رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في البدء كان الكلمة ... وكان الكلمة الله" يوحنا1 : 1 . يا لها من كلمة. الله، السموات كرسيه والأرض موطئ قدميه والإنسان،جميعاً في الله سكنوا الكلمة. تلك الكلمة حملت معها حياة ألغت العدم. الكلمة التينتحدث عنها بالتحديد هنا هي كلمة الكلمات. الكلمة التي" كان عند الله" أنها الكلمةالتي كان الله بذاته " الذي كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان". منذ أن كانالله، والله منذ البدء كائن، كانت الكلمة توازي الفعل. "و قال الله ليكن نور فكاننور" تكوين 1: 3 . قد لا نظن أن مثل هذه الطاقة، طاقة التكوين و الخلق موجودة في أيمن كلمات لغات ابتكرناها نحن البشر ونتداولها. كلمات قادرة على زرع وجود حيث العدموالعدم هو الموت الذي لم تسبقه حياة. كلمات تشرق فينا كالضوء في فجر يوم صيفي،فتوقظ انساننا النائم. توقظه دافئاً منطلقاً عاشقاُ لكل ما حوله غير قادر على رؤيةالعورات وكأنه لم يأكل بعد من شجرة معرفة الخير والشر. و قد لا نعرف، أو نعرفونتقصد الجهل، إن في كلامنا أيضاً طاقات قاتلة، مدمِرة أو في أفضل الأحوال ملوِثة(بكسر الواو) تعيق من تستقر في عمق ذاكرته ليس فقط عن التفاعل والإنتاج العاطفيلأنها عطلت أولاً النمو العاطفي، وإنما أيضاً وكثيراً تعيقه عن الإنتاج العقلي.الكلمة قبل أن تصبح فكراً ومن ثم فعلاً هي إحساس وهي عندما تخرج من القلب تحمل معهامما فيه. أنها كالريح إن هبت من الصحراء حملت غبارها وإن هبت من القطب حملت ثلوجهأو تسربت من بين ضلوع البحر حملت رقته إن كان هادئاُ ورهبته إن كان مجنوناً. "الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح. والإنسان الشريرمن كنز قلبه الشرير يخرج الشر. فأنه من فضلة القلب يتكلم فمه". لوقا 6 :45 وأحياناًكثيرة تراني وعن غير قصد أقول من"وفرة القلب يتكلم فمه". الفضلة هي الباقي من الشيءأي ما هو فاضل عنه ألا يعني ذلك ما هو زائد عنه؟ والوافر من الشيء هو أيضا الكثرةأي ما كثر من الشيء أليس هو أيضا ما زاد من الشيء؟ فما هو الوافر في قلوبنا حتىتفيض به أحاسيسنا وترشح به كلماتنا؟ أهو الخير يسكننا فنتمنى خيراً ونفعله عندمايصبح الفعل إمكانية في أيدينا؟ أهو الصلاح محبة وسماحاً ومتسعاً للآخرين فينا ماتعبق به صدورنا، فيتسرب خطابنا مطمئناً الآخر بأننا له أيا كانت الظروف إن كانتحاجة الآخر إلى محبة؟ أتسبق كلماتنا الغافرة للآخر أي كلمة تدينه حتى عندما تبدوالإدانة حقاً أو واجباً إذ يصنفها البعض خطأً في باب التأديب المحب؟ هل بإمكانالآخرين أن يرتاحوا فينا حتى ولو كانت شخصيتهم مغايرة لشخصيتنا وطباعهم مغايرةلطباعنا وآراؤهم مغايرة أو معاكسة لآرائنا؟ أم أن كل منا هو دائرة متكاملة يبتدأ منذاته ولا يكتمل إلا ملتحماً بذاته. الآخر والآخرون هنا ليسوا عابري سبيل في حياتنا، فنحن غالباً مانكون اكثر رحمة وليونة في حكمنا وتعاطينا مع أولئك مما نكون مع أشخاص يشكلونالامتداد الطبيعي لكياننا، العائلة والأقرباء والأصدقاء. ونحن غالباً ما نبرركلامنا وبالتالي فعلنا تجاه الآخرين بمدى استحقاقهم ولا سيما عندما تكون أحكامناسلبية. وكأن الآخرين يصبحون صباغأً لا يممكننا أن نتجنبه فترانا نلبس ألوانهم دونمقدرة على المقاومة. وتصبح طاقتنا مرهونة بما يحركها من الخارج وليس ما هي كائنتهمن الداخل. ولا يعود في تركيبة ذواتنا، وقد تشابكت فيها عوامل الوراثة والتربيةوالمحيط الاجتماعي أي متسع للخيار الشخصي الذي من دونه نصبح مسترهنين لما يزرعهالآخرون فينا. فيصبح كل قول لنا هو رد على قول وكل فعل لنا هو رد فعل. وإذ بنا بدلأن نبرئ أنفسنا من مسؤولية ما يصدر عنا، نقع في مسؤولية إباحة سيادة قرارناللآخرين. قد ينجح بعض الناس أن يفرضوا علينا طريقة خطاب معينة ولكن ذلك الغزولإرادتنا لا يمكن أن يستمر طويلاً إذ لا بد لثوابتنا أن تثور على كل ما هو دخيل ولابد لما هو فاضل في القلب أن يتدفق عبر اللسان الذي هو لجام الجسد كله كما يعلمناالكتاب المقدس"... إن كان أحد لا يعثر في الكلام فذاك رجل كامل قادر أن يلجم كلالجسد أيضا " يعقوب3: 2 ضبط الجسد كله يبدأ من ضبط اللسان " فاللسان نار عالمالإثم . هكذا جعل في أعضائنا اللسان الذي يدنس الجسم كله ويضرم دائرة الكون ويضرممن جهنم" يعقوب3: 6 اللسان، وليس المقصود هنا ذاك العضو البيولوجي الصغير وإنما كلكلمة تصدر عنه، انه نار عالم الخطيئة، يدنس الجسم "كله". وان كان الفم وبالتالياللسان يتكلم من" فضلة القلب" فلا بد إن كان النبع مسموماً أن يحمل معه سماً حيثماعبر وصب. "وأما اللسان فلا يستطيع أحد من الناس أن يذلله. هو شر لا يضبط مملو سماًمميتاً". يعقوب3: 8 لا يستطيع أحد أن يذلل اللسان ولا يستطيع أحد بالتالي أن يخبئ فيقلبه كنزاً صالحاً إلا إذا جعل هذا القلب مسكناً لمن ليس معه مستحيل. الوحيد القادرعلى التغير."...عند الناس غير مستطاع. ولكن ليس عند الله. لان كل شيء مستطاع عندالله" مرقص 10: 27 عندما نتكلم من خلاله، ومن خلاله نرى أخطاء الآخرين وعدماستحقاقهم لا يمكننا إلا أن نرفق بهم قولاً وفعلاً. وكم في اللغة من معاني جميلةيتيمة تنتظر قلوباً تتبناها. والناس كل الناس يطوعهم الكلام الجميل والكلمة لا تحفرفي الذاكرة إلا إذا خرجت من القلب. ما اكثر محبة الله لنا حين نرفق بالآخرين قولاًوفعلاً. |
30 - 05 - 2012, 12:38 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
ميرسي للموضوع الرائع الرب يباركك اختي سما |
||||
30 - 05 - 2012, 07:56 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
شكرا على المشاركة الجميلة
ربنا يبارك حياتك |
||||
|