عِنْدَ اللهِ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ
"فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ، وَلَكِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ، لِأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ». (مرقس 10: 27)
لا يَقول الله أيّ شيءٍ لنا بِالصُدفةِ، لأن كُلَّ ما يَخرجُ من شِفاههِ يُوافقُ إرادتهُ. ومن خلالِ الإعلانِ الواردِ في مُرقس 10: 27 ، فقد فكرَ يسُوع بي، وبكَ وبِكُلِّ البشرِ على وجهِ الأرض. وأخيراً، فلقدْ أرادَ أن يُوضحَ لنَا أن إلهَ المُستحيلات مُتاحٌ للجميعِ. ولا يُوجدُ أي شيءٍ يحتاجهُ الإنسان، لا يَستطيعُ الرَّبُّ فعلهُ. لذلكَ، فمن المُهم أن تُصغي لما يقولهُ الإنْجيلُ. لأنهُ بذلك يُصبحُ الجَميعُ قادرينَ على إختبارِ الأعمالِ التي يَقومُ بها هَذا الكائنُ العَجيبُ الذي هو خَالقنَا وأبانَا.
إن حَقيقةَ أن الرَّبَّ نظرَ في عُيونِ تلاميذهِ، يعني أنهُ يُعطي اِهتماماً كبيراً لهَذا المُوضوع. ولذلكَ، فمَا لا يَستطيعُ الإنسانُ تحقيقهُ، هو مُمكنٌ جداً بِالنسبةِ للرَّبِّ، بغضِ النظرِ عن مدى صُعوبةِ ذَلك، فالأهمُ: إنهُ يُريدُ أن يَفعل الأشياءَ نيابةً عنا. ولكي يَحدث هَذا، عَلينا أن نَستمعَ لما يَقولهُ الآبُ لنَا من خِلالِ كَلمتهِ، لأنهُ بذلكَ نحصلُ على المَزيدِ من الإيمانِ، وبِالثقةِ في وُعودهِ يُمكننا أمتلاكُ ما هو لنَا.
إن كُلَّ الجُمل التي نَطق بها الرَّبّ هي حق، وهُو دَائماً يفي بِما يعدُ بهِ. فلقد قالَ أن اَلسَّمَاءَ وَالْأَرْضَ تَزُولَانِ وَلَكِنَّ كَلَامِي لَا يَزُولُ. (متى 24: 35) وذلك، لأنهُ يهتم بِكُلِّ كلمةٍ من كَلامهِ. لذلك إذا كانَ هُناك شيءٌ مُستحيلٌ في حَياتكَ، أمن فَقط وسَتُلاحظ أن الله العليِّ هو الحقّ ويُنفذ جَميع ما وعدَ بهِ. والآن، اُترُك جميعَ شُكوككَ وتَرددكَ جَانباً وتَكلم معَ الله، واِعترف لهُ بأنكَ تَشُك في بعضِ الأشياءِ التي يُمكنهُ أن يقوم بهَا، وأنك لمْ تُعطِ هذهِ الحَقيقةَ الاهتمامَ اللازمَ.
تُعتبرُ إنجازاتُ الإنسانِ مَحدودةً لأنهُ لا يُعطي المَجد لله؛ وهَذا الشيء لا يَحدثُ مع الرَّبّ لأنهُ غيرُ محدودٍ. ولكنْ عندمَا نتعمقُ كثيراً في إعلاناتِ وأوامرِ الكتابِ المُقدسِ، ونُؤمن بِها، كلَّ شيءٍ يتحقق، ويَحدثُ بِالفعل. والذي يَنتمي إلى الله يَلبسُ القُدرةَ الإلهيةَ التي يَفعلُ بهَا الأشياءَ، التي فَعلهَا الرَّبّ، شَريطةَ أن يَفعلَ ذَلكَ باسمِ يسُوع.
عِندما تُؤمن بِما يَقولهُ الله العليِّ، مَهما كانت صُعوبةُ مُشكلتك، يُصبحُ لديكَ القُدرةُ على الحَصول على الحلِ المَطلوب. لأن الفِكر الإلهي في حَياتكَ يَجعلك تَتصرفُ بنفسِ الطريقةِ التي تَصرفَ بِها الرَّبَّ. فقط تَذكر أن كُلَّ شيءٍ مُمكنٍ مع الله. وبمجردِ مَعرفتكَ لذلك، يَمكنكَ جَعلُ المُستحيل في حَياتك، يُصبحُ مُمكنا. لأنهُ لهَذا نظرَ يَسوع إلى تَلاميذهُ وأعطاهُم هَذا الإِعلان.
لا تَنسوا أننا عِندمَا نَستخدمُ الإيمان الذي لدينَا، نَكونُ مثل الرَّبَّ. وبِهذهِ المَعلومةُ، كُنْ شُجاعًا وكُنْ فَاعِلاً للإرادةِ الإلهيةِ.