مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ص - تفسير سفر المزامير
قطعة (ص) غيرة حسنة على كلمة الله
الآيات (137، 138): "بار أنت يا رب وأحكامك مستقيمة. عدلًا أمرت بشهاداتك وحقا إلى الغاية."
بَارٌّ أَنْتَ = "عادل أنت" (سبعينية). الأشرار دائماً يعترضون على أحكام الله قائلين لماذا سمح بهذا أو ذاك. ولكن المرنم الذي أحب الله إكتشف أن كل أحكامه هي بعدل وأنه بار. عَدْلاً أَمَرْتَ بِشَهَادَاتِكَ، وَحَقًّا إِلَى الْغَايَةِ = (في السبعينية) تترجم "أوصيت كثيراًبالعدل والحق اللذين هما شهاداتك". فهناك من يرفض الوصية بحجة أنها صعبة وغير عملية. والمرنم الغيور يشهد هنا أنها عدل وحق.
آية (139): " أهلكتني غيرتي لأن أعدائي نسوا كلامك."
أَهْلَكَتْنِي غَيْرَتِي = "غيرة بيتك أكلتني" (سبعينية) وهكذا إقتبس العهد الجديد النص من السبعينية (يو17:2). هذه غيرة مقدسة لكلام الله الذي يحتقره الأشرار.
آية (140): " كلمتك ممحصة جدًا وعبدك أحبها."
في مقابل احتقار الأشرار لكلمة الله ووصيته نجد المرنم هنا يشهد لكمالها وأنها نقية من كل شائبة. مُمَحَّصَةٌ جِدًّا = كما تصفى الفضة عدة مرات لتنقى من الشوائب .
ممحص= نقي من كل خداع أو تملق، فالله لا يتملق الإنسان فيعطيه ما يتلذذ به فيموت (هذا ما يفعله إبليس). أما وصايا الله فحتى وإن كانت ضد رغبة الجسد إلا أننا لو التزمنا بها يكون لنا حياة.
آية (141): " صغير أنا وحقير. أما وصاياك فلم انسها."
كان داود هو الأصغر في إخوته، وكان إخوته يعاملونه معاملة غير لائقة . وشعور من يُعامل هكذا أو شعور المتألم والمضطهد من الأقوياء، يدفعه غالبا لأن يخطئ متصورا أنه إنما يعوض نفسه عن الظلم الواقع عليه . أما الأتقياء فلا يفعلون هكذا ، وكان هذا موقف يوسف مع إمرأة فوطيفار . وداود هنا يردد نفس المعنى. والله نظر لقلبه الحافظ للوصية وباركه.وهكذا كل من ينسحق ويتذلل أمام الله ويلتزم بحفظ وصاياه يفرح به الله ويسكن عنده فيتعزى بالرغم من ألامه النفسية (إش15:57).
الآيات (142-144): "عدلك عدل إلى الدهر وشريعتك حق. ضيق وشدة أصاباني أما وصاياك فهي لذّاتي. عادلة شهاداتك إلى الدهر فهمني فأحيا."
شهادات الله صادقة، ومحبته مؤكدة، بالرغم من الشدة والآلام التي يجتاز فيها الأبرار. والبار بالرغم من شدته يحفظ الوصية ولا يترك شريعة الله.