تظهر أبوة الله في اهتمامه بداود، فهو ليس إلهًا يحيا في السماء، منشغلًا عن أولاده الذين في الأرض، بل يشعر بهم، ويرسل قوته لتنتشل أولاده من وسط المخاطر والموت، فلا يستطيع الأشرار أن يؤذونه، وهنا تظهر قوة الله ومحبته الخاصة لأولاده.
إن المياه الكثيرة هي البشر الأشرار المحيطين بأولاد الله والأمم الوثنية، أو البعيدة عن الله، أو هي هموم العالم ومتاعبه ومشاكله. فالله ينتشل أولاده من كل هذه الضيقات، بل وما هو أصعب منها؛ لأنهم محبوبون لقلبه.
إن كان الله قد خلص داود من أعدائه، فهذا رمز للمسيح الذي خلص المؤمنين به من الشياطين بواسطة الصليب، فقيد الشيطان، وأخرج المؤمنين به من الجحيم وأصعدهم إلى الفردوس، ويخلص أولاده في كل جيل من سلطان الشيطان.