|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ممر الكسالى ! ليس أحد يضع يده على المحراثوينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله (لو9: 62)في أحد جبال فرنسا، على مسيرة نصف ساعة من إحدى القمم، يوجد ممر أطلق عليه اسم « ممر الكسالى ». ويحكى المرشدون أن كثيرين من السياح يتعبون من الصعود الطويل على الأنقاض وتخور عزيمتهم عندما يرون أنه ما زال أمامهم الكثير ليتسلقوا بطول حافة منحدرة وشاقة، وبالتالي يعدلون عن المواصلة للوصول إلى أقصى القمة. وإذ يقيسون المسافة التي تفصل بينهم وبين الهدف، يلقون عصاهم ويضعون حقيبتهم ويتمددون في الظل، ولا يعبأون بالمكافأة التي ستكون لهم عند الوصول إلى القمة. إن طريق حياتنا يعبر أيضاً « ممر الكسالى » وكم من الجبال يتعين تسلقها، وكم من عوائق وصعاب يجب التغلب عليها إن كنا نريد أن نحصل على « جعالة دعوة الله العُليا »! إن « ممر الكسالى » يدعونا ونحن على مسافة قصيرة من الهدف لأن نستريح قليلاً وأن نترك المعركة للحظة ... وما أكثر الذين تخور عزيمتهم، الذين لم يصعدوا أبداً إلى ارتفاع أكبر. نحن نرى هناك أُناساً لهم ظروف من كل نوع، أُناساً من كل مهنة، وكثيرين من الشبان والشابات جالسين في راحة في رفقة شيوخ مُتعبين ومُنهكين لا نأخذ عليهم شيئاً لوجودهم هناك. ألا يجب أن يخجل الشباب من تركهم المعركة والرجوع أمام المجهودات الأخيرة بعد أن تأملوا سابقاً بحماس الهدف الموضوع أمامهم؟ كان مؤمن موقر يتسلق يوماً برج كاتدرائية ستراسبورج. وقبل أن يصل إلى القمة بمسافة صغيرة انتابه دوار وأراد أن ينزل. فصاح الحارس قائلاً: كيف يمكن بعد الوصول إلى هذا الارتفاع، أن ترجع ثانية دون أن تبلغ الهدف؟ فرفع الرجل نظره ورأى فعلاً أنه لم يبقَ سوى خطوات قليلة للوصول، فتشجع وواصل المسير حتى وصل إلى القمة. هكذا يجب أن يكون أيضاً سيرنا نحو السماء. إنه عار لاسم المسيح أن نتجند في طريق اتباعه ثم نتحول عنه، وكثيراً ما يحدث هذا للأسف! كم تعوزنا المثابرة والجدية للوصول إلى الهدف والفوز بجعالة الدعوة السماوية! ليت حياتنا تكون دائماً في صعود، فلا نتوقف عند حد القليل الذي تعلمناه وشعرنا به أو أدركناه، لكن لنستمر في التقدم والصعود. |
|