|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"وهو حَمَل خطية كثيرين وشفع في المذنبين" (إش 53: 12 ) هناك شرطان يُخبرنا عنهما كتاب الله ليكون الشخص شفيعاً. فأولاً يجب أن يكون باراً، ثم يجب أن يدفع الغرم الذي يستحقه أولئك الذين يتشفع من أجلهم. فما يصلح مذنب أن يكون شفيعاً، ولا يكفى الشخص أن يكون باراً ليشفع، بل يلزم أن يتحمل أجرة وقصاص خطايا المذنبين. لذا يَرِد في إشعياء 53 القول "وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين، وآثامهم هو يحملها". البر الشخصي أولاً، ثم أن يحمل الخطايا باعتباره البديل والنائب. وهو نفس ما نراه على الصليب، عندما قال المسيح لأبيه عن صالبيه "يا أبتاه اغفر لهم" - كان هو الشخص الوحيد الذي لم يَقُل ولا مرة واحدة في حياته "يا أبتاه اغفر لي". فلو كان يحتاج إلى غفران لـَمَا صلح أن يشفع. إن شفاعة المسيح في المذنبين مبنية على أساس مبدئي من بره الشخصي. لكن العجيب أيضاً أن الرب في حياته لم يَقُل ولا مرة واحدة "يا أبتاه اغفر لهم"، بل كان هو الذي يغفر. فلقد قال للمفلوج "يا بنى مغفورة لك خطاياك" (مر 2: 5 ) . وقال للمرأة التي كانت خاطئة "مغفورة لك خطاياك" (مر 2: 5 ) . ما السر في ذلك الاختلاف عند الصليب حيث قال "يا أبتاه اغفر لهم"؟ هل هناك مدلول لهذا الاختلاف؟ السر هو أن المسيح في ذلك الوقت وهو على الصليب كان ممثلاً للبشرية، وكان آخذاً مكان البشر الآثمين. فكأن المسيح وهو على الصليب يقول للآب: اغفر لهم، وأنا مستعد لدفع الحساب. إن ظلمهم الذي ظلموه، وكل الدين الذي عليهم، احسبه علىَّ، وأنا أوفى (فليمون18، 19). وبعد أن قال "يا أبتاه اغفر لهم" بفترة وجيزة، غطت الظلمة كل الأرض لمدة ثلاث ساعات كاملة. فما الذي حدث هناك؟ كان المسيح يسدد الدين الذي كان علينا. وما أجمل الارتباط الأدبي الوثيق بين نطق الغفران هذا، وبين دخوله بعد ذلك مباشرة ليدفع الحساب. ما كنـت أنــت المذنـبَ بل كنا نحن المذنبـيــن لكن تحملت القصاصْ عن الخطـــاة الآثميـــن لا شيء مـن دينونــةٍ إذاً على الذين فيـــك إذ كـــــلُ دينونتنـــــــا قد وقعت فعلاً عليك |
|