*"إنه خفيف على وجه المياه" [18]... ذهن الشرير "أخف من سطح الماء"، حتى أن أية نفخة لتجربة ما تلمسه تجتذبه دون أي تأخير ومقاومة. فإن كنا نتصور القلب غير الثابت لأي إنسانٍ شرير، ماذا نكتشف فيه سوى سطح ماء في مواجهة ريح؟ ففي وقت ما تجتذبه أية نفخة غضب، وفي وقت آخر نسمة كبرياء، ونسمة شهوة وحسد وبطلان؛ كل هذه النفخات تدفعه وتحركه. هكذا إنه خفيف على سطح الماء، تسحبه كل ريح للخطأ أمامها حين يحل الخطأ....
"ليُلعن نصيبهم على الأرض، وليته لا يسير في طريق الكروم" [18]. من يفعل ما هو مستقيم في الحياة الحاضرة ويواجه مصائب، يُرى بالحقيقة أنه يتمخض في ضيقه، إنه كامل، ولكن من أجل الميراث الأبدي. أما من يفعل ما هو شر...، ولا يمسك نفسه عن الأعمال الشريرة من أجل فيض البركات (الزمنية) التي ينالها، فيُرى أنه بالحق في ترفٍ، لكنه مربوط برباط اللعنة الأبدية. لذلك يُقال هنا بحقٍ: "ليُلعن نصيبهم على الأرض"...
"طريق الكروم" هو استقامة الكنائس. لنفهم أن المبتدع أو أي إنسان جسداني يترك استقامة الكنائس أو طريق الكروم، عندما لا يتمسك بالإيمان المستقيم أو التدبير المستقيم للحي البار... لهذا فإن "السير في طريق الكروم" هو التمسك بآباء الكنيسة المقدسة مثل عناقيد كرمة معلقة حيث يسكر بكلماتهم في حب الأبدية.