قيل أن أخ سأل أنبا موسى قائلًا: ”ماذا يفعل الإنسان في التجربة التي تأتي عليه والفكر الذي من العدو“؟ فأجابه الشيخ: ”عليه أن يبكي أمام نعمة الله لكي يُعينه، وبسرعة سيجد راحةً إذا قدّم توسلاته بمعرفةٍ، لأنه مكتوب: "الرب معينٌ لي فلا أخاف، ماذا يصنع بي الإنسان"؟! (مز118: 6؛ عب13: 6). ولأنه اتصف بالعجرفة والكبرياء في حياته السابقة، كان لزامًا على الآباء أن يدربوه قليلًا قليلًا على الاحتمال وقبول الإهانة. لاسيما وأن الشياطين يمكن أن تتلاهى به متى كان مهزومًا من كبريائه. وقد اتبعوا معه بعض التداريب ليكتسب فضيلة الاحتمال، ففي البداية حدث أن انعقد مجمع للآباء في الإسقيط لمناقشة بعض الأمور (ربما المشكلة الأوريجانية) فلما دخل الأنبا موسى مع الداخلين وجلس بينهم حتى بادره أحدهم بالقول: [لماذا يأتي هذا النوبي هكذا ويجلس في وسطنا؟، ألعلّنا في احتياج إلى لصوص؟] فلما سمع ذلك الكلام سكت، وبعدما انتهى المجمع سأله بعضهم إن كان قد غضب أم لا! فقال "الحق أنني اضطربت ولكنى لم أتكلم شيئًا".