لو كان اشعيا قال ان “البتولة” تحبل وتلد لكان ذلك مخالفاً للواقع لأنه معروف أن مريم العذراء كانت مخطوبة ليوسف الـمحسوب رجلها أو زوجها(متى19:1)، والعذراء الـمخطوبـة لرجل هى من حيث التعبير العبري “علـما” وليست “بتولة” ولذلك يصح ان تُدعى “إمرأة” وهى لا تزال عذراء أثناء خطوبتها، وهذا ما قد حدث بالفعل فالـملاك قال ليوسف “يايوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ إمرأتك”(متى20:1). وواضح من إختيار الوحي الإلهي على فم اشعيا لكلمة “علـما” بالذات انـه يريد ضمان معجزة الحمل والـميلاد لأن العذراء البتولة التى هى وحدها ولم تصر بعد تحت وصاية رجل كخطيب لها فإذا حبلت تصبح مثار ريبـة وشك، اما العذراء “علما” فهى بعكس ذلك فهى مخطوبة لرجل فحبلها أمر إمّا أن يكون مستحيلاً أو معجزة فائقة الطبيعة. ومن العجيب ان الوحي الإلهى بإستخدام كلمة “علما” في سفر اشعيا ثم تحقق ذلك في حوادث الـميلاد بالفعل مع يوسف ومريم فنجد العذراء مريم تُخطب ليوسف وتصير “علما” وتدعى ايضاً “إمرأة” ليوسف.