة المسيح وتعليمه ، بل تدفعهم الى الهلاك ونكران الأيمان . فإذا تناولنا الموضوع من وجهة نظر مسيحية فنقرأ رأي الكتاب المقدس والتقليد الرسولي ورأي الكنيسة لكي نتعرف على أكاذيب أولئك المتكلين على أنبياء كذبة وفي التاريخ أنبياء كذبة كثيرين كأيزابيل التي قيل عنها نبية ، فكانت تُعَلِم وتُضلل الكثيرين ليزنوا ويأكلوا من ذبائح الأوثان " رؤ 20:2" وسمعان الساحر الذي أدهش أهل السامرة بسحره زاعماً أنه رجل عظيم " أع 9:8" . أستخدموا هؤلاء الدجالين وسائل كثيرة في العرافة والتطيّر . لكن يجب أن نعلم بأن هناك فرق كبير بين علم الفلك والتنجيم . فعلم الفلك يخضع الى مقاييس علمية دقيقة عكس التنجيم . علم الفلك لا يعترف بالتنجيم بل يشنُ عليه حرباً عنيفة لأنه لا يدّعي المصداقية والمنهجية العلمية ، في حين المنجمين يرون خلاف ذلك . يستخدمون المنجمون وسائل علمية حديثة كالحاسوب مثلاً لأضفاء الروح العلمية على التنجيم وتدعيم توقعاتهم وتأكيد صحتها لكن الحاسوب لا يبتدع شيئاً جديداً لأنه يستند أساساً إلى معطيات قديمة تعود الى القرون الوسطى أدخلها العقل الأنساني حتى أن بعضها أعتمدها المنجمون قبل ألفي سنة وأكثر . كما يستندون في حساباتهم الفلكية الى معطيات غير واقعية لمواقع فلكية في القرون الوسطى ، وهي لم تعرف سوى خمس كواكب . كما يتجاهلون المنجمون أحداثاً فلكية مهمة جداً كالأنفجارات الشمسية وهي من الأكتشافات الحديثة . كما يتجاهلون التغيرات الكونية كالأنفجارات في المجرات والنجوم وغيرها . وكذلك التغيرات الدورية في مغناطيسة الأرض التي تكوّن بحسب تغيّرات النشاط الشمسي ودورتها 11 سنة ، وهذه حقيقة علمية أكيدة ، كما أن حسابات المنجمين تختلف بين منجم وآخر وكل واحدٍ منهم يدعي بأن حساباته هي الصائبة . فالتنجيم الذي يلجأ الأنسان اليه ، أنه يعترف بأن للنجوم والكواكب سلطة على حياته ، بل هي التي تسيره وهو إذاً أنسان مُسَيَر لا مُخيَر ، فيصبح عبداً لها ، يؤمن ويثق بقراراتها ، أنها حقاً ممارسات وثنية . وعندما يستعين بالعرافة فأنه ينكر علناً سلطة الله عليه ويلغي وجود الله في حياته . فالكتاب المقدس يقول أن الله هو الذي خلق الشمس والقمر والكواكب والنجوم من عدم . وذلك لتحديد الأزمنة والأوقات . بما أن الكون يخضع لأبعاد الزمان والمكان ( صنع القمر للأوقات والشمس عرفت غروبها ) " مز 19:1044" . لكن الله خلق في اليوم السادس الأنسان على صورته ومثاله ، وسلطهُ على الطبيعة والمخلوقات وجعله حراً لكي يعيش الشركة مع الله بمحبة . أي أن الأنسان على الأرض هو الملك والوكيل على الخليقة كلها ليخضعها ويقدمها ككاهن للكون ذبيحة مرضية تمجيداً لله . لأن حياته أفخارستية قربانية ، صلاة شكر وأتحاد دائم مع الخالق الذي هو سيد الزمن الكوني وهو الذي يسير الطبيعة كلها وكل الفترات المنظمة في الكون وعلى مر العصور هي علامة ترتيب الله الذي وضعه في خلقه " سر 43 " لهذا حذر الله شعبه من عبادة الأفلاك . وقد بشر على لسان نبيه شعب أسرائيل قبل السبي الى بابل وتدمير أورشليم لكونهم كانوا يعبدون الأفلاك ويستشيرونها . دعا أشعيا شعب أسرائيل الى التواضع بعد أن كثر بينهم العرافون والمتنبئون " أش 6:2 " وفي سفر التثنية " 18 : 9-12" نقرأ هذا التحذير ، يقول ( لا يكن فيك من يحرق أبنه أو أبنته بالنار ولا من يتعاطى عرافة ولا منجم ولا متكهن ولا ساحر ، ولا من يشَعوّذ ولا من يستحضر الأشباح أو الأرواح ولا من يستشير الموتى ، لأن كل من يصنع ذلك هو قبيحة عند الرب ... ). فالله إذاً يدين العرافة بكل أشكالها لأنها نجاسة وفجور ، وكما في الآية ( لا تمارسوا العرافة ولا التنجيم . ولا تلتفتوا الى مستحضري الأرواح ولا تقصدوا العرافين ، فتتنجسوا بهم ) " أح 19: 26،311 " . الرب يسوع أمرنا بأن لا نبحث عن أخبار المستقبل ولا أوقات الأزمنة ، لأن الله وحده يعرفها ويحددها بسلطته ، لهذا قال ( ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي حددها الرب بذات سلطانه ) " أع 7:1 " . ليس لنا أن نهتم بأمر الغد ، فالغد يهتم بنفسه ، ولكل يوم من العناء ما يكفيه " مت 34:66" . لهذا لا يكشف الله أسرار المستقبل لأنبيائه وقديسيه لكونه يريد من المؤمن أن يسلم ذاته بثقة بين يدي العناية الألهية في ما يتعلق بالمستقبل . لهذا نقرأ في كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية في بنده ( 2116 ) ما يلي : ( يجب نبذ جميع أشكال العرافة : اللجوء الى الشيطان أو الأبالسة ، وأستحضار الأموات أو الممارسات الأخرى المفترض خطأ أنها تكشف عن المستقبل) " طالع تث 10:188 " . أن أستشارة مستطلعي الأبراج والمنجمين وقارئي الكف ، وشارحي الفأل أو الشؤم أو الحظ . واللجوء الى الوسطاء هي أمور تنتهي بالتسلط على أرادة الأنسان وعلى وقته وتسقط في حبالها أناس كثيرون . تصنيف وسائل العرافة تدخل العرافة ضمن ممارسات الخفائية الى جانب الأرواحية والسحر ، لكن الباحث يجد عادة صعوبة في التمييز بين وسائل العرافة لتنوعها وأختلاف بعضها عن البعض الآخر . ونَصِف أنواعها كالآتي : أولاً : التصنيف الأفلاطوني : يميّز بنوعين من الممارسات في العرافة وهي :
ثانياً : التصنيف الحديث : وهو على نوعين :
ب – البلورة . ج – الغربال . خ – الحلقة أو الخاتم المتدلي بخيط . ه – الكتابة الأوتوماتيكية. ن – الوساطة الروحية والذي يسمى بالهاتف الألهي . كان الناس يعتقدون في الحضارات القديمة أنّ الإله يحتل جسد النبي ويتفوه بفمه . وعند الأغريق كان هذا النبي غالباً كاهنة أو نبية تجلس في أحد معابد الإله وتحمل رسالة النُصح والإرشاد والتنبؤ بالغيب إلى من يتردد إليها . ز – تفسير الأحلام . ك – الحدس والمعرفة المسبقة اللا إرادية . 2 – الوسائل الخارجية : أ – كشف الطالع بواسطة القرعة وزهر النرد والعظام أو غيرها . ب – حبات جوز الهند . ج – أحشاء الحيوانات . د – كشف الفأل والتنبؤ . ه – التنجيم . ن – الراديستازيا أو القنقنة : هي خاصية تتواجد في بعض الأشخاص ، تُمكّنهم من التقاط الإشعاعات المنطلقة من الأجسام . أستعملت قديماً لأكتشاف مواطن المياه الجوفية وذلك بحمل قضيب من الخشب ، طرفه متشعب إلى فندين ، يمسك ويترك الطرف أفقياً ، ومتى وجدت في جوف الأرض مياه ، ينحني طرف القضيب تلقائياً ليشير إاليها . عرف البابليون الراديستازيا ، فأستعانوا بها لتحديد روزنامات فلكية فيها تحديد لأوضاع الكواكب غير المرئية ! . ز – قراءة الكف : عرفت هذه الممارسة في مصر وبلاد ما بين النهرين واليونان حيث كان الأعتقاد سائداً في أن خطوط الكف ليست مرسومة بفعل الصدفة ، بل بتأثير من السماء على حياة الأنسان . يميّز بين ثلاثة خطوط رئيسية لها علاقة بالكواكب هي : خط القلب ، والرأس ، والحياة . تتطلب هذه التقنية موهبة خاصة لا تكتسب بالممارسة بل تفترض أمتلاك الشخص لوساطة روحية طبيعية تمكنه من قراءة هذه الخطوط والتي لا تعني شيئاً بحد ذاتها . وهنا يكمن الخطر الكبير من مبادئها الأساسية ( مبدأ القدرية أو الجبرية الحتمية ) والتي تنفي حرية الأنسان المخلوق على صورة الله ومثاله ك – التارو وأوراق اللعب : التارو رائج جداً في أيامنا . عرف قديماً عند الصينيين والفراعنة واليونان وعند العرب . أوراق اللعب كما نعرفها اليوم ظهرت في القرن الثاني عشر في الهند . وللتارو علاقة وطيدة بالتنجيم وبتعاليم الخفائية ورموزها . وفي التارو 22 ورقة أساسية و56 ورقة غير أساسية ولكل ورقة رموزها ومعانيها الخفية . التارو منافي للأيمان المسيحي ، لأنه من الممارسات الخطيرة المحظورة ولعلاقته بمبدأ التقمص الذي يناقض سر الفداء بيسوع المسيح ، ويعطي لكل أنسان فضل خلاص نفسه بواسطة التقمصات المتعددة للوصول الى الكمال . و – الضرب بالرمل : تستعين هذه الوسيلة بالرمل والحجارة والصدف أو الحصى أو المكعبات أو العظام . ترتكز على علم الأعداد المستوحات من الكبالا وتترافق عادة بطقوس وترداد رُقّى وألفاظ غير مفهومة تعرف في بلاد الشرق الأقصى وأفريقيا وأميركا الجنوبية ، كم أستخدمها كهان بابل وآشور وفارس في القديم . ضرب الرمل حرام لأنها تعني فتح ( الأرض – الأم ) وهنا يكمن خطرها السحري الكبير . لذا هي من بين الممارسات التي تحظّرها الكنيسة وتنهي عنها . خ - قراءة الفنجان : بدأت ممارساتها في القرن السابع عشر . خطرها لا يقل عن خطر باقي الوسائل ، وبخاصة عندما تستعين قارئة الفنجان بقواها الوساطيّة فلا تعود هذه الوسيلة مجرد مضيّعة للوقت كما يظن البعض ، بل تعتبر تعاملاً غير مباشر مع الأرواح التي تكشف لها أسراراً يفرضون قُراء الفناجين بعض القوانين على زبائنهم فعليهم الألتزام بها وهي : 1- أن مرحلة قراءة الفنجان تبدأ بطريقة صنع القهوة ، ثم كيفية تركيز الأفكار عند شربها ، تحديد الأفكار وحصرها بالأمور التي نرغب الأطلاع عليها، لذلك يجب التنفس بهدوء ، فالتنفس هو عنصر مهم . 2- تصنع القهوة خصيصاً للشخص الذي ينوي التبصير له 3- عدم أضافة سكر أو أية مواد أخرى للقهوة 44- غلي القهوة لمدة دقيقتين 5- توجيه الفنجان لجهة اليسار أثناء طبه 6- عدم صب القهوة في الفنجان المراد التبصير فيه إلا مرة واحدة فقط 77- بعد طب الفنجان الأنتظار أربع دقائق قبل تحريكه 8- لا بد أن تكون القهوة تركية ، أي لا يجوز أستخدام القهوة الأمريكية أو العربية أو الأيطالية فحبيباتها كبيرة أكبر من اللازم 9- أن تكون القهوة في فنجان فخاري أو زجاجي معتم ، فلا يجوز قرائة فنجان شفاف أو بلاستيكي ، كما يستحسن أن يكون الحجم الطبيعي ليس الكبير 10- يجب التأكد من حجم القهوة المتبقة بعد الشرب فلا تكون ناشفة تماماً أو سائلة جداً حتى تظهرالرسوم صحيحة وواضحة يقلبها من يقرأ الفنجان وليس الشارب لأنه عادةً لا يتقن حركة اللف والقلب فلا تظهرالرسومات واضحة 11- يفضل أن يفكر الشخص بالموضوع الذي يهمه ويريد الأستفسار عنه وهو يشرب القهوة ( يضمُر ) كما يسمى بالعامية ، مع العلم بأنه ليس ضرورياً دائماً 12- يتم قلب الفنجان بعد عدة لفات خفيفة حتى تصل ذرات القهوة الى جدران الفنجان ، ويتم توزيعها بالتساوي ، ثم يترك فترة بعد القلب حتى يجف تماماً . هناك من يفرض على الشارب البصم بالأبهام على قعر الفنجان ش – ضرب المندل : تمارس بواسطة التأمل من خلال زجاجة أو كأس مُلئت بالزيت أو الماء ، ويتم التبخير وتلاوة بعض الكلمات المبهمة لأستحضار أرواح الجان كما يسمونها . هذه الوسيلة هي من وسائل التعامل المباشر مع الأرواح كما في الجلسات الروحية ، فأي أرواح هي تلك ؟ هناك من يريد الأتصال بوالده أو جده أو غيرهم من الموتى . لنسأل أصحاب التوابع والعرافين ونقول ، روح من هي التي تنطق اليهم ؟ الكتاب المقدس يقول لا يجوز لروح ميّت أن تأتي من عالم الأرواح وتخبر عن أسرارها وكما قال أبينا أبراهيم للغني الذي طلب منه أرسال لعازر الى أخوته أخبارهم عن حالته . إذاً روح من هو التي تتحدث الى طالبها في غرفة التحضير ، وصوت من هو الذي يسمعه الجالس ولمن يعود ؟ إنها بحسب تعليم الكتاب المقدس ليست روح الميّت ، بل أنهم الشياطين ينطقون وتلك الأرواح قادرة حتى على صنع المعجزات ( طالع رؤ 14:16 ) إذاً تلك الأصوات التي تسمع في الغرفة المظلمة أو قد يكون ضوئها غافتاً باهتاً وكأنها غرفة عمليات حربية معدة لهذا الهدف . الحاضر في تلك الغرفة هو فريسة سهلة يتلذذ بها الشيطان . كما علينا أن نعلم بأن الشيطان هو ملاك ساقط شرير وأنه يعرف كل سوابق وأسرارالناس لهذا يستطيع أن يكشف ويشخص بعض تلك الأسرار لطالبها مع خلطها في أهداف يرسمها الشيطان للأيقاع بذلك الشخص لأن غايته الأساسية هي الهدم وتدمير الأنسان لأنه عدو الخير ، هكذا سيحصل الحاضر في الجلسات بعض الأسرار التي لم يكن يعرفها إلا الميّت ، لكن لم يكن الصوت للميت بل للملاك الساقط المقلد لصوت الميّت أو خط يده أو يقلد خطوات مسيرته ، وهذا العمل يبدو خارقاً لقوانين الطبيعة ، لهذا لم يجد الحاضر الى الجلسة تفسيراً لها لأنه لم يحصن نفسه بما يقوله الوحي عن حالة الأموات ، كما ليس له القدرة في تميّز الأرواح فيقتنع بأنه قد اتصل بقريبه ويصدق الرسالة . ولا يعلم كيف يمتحن تلك الأرواح هل هي من الله أم من عدوه ، هل تؤمن تلك الأرواح التي يسمع اليها بشخص المسيح كإله ومخلص ورب أم لا تؤمن ؟ أمتحان تلك الأواح مهم جداً ، لهذا كان آبائنا القديسين يمتحنون الأرواح التي كانت تظهر لهم لكي لا تخدعهم . هناك من يقسم السحر الى قسمين ( أسود وأبيض ) فالأسود يراد به ألحاق أضرار كبيرة وشرور بالآخرين . أي المقصود به أيذاء الخصوم بكل الطرق . أما الأبيض فيمارسونه لأجل الشفاء من الأمراض أو لحل المشاكل أو لحل رباط السحر من المربوطين به ، وهذا أيضاً ضلال ومخالف للأيمان لأن الساحر يستخدم الأرواح الشريرة التي لا تنهي أعمالها بالخير بل بالشر والرب رفض كل السحر لهذا أمر موسى وقال له ( والنفس التي تلتفت الى الجان والتوابع ... أجعل وجهي ضد هذه النفس وأقطعها من شعبها ) " لا 6:20 " .كل الأرواح التي تظهر في جلسات المنادات للأرواح تعزى إلى أرواح الشياطين . ط – الحجاب : سحر يفعله ساحر بناء على طلب شخص يريد أن يلحق الأذى بغيره كالتفريق بين الزوجين أو يطلب لواحد منهما المرض أو ليصيب بالجنون . والحجاب يتم أخفاءه في مكان لا يعلمه إلا الساحر وطالب السحر ، والأرواح التي أتصل بها الساحر . وهناك أنواع أخرى لأستعماله . ظ – الحرز: في الحرز يكتب آيات قرآنية وأدعية ، و يكون فيه طلاسم أو كلام غير مفهوم وشعوذات أي لغة خاصة بين الساحر والأرواح الشريرة كالجن ويستمر بها الساحر إلى أن يستجيب الجن لأمره بعد ان يكفر بالله الخالق . أما رأي الأطباء النفسيين بهذا الموضوع فيصنفوها الى المشاكل النفسية الناتجة للأشخاص الذين يلجئون أليها وأسباب لجوئهم هو الخوف والقلق من المستقبل المجهول ليصبح قلقاً وخائفاً ومريضاً وهذه الأعراض تظهر في ضعيفي الشخصية والأيمان وعند الجهلاء البسطاء بصورة عامة . يؤكدون علماء النفس بأن الأعتقاد بالفأل والتنبؤات هو من الأفعال الناقصة . عالم النفس ك . زوكر ميّزَ بين ثلاث أشكال للتطيّر، من بينها الأعتقاد بصيبة العين ، والسحر ، والتنجيم ، والعرافة ، وللسيكولوجيّ كارل يونغ دراسة حول الأبراج الفلكية أو الأوروسكوب ، حاول فيها المقارنة بين أطباع الناس من ذوي البرج الواحد ، فأتضح له أنّ النتيجة تكون نسبيّة للغاية ، بمعنى أنها تصبح أقل حسماً وصدقيّة عندما يصبح الباحث اقل أقتناعاً وتصديقاً لها . أما الطبيبين ( سانشيز ) و ( مادر ) فعاينا عن قرب المساويء السلبية الناتجة عن بعض الممارسات كاليوغا والتأمل التجاوزيّ والبدائل الطبية عموماً ، والأرواحية والعلوم الباطنية ( الأيزوتيريك ) والتنجيم والعرافة وما ينجم عنها من آثار مرضية على المستوين الجسدي والنفسي . جاء تأكيدهم هذا بعد جهود واختبارات لخمسة عشر طبيباً اختصاصياً من ضمن فريق طبي أطلق على نفسه اسم ( جماعة القديس لوقا للمعالجة ) . كما أكدا بأن هذه الممارسات تؤدي الى فقدان التوازن النفسي على أمد طويل وإلى تشتت في وحدة الأنسان كجسد ونفس ، وما ينتج عنه من اضطرابات جسدية ونفسية مرضية كالقلق والأكتئاب وأنهيارات عصبية وتردد وضعف الثقة بالنفس وفي الشخصية . وبعد سنوات من المعالجة النفسية والخبرة الطويلة لآحظ هذان الطبيبان بدهشة أن أستنتاجاتهما متطابقة وتعاليم الكتاب المقدس والكنيسة . ختاماً نقول : أن ممارسة التنجيم والعرافة هو نقض للعهد أو الميثاق الذي أقامه الله مع الأنسان . هي أنتقاص من حرية الأنسان المخلوق على صورة الله ومثاله والوكيل الذي سلطه الله على كل المخلوقات . كما هي أنتقاص من القدرة الألهية . فإن كانت الكواكب والنجوم تسيّر حياتنا ، فعلى ماذا يحاسبنا الله ؟ أيحاسب أناساً مجبرين غير مخَيّرين ؟ ومن نعبد إذاً الله أم الأفلاك ؟ في كل الممارسات نجد خطر الأستحواذ الشيطاني أو المَس الشيطاني . لأن فيها تعامل مباشر مع قوى الهواء أو الأرواح الشيطانية ( طالع أفس 2و6 ) والتي انتصر عليها الرب يسوع بتجسده وقيامته ( 1 بط 22:3 ) . ويذكر العهد الجديد الأرواح الشرير أكثر من 333 مرة . فكل المتصلين بالأرواح يجدون أنفسهم أزاء قوة غريبة لا يستطيعون مغالبتها أو الصمود لها ، وكل ممارساتهم لا تخدم الأنسان لأنها مستندة على قوة الشيطان عدو الأنسان والله رغم قدرتها على استخلاص بعض النتائج والحقائق لغرض أقناع الضحية ، لكن النتيجة النهائية ستكون لتحطيمه وأبعاده عن الله وسبله المستقيمة ودفعه الى تسليم الذات الى خطط تلك الأرواح النجسة . مهما بلغت قدرة الممارسين لهذه الأمور فأنها لا تتفق مع تعليم الكتاب المقدس . يقول القديس إنستاسيوس السينائي إنه ليس كل من يعمل الآيات هو قديساً ، ويحكي أن أسقفاً هرطوقياً أقام ميّتاً ! فكل هذه الممارسات هي وثنية يلجأ أليها الأنسان الضعيف ليطلب الأشياء المحسوسة ولمعرفة المستقبل التي لم تعطى لبشر ولا تدل عليها علامات . فهوس الناس بالأبراج مخالف للأيمان ، فالأنسان حر لا تستطيع الكواكب أن تؤثر فيه . فالوثنية جوهرها عبادة الأنسان لشهواته ، أنها تأليه الشهوة حتى المطلق . ممارسة هذه الأمور تدخل ضمن حدود الخطيئة المميتة لأنها تمنح الشيطان حقاً في التدخل في النفس وأقرار المصير الأبدي فتحتاج الى الندامة والعودة الى الكنيسة والأعتراف بتلك الخطيئة الخطيرة . تحدث الرسول بولس عن هذه الخطايا التي نسبها الى الجسد ، قائلاً ( الزنى والنجاسة والدعارة ، وعبادة الأصنام والسحر ، والعداوة والنزاع والغيرة والغضب ، والتحزب والأنقسام والتعصب ، والحسد والسكر والعربدة ، وما يشبه هذه .. ) " غل 5: 19-21 " . فخطايا السحر والتنجيم وغيرها هي من الخطايا الأشد خطورة من سواها لأنها تهين الرب كالكفر والتجديف الى الروح القدس والمعتقدات الباطلة واستحضار الأرواح ، والسحر والتنجيم وهي جميعها شنيعة لدى الله ( أنظر تث 18 : 9-12 " . أي من ارتكب واحداً من هذه الممارسات الشاذة عن قصد أو عن طيش فهو يفتح للشياطين أبواب الدخول الى حياته ، بل من يفعل ذلك يُسَلِم ذاته للشيطان ويثق به . فكل الذين يلجأون الى السحرة والعرافين والفلكيين أو الدجالين الذين يسمون أنفسهم شيوخاً وحكماء فأنهم عملاء الشياطين فكم بالأحرى إذا قبلوا منهم حجاباً أو إذا سمحوا لهم بالدخول إلى بيوتهم ليلتقوا بعوائلهم . الحظ الذي يبحثون عنه هو الكنز الحقيقي يسوع المسيح الذي يحب أن يسلم الأنسان مصيره له لأنه هو سيد الماضي والحاضر والمستقبل وهو يعلم بكل أسرارنا فعلينا أن نسير سيرة الروح ( غل 5: 16-25 ) ولانقترب من الذين يسلكون بحسب الجسد كالعرافين والمنجمين وهم معروفين . يقول عنهم الرب ( من ثمارهم تعرفونهم ) . لنسلم ذواتنا للرب فقط ونعطي له قلوبنا لكي يجعلها شبيهة بقلبه الأقدس فنتحدى كل خطط الشيطان ونغلب عليه كما فعل الرب يسوع له المجد بقلم / وردا أسحاق عيسى |
|