منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 08 - 2024, 12:31 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,219

مقال لقداسة البابا تواضروس الثاني في مجلة الكرازة أعظم كلمتين


قداسة البابا تواضروس الثاني




مقال لقداسة البابا تواضروس الثاني في مجلة الكرازة أعظم كلمتين


الإنسان كائن ناطق يجيد صناعة الكلام، ومن خلال الكلام يتواصل البشر، ويتعلمون ويفهمون وينقلون الأخبار والأحداث والأفكار والمشاعر، ويكتبون الكتب والمقالات والأبحاث العلمية والأدبية والفنية، ويعبرون عما بداخلهم من حب أو حقد أو فكر أو أدب شعرًا أو نثرًا أو رواية أو قصص.

ويقضي كل إنسان ساعات في كل يوم في الكلام سواء مع الله في الصلوات والتسابيح، أو مع البشر في قضاء الأعمال والأشغال العديدة.. ويصير محصول الكلام لدى الإنسان في تزايد مستمر بالقراءة والدراسة والتأليف والمطالعة والتأمل والكتابة بكل نوع.. ومكتوب “بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ” (مت 12: 37). ويقول معلم أولاد الملوك: كثيرًا ما تكلمت وندمت أما عن صمتي فلم أندم قط (القديس أرسانيوس).

وتبرز قصة واقعية من قصص البرية المقدسة عندما سُئل الأنبا يوسف في القرن الرابع الميلادي عن ما هو أهم: الكلام أم الصمت؟ فأجاب إذا كان الكلام من أجل الله فهو جيد، وإن كان الصمت من أجل الله فهو جيد. وهذه حكمة آباء البرية.

وبالطبع لا يمكن حصر كل كلام البشر بكل الحروف وفي كل اللغات، ولكن تبرز كلمتين بين كل الكلام تعتبر الأفضل والأعظم والأجمل والأروع في كل الأدبيات والمواقف الإنسانية المتعددة عند كل البشر في كل الأجيال والأزمان وإلى نهاية الدهر..

الكلمة الأولى هي: “حاضر” YES

وهي كلمة الاستجابة والطاعة والموافقة على فعل شيء مناسب يصدر من شخص لآخر أو من شخص إلى مجموعة، ولا يهم من هو الكبير ومن هو الصغير.. ولكنها كلمة مريحة وذات موسيقى صوتية وفي كل اللغات بنغمة مبهجة عندما يسمعها الإنسان. والكلمة فيها خضوع وقبول محبب وعن طيب خاطر. ونطق هذه الكلمة يعبر عن إنكار للذات بالقبول الإيجابي، كما أنها تسهم في راحة المستمع لها وهدوئه وسلامه. وهذه الكلمة نراها في مواقف التربية ومواقف التعليم ومواقف العمل وهي مطلوبة جدًا لمسيرة الحياة وتقدمها. كما يتضح جمال هذه الكلمة عندما نعرف المضاد لها وهي كلمة “لا” والتي تعبر عن الرفض والامتناع والمعارضة، والتي لها وقع سلبي وربما متعب على أذن المستمع لها بسبب حدتها وقساوتها.

وتذكر هذه الكلمة في مواقف عديدة في الكتاب المقدس سواء بالحرف أو بالقصد مثلما نقرأ في قصة بشارة أمنا العذراء مريم من قبل الملاك جبرائيل والتي أجابت في طاعة كاملة واتضاع بالغ: “هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ” (لو 1: 38). نفس الموقف نجده عند إبراهيم أبو الآباء حين طلب منه الرب: “اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ… فَذَهَبَ أَبْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ..” (تك 12: 1-4). أيضًا نفس الاستجابة في دعوة متى العشار حيث قال له الرب يسوع: “اتْبَعْنِي. فَقَامَ وَتَبِعَهُ” (مت 9: 9) وصار له تلميذًا.

الكلمة الثانية هي:

أخطأت/ أخطيت/ آسف/ أعتذر


وكلها تعابير عن الندم على فعل أو قول شيء معين، وقد صدر عن الإنسان بقصد أو بدون قصد.

والبعض يعتبر أن هذه الكلمة هي الأصعب على الإطلاق في قاموس البشر ويعتبرونها فعل ثقيل، ولذلك فإن الاعتذار يعتبر فن له معايير وأصول، وليس مجرد شيء نفعله لنكون مهذبين، ولكنه وسيلة لإظهار الاحترام والتعاطف مع الشخص أو الأفراد الذين تعرضوا لإساءة كنت أنا سببها أو مصدرها.

وفي التقليد الرهباني القبطي يجتمع الآباء الرهبان مرتين كل يوم للصلاة الجماعية، الأولى في الرابعة فجرًا لصلوات نصف الليل والتسبحة اليومية، والثانية في الرابعة عصرًا لصلوات مزامير الغروب والنوم.. معنى ذلك أنهم يجتمعون كل 12 ساعة.. وتبدأ الصلوات في كل مرة بأن يصافح الآباء الرهبان بعضهم البعض قائلين: “أخطأت سامحني”، فربما صدر عن أحدهم أي فعل أو قول أو إشارة أساءت إلى آخر بأي صورة، ولذلك يعترف كل واحد أمام الآخرين بالخطأ ويطلب المسامحة.

وفي القداس الإلهي وقبل أن يبدأ الكاهن الصلوات يطلب من كل الحاضرين قائلاً: أخطأت سامحوني، ليكون صافي النية. وإذا كان لأحد شكوى ما، فإنه ينبغي على الكاهن أن يقابله ويجلس معه ويبحث ما يقوله ويعتذر له إن كان هناك ما يوجب الاعتذار ودون مجادلة أو تبرير.

إن الاحترام تربية وليس ضعفًا، وكذلك الاعتذار أدب وليس إهانة أو مذلة. ويجب أن نعلم أن “الاعتذار البارد” يعتبر إهانة ثانية ويؤدي إلى عواقب وخيمة.

ويعتبر مثل الابن الضال أروع وأرفع ما كتب عن شجاعة الاعتذار وصدقه، حينما قال الابن العائد والتائب: “أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا” (لو 15: 21) ونال باعتذاره الحقيقي غفرانًا وحنانًا ورقة وعذوبة.

كذلك في قصة الفريسي والعشار (لو 18: 9-14). عندما صعدا إلى الهيكل للصلاة حيث كانت صلاة الفريسي كلها كبرياء وذات وعجرفة، أما العشار فوقف من بعيد لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء بل قرع صدره قائلاً: اللهم ارحمني أنا الخاطئ.. وعاد إلى بيته مبررًا دون الفريسي. إنه لم ينظر إلى الآخرين، بل أدان نفسه بمعيار الله وأدرك أنه كان مذنبًا خاطئًا.

وفي قصة نابال وأبيجايل والتي تصرفت فيها هذه الزوجة بحكمة وقدمت اعتذارًا عمليًا عن تصــرف زوجهــــا الأحـمــق أمـام داود النبــي (1صموئيل 25)، الذي باركها لهذه الفطنة والحكمة المتضمنة اعتذارًا من القلب ونجحت في مهمتها وأوقفت مذبحة شديدة..

والخلاصة أن هاتين الكلمتين:

“حاضر وأخطيت”،

هما عماد الحياة سواء في الأسرة أو الكنيسة أو الخدمة أو المجتمع،

وهما سبب سلامة الحياة وصيانتها واستمرارها الصحيح.

ويا بخت من يستعملهما دائمًا في حياته.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مقال لقداسة البابا تواضروس الثاني في مجلة الكرازة أعظم قوة
مقال لقداسة البابا تواضروس الثاني في مجلة الكرازة أعظم نعمة
مقال لقداسة البابا تواضروس الثاني في مجلة الكرازة أعظم نصيحة
مقال لقداسة البابا تواضروس الثاني في مجلة الكرازة : أعظم شعور
مقال لقداسة البابا تواضروس الثاني في مجلة الكرازة أعظم قرار


الساعة الآن 12:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024