رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إرسال الجاسوسين... "فأرسل يشوع بن نون من شطيم رجلين جاسوسين سرًا، قائلًا: اذهبا أنظرا الأرض وأريحا" [1]. إن كان يشوع يرمز ليسوع كلمة الله المتجسد، فمن هما الجاسوسان اللذان أرسلهما يشوع إلى الأرض وأريحا ليكسبا راحاب الزانية كإنسانة مؤمنة، تفتح بيتها لهما، وقلبهما لإلههما، وتسألهما علامة أمانة لخلاصها وخلاص أهل بيتها؟ أولًا: إن كان يشوع يمثل يسوع المسيح ربنا، فإن الجاسوسين المرسلين من قبله غالبًا ما يمثلان الإرساليتين اللتين بعثهما السيد إلى العالم، أي الاثني عشر تلميذًا والسبعين رسولًا، هؤلاء الذين بدأوا باليهود وكملوا بالأمم. وقد قبلت الشعوب الأممية رسالتهم في قلوبهم كسرّ خلاص لهم. ويرى القديس جيرومأنهما يمثلان الرسولين بطرس وبولس بكونهما خادمي الختان والأمم، إذ يقول: [إذ يرغب يسوع في أن يقود شعبه إلى الإنجيل يرسل رجلين إلى أريحا خفية، يرسل أحدهما لأهل الختان والأخر للأمم: بطرس وبولس. لقد طلبت أريحا قتلهما، لكن الزانية أدخلتهما، هذه بالطبع تعني الكنيسة المجتمعة من الأمم، والتي آمنت بيسوع. لقد جمتهما بسلام على سطحها، وأخفتهما هناك حيث إيمانها العلوي. خبأتهما بين عيدان الكتان مع أنها زانية]. ثانيًا: يرى الأسقف قيصريوس إنهما يشيران إلى وصيتي الحب: محبة الله ومحبة الناس، إذ يقول: [أرسل يشوع جاسوسين، لأن يشوع الحقيقي يرسل وصيتي الحب. ماذا قدم الرجال الذين أرسلهما يشوع الحقيقي ليعلنوه لنا سوى أن نحب الله والناس؟!]. أن كان غاية الكرازة بالإنجيل أن نتقبل رب المجد يسوع فينا، إنما نتقبله يسكن في داخلنا، فيهبنا سماته عامله فينا، حبه للآب وحبه للبشر! |
|