فَطوبى لِمَن آمَنَت: فسَيَتِمُّ ما بَلَغها مِن عِندِ الرَّبّ
لم تلتفت مَريَم إلى الموانع من إكمال الوعد بل نظرت إلى قوة الواعد تعالى. إن عمل الله هو أن يُبارك ويُخلّص، بينما عمل الإنسان هو الإيمان بالله الذي يبارك ويُخلّص. ويُعلق المجمع الفاتيكاني الثّاني " تقدّمت مَريَم في غربة الإيمان"، وفي هذا الصَّدد قال يسوع " طوبى لِلَّذينَ يؤمِنونَ ولَم يَرَوا" (يوحَنَّا 20: 29). والإيمان وحده يجعل الله حاضرًا في العَالَم. ومن هذا المُنطلق، مَريَم تدعونا إلى التَّجاوب مع الله بالإيمان لا بالضحك، كما عملت سارة امرأة إبراهيم (تكوين 18: 9-15) ولا بالخوف، كما فعل منوح أبو شمشون (قضاة 13: 22)، ولا بالشك، كما فعل زَكَرِيَّا بل بالقبول التَّلقائي الخاضع.